يمر في وسط آسيا إثنان من أطول أنهارها , وهما نهرا سيحون ( سيرداريا ) وجيحون ( أمو داريا ) حيث ينبعان من المنطقتين الجبليتين الواقعتين في قرغيزيا وطاجكستان حيث تصل أعلى قمة في سلسلة جبال غيسان إلى 4688 متر فوق مستوى سطح البحر ، ويتجه هذان النهران الى أخفض نقطة في المنطقة , وهي منخفض ( قره قلبق ) حيث يصل الإنخفاض إلى 47 متر تحت مستوى سطح البحر، وفي المنطقة بحيرات داخلية صغيرة , يعد بحر الأرال الذي يدعى بالفارسية ( درياچه خوارزم ) وبالعربية ( بحر خوارزم ) من أكبر هذه التجمعات المائية حيث يحتوي على بعض الجزر الصغيرة التي تبدو مثل ( الخرز ) عائمة فوق الماء .
يطلق العرب على هذه المنطقة تسمية ( بلاد ما وراء النهر ) تمييزا لها عن ( بلاد ما بين النهرين ) التي تضم نهري دجلة والفرات . وما يزيد على 70% من أراضي بلاد ما وراء النهر ذات طبيعة صحراوية .
من متطلبات دراستي الأكاديمية الجامعية للتاريخ , درست الكثير من نظريات علم الفلك , ومن خلال تلك الدراسة , تكونت لدي القناعة أنه رغم وجود الإنسان على الأرض لما يزيد على 250 مليون سنة , إلا أننا لا نمتلك تاريخا واضحا يمتد الى أكثر من عشرة آلاف سنة أما لماذا ؟ فالسبب هو الحركة .
فكما تدور الأرض حول نفسها , ويدور حولها القمر , ويدوران كليهما حول الشمس .. فالمجرة التي نحن فيها أيضا تدور في أعماق سحيقة داخل الكون في مدار إهليلجي ( بيضوي ) ولا تتم دورتها إلا كل عشرة آلاف ( سنة أرضية ) مرة واحدة .
بعض هذه الأعماق السحيقة من الكون باردة الى حد الإنجماد , ولهذا فإن الأرض تصل كل عشرة آلاف سنة الى عصر جليدي ينجمد فيه كل شيء وتختفي معظم أشكال الحياة ولا يتبقى من البشر إلا أعداد قليلة جدا تحتمي بالكهوف أو شقوق الأرض , والى أن يحل فصل الدفء المقبل بعد عدة مئات من السنوات , يخرج هؤلاء البشر من مخابئهم ناسين الحضارة واللغة والعادات والتقاليد , مضيعين تاريخهم القديم , ليؤسسوا حياة جديدة على الأرض ستعيش لعشرة آلاف سنة جديدة أخرى .
ظاهرة التصحر هذه الأيام , أي جفاف المستودعات المائية كالأنهار والبحيرات والبحار , تقابلها في مناطق أخرى من العالم ظاهرة تدني لدرجات الحرارة الى معدلات غير مسبوقة بدأ يلمسها سكان العالم الذين يعيشون في المناطق الباردة , ظاهرة أعزوها لإقترابنا من عصر الإنجماد المقبل .. ولكن أن يجف بحر .. وتتحول أرضه الى صحراء , تسير فيها الجمال الى جانب هياكل السفن الصدئة كما يحدث اليوم في بحر الأرال فهذه حالة تستوجب التوقف عندها , لأن الدمار الواقع فعلا .. هو من سوء الإستعمال البشري للبيئة وليس عارضا كونيا بحكم إقبالنا على عصر جليدي جديد .
بالعودة الى فترة الحكم السوفييتي لهذه المنطقة , فإن بحر الأرال كان قد بدأ تجفيفه بشدة منذ ستينات القرن الماضي , ولم يتبق منه الآن غير ثلاث بحيرات تكاد تكون منفصلة عن بعضها تماما , هي ( بحر الأرال الشمالي ) و ( بحر الأرال الجنوبي ) , أما المسطح المائي الصغير الواقع بينهما في الوسط فهو لا يرقى حتى الى تسمية بحيرة . عمق الماء اليوم في هذه البحيرات لا يزيد على 31 متر في أعمق نقطة فيها .
بحر الأرال كان رابع أكبر بحار العالم الداخلية , وكانت مساحته 68 ألف كيلومتر مربع , حيث بدأ تجفيفه بشدة منذ ستينات القرن الماضي , بعد أن قامت السياسة الإروائية السوفييتية بتحويل نهري سيحون وجيحون اللذين يغذيانه من أجل سد حاجة مشاريعها الى الماء .
وصولا الى عام 2004 كان البحر قد وصل الى ربع حجم ما كان عليه , وتضاعفت فيه الملوحة الى خمسة أضعاف معدلاتها فقتلت الكائنات الزراعية والحيوانية التي تعيش على رواء هذا المصدر المائي الكبير .
وعند بلوغ العام 2007 كان البحر قد تضاءل مرة أخرى بنسبة 10% جديدة أدت الى فصله الى 3 بحيرات , إثنتان منهما من الملوحة بحيث لا تتمكن الأسماك من الحياة فيهما , وذلك البحر الذي كانت الصناعات السمكية مزدهرة فيه , أصبحت سواحله مقابر للسفن , وليت الأمر توقف عند هذا , لكن دمار الصناعة السمكية أدى الى تصاعد نسبة البطالة بسبب خراب المصالح , فأدى كل هذا الى أوضاع إقتصادية قاسية للسكان .
أيضا فإن بحر الأرال تلوث بشدة من جراء : تجارب السلاح , المخلفات الصناعية , المبيدات والأسمدة , ومبازل الملح من الأراضي المحيطة به . فنضبت المياه الصالحة للإستهلاك البشري , وتسبب ذلك في مشاكل صحية خطيرة لسكان حوض هذا البحر . أما تراجع مستويات مياه البحر , فقد أدت الى تغييرات خطيرة في المناخ والطقس , حيث أصبح الصيف أشد حرارة وأكثر جفافا بينما الشتاء صار أطول .. وأكثر برودة .
غالبا ما يوصف يباس بحر الأرال بأنه كارثة بيئية , وهناك جهود متواصلة في كازاخستان للمحافظة على بقية المياه التي لم نتضب بعد من البحيرة الشمالية , ولذلك تم في عام 2005 إنشاء مشروع سد أو ناظم لقفل هذه البحيرة , فأدى ذلك الى رفع مستوى مياهها مترين , فإنخفضت ملوحة المياه , وعادت بعض أصناف الأسماك للحياة فيها من جديد . لكن الأوضاع في البحيرة الجنوبية لم تزل مأساوية وقاتمة .
بدأت مأساة هذا البحر منذ عام 1918 حين قررت الحكومة السوفييتية تحويل نهري سيحون وجيحون اللذين يغذيان بحر الأرال , من أجل إرواء الصحراء وتحويلها الى أرض صالحة لزراعة الرز , البطيخ , الشعير , والقطن . وكان ذلك جزءا من الخطة السوفييتية المسماة ( الذهب الأبيض ) لزراعة كميات كبيرة جدا من هذه المواد لأجل تصديرها . حيث تعد أوزبكستان اليوم واحدة من أكبر المناطق المصدرة للقطن في العالم .
شق القنوات التي ستقوم بنقل مياه هذين النهرين الى الصحراء , كان قد بدأ منذ أربعينات القرن الماضي , لكن أغلب هذه القنوات كانت بدائية , فسمحت لمياه النهرين بالعودة الى جوف الأرض , أو التبخر . فمثلا ( قناة قره قوم ) وهي الأكبر في وسط آسيا فإن ما بين 30% الى 70% من مياهها تعتبر مياها مفقودة , وحتى يومنا هذا فإن 12% فقط من قنوات مياه أوزبكستان الإروائية قد تم تبطينها لتكون مانعة للتسرب .
خلال ستينات القرن الماضي كانت كمية الماء التي تقطع عن بحر الأرال وتحول الى الصحراء تتراوح ما بين 20 الى 60 كيلومتر مكعب سنويا , ولهذا فمنذ الستينات كان البحر قد بدأ بالجفاف . وما بين الأعوام 1961 الى 1970 كان بحر الأرال يجف بمعدل 20 سنتمتر سنويا .
أما خلال عقد السبعينات فقد كان البحر يتناقص بمقدار 50 الى 60 سنتمتر سنويا , وزادت المأساة أكثر خلال عقد الثمانينات حيث كان البحر يتناقص بما مقداره 80 الى 90 سنتمتر سنويا . ورغم هذا فإن كمية المياه المستخدمة في المشاريع الزراعية كانت في تزايد مستمر , ففي عام 2000 كانت كمية الماء المأخوذة من نهري سيحون وجيحون لأغراض الري قد تضاعفت مرتين عما كانت عليه عام 1960 لمضاعفة ناتج محصول القطن .
الصناعة السمكية في بحر الأرال التي توظف 40 ألف شخص وتنتج سدس ناتج صيد السمك السوفييتي توقفت عن العمل .. لأن الأسماك إختفت .. مثلما إختفى معها حيوان فأر المسك الذي يتم إصطياده بأعداد هائلة من دلتا حوضي سيحون وجيحون من أجل فرائه الثمين . والبشر الذين يصطادون ويصنّعون فراء نصف مليون فأر سنويا , توقفوا هم أيضا عن العمل .
إختفاء بحر الأرال لم يكن مدهشا للحكومة السوفييتية , فقد كانت تتوقع حدوث ذلك منذ زمن طويل , عام 1964 صرح ( ألكسندر أسارين ) من ( معهد هايدروبروجكت ) في موسكو المتخصص في شؤون الري والقنوات المائية والسدود : (( مشاريعنا جزء من الخطة الخمسية التي أقرها مجلس الوزراء , ولا أحد يجرؤ على قول كلمة تعارض مجلس الوزراء حتى لو كان السكوت سيجفف بحر الأرال )) .
ردود أفعال الخبراء السوفييت كانت تحابي الحكومة عند عدم الإشارة الى الإستغلال الفاحش لمياه سيحون وجيحون على حساب البحر الداخلي الذي ليس له منفذ على المحيط , لذلك عزى بعضهم جفاف البحر الى ( خطأ في الطبيعة ) في حين صرح أحد المهندسين السوفييت بأنه (( من الواضح للجميع أن التبخر من بحر آرال أمر لا مفر منه )) .
وبناءا على كل هذا فمنذ الستينات كان قد تم البدء بمشروع ضخم لتحويل جزء من مياه ( نهر أُب ) من خلال قناة عملاقة لتغذية الروافد والأنهار التي تصب في بحر الأرال .إعادة ملء بحر الأرال كان الهدف الرئيسي لهذا المشروع , لكن كلفته المالية العالية جعلت الحكومة السوفييتية تقوم بإيقافه عام 1968 .
منذ عام 1960 وحتى عام 1998 فإن مستوى سطح بحر الأرال كان قد نزل حوالي 60% وبعد أن كان يعد رابع أكبر بحار العالم الداخلية ويسع 1100 كيلومتر مكعب من الماء , فإنه في العام 1998 تحول الى ثامن بحر داخلي من حيث المكانة أما سعته فقد تناقصت لتصبح فقط 28,687 كيلومتر مكعب , بينما تزايدت ملوحته من 10 غرام/لتر لتصل في العام 2004 الى أعلى معدلاتها وهي 45 غرام/لتر . وهذا رقم كبير طبعا إذا علمنا أن ملوحة بحار العالم هي حول 35 غرام/لتر عدا الحر الميت الذي تبلغ ملوحته 300 _ 350 غرام/لتر .
أكتشف مؤخرا أن هناك مياه تتسرب الى هذا البحر مقدارها 4 كيلومتر مكعب سنويا مصدرها من جبال ( بامير ) و ( تيان شان ) حيث تتجمع وتتخذ لنفسها طريقا عبر طبقات باطنية في جوف الأرض .. ثم تتدفق نابعة داخل منخفض البحر , لكنها لا تتمكن من حل مشكلة هذا البحر الناضب .
بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي وتحول جمهورياته السابقة الى ( دول كومون ويلث ) بدأ العمل لإحياء بحر الأرال الشمالي , فتم العمل أولا على إصلاح وتطوير نهر سيحون , ولهذا فقد قامت الحكومة الكازاخية عام 2003 ببناء ( سد قوغرال ) وهو عبارة عن فاصل كونكريتي يقطع بحر أرال الشمالي وتم إكمال السد عام 2005 .
منذ بناء هذا السد فإن منسوب المياه إرتفع 8 أمتار في البحر الشمالي وقلت فيه الملوحة فعادت الأسماك للحياة فيه , كما أدى ذلك الى تغييرات طيبة في الطقس رغم إنقطاع المطر . وساحل البحر الذي كان يبعد 100 كيلومتر عن مدينة أرالسك .. لم يعد يبعد عنها بسبب السد أكثر من 25 كيلومتر .
هناك خطة لتعمير قناة تربط المدينة بالبحر بدأ العمل بها هذا العام عندها سيصبح بعد المدينة عن البحر حوالي 6 كيلومتر فقط ..
ولكن أرجو أن لا تأخذ القاريء الفرحة لأننا ينبغي أن نسأل الحكومة الكازاخية عن مصدر المال الذي تقوم به بتنفيذ هذه المشاريع العملاقة !! فمصدر المال هو سلفة إقترضتها الحكومة من البنك الدولي الأمريكي , أو بمعنى آخر أن الحكومة الكازاخية .. باعت البلد كله ثمنا لبناء السد , ولو قدرت في أي يوم من تاريخها المستقبلي أن تسدد هذا القرض , عندها ستستحق لقب : أفضل حكومة في العالم .
سيتضاعف هذا الدين وفوائده المستحقة بمتوالية هندسية تستعبد هذا البلد كما إستعبدت أندونيسيا منذ الحرب العالمية الثانية والى يومنا هذا بقروض البنك الدولي الأمريكي .
بحر الأرال الجنوبي الذي يخضع لحكومة أوزبكستان الفقيرة والتي لا ندري لماذا لا تقترض هي الأخرى من البنك الدولي لإصلاح جهتها من البحر , تنتظر أن الجزء الشمالي من البحر وحين سيمتليء بالمياه , فإن بعض نواظمه ستفتح لتسريب بعض الماء الى بقية أجزاء البحر الأخرى بشكل دوري , وعندها سترتفع مناسيب المياه في البحر الجنوبي , فيستفيد منها الأوزبك الذين ما عادت الزراعة تهمهم في شيء بعد العثور على مخزون جيد من النفط في أراضيهم , عندها إذا تحولت أوزبكستان الى دولة مصدرة للنفط , فستتمكن بكل سهولة من إستيراد البرغر والكوكاكولا وأصابع البطاطا وسجاير مارلبورو وعلكة ترايدنت الأمريكية لإطعام شعبها , أما الحرارة الشديدة والبرودة القارصة , والعواصف الترابية بسبب جفاف بحر الأرال الجنوبي فهي الأخرى غير مهمة ما دام السكان سيتمكنون بأموال النفط من شراء مكيفات ويستنكهاوس وجنرال ألكتريك .
قد يرى البعض كلامي متشنجا في وصف أوضاع المنطقة مابين قبول قروض البنك الدولي أو عدم قبولها , لكني أرى أن شعب هذه المنطقة بشر يتعرضون الى كارثة بيئية .. ومهما كانت أسبابها .. فإن المجتمع الدولي مطالب بمد يد المساعدة لهم , وليس المتاجرة بمصيبتهم وإستعبادهم بسببها كما هو واقع فعلا .
الفقر والجوع وخراب البيئة ليس شيئا مهما في حياة الشعوب , الشيء الجوهري لحياة الناس في هذا الزمان هو ( الديموقراطية ) فليس بالخبز وحده يحيى الإنسان كما تنص المقولة الشهيرة , والديموقراطية قبل الخبز في أوزبكستان .. ولهذا دعونا نتمعن في التطبيقات الديموقراطية الواقعة اليوم في هذا البلد الذي أكتشف فيه النفط حديثا .
أولا ننظر الى ( جزيرة فُزرژدنيا ) ومعنى إسمها بالعربية ( جزيرة البعث ) وهي أكبر جزر بحر الأرال , فهذه الجزيرة ومنذ العهد السوفييتي تعود ملكيتها مناصفة الى كل من جمهوريتي كازاخستان وأوزبكستان , ومنذ العام 1948 ، كانت الحكومة السوفييتية قد إعتبرتها أرضا ممنوعة على المدنيين وأنشأت عليها قاعدة لإنتاج الأسلحة البيولوجية السرية .
حين غادرها الخبراء العسكريون السوفييت عام 1992 بعد تفكك الاتحاد السوفياتي , وتحول أوزبكستان الى دولة من دول الكمون ويلث , وإكتشاف كميات من النفط في أراضيها , قررت البعثات الأمريكية عام 2002 أن جزيرة فُزرژدنيا كانت مخصصة لإنتاج واختبار سلاح الأنثراكس ( الجمرة الخبيثة ) لذلك نظمت الولايات المتحدة الأمريكية حملة لتطهير مواقع دفن مادة الأنثراكس على الجزيرة مع تقديم المساعدة للحكومة الأوزبكستانية ، ومنذ ذلك الوقت ظهر تنازع بين الحكومتين الأوزبكية والكازاخية لفرض السيطرة على الجزيرة ..
مادامت أوزبكستان قد أصبحت دولة نفطية , فقد يكون من المحتمل أنها تفكر في شراء السلاح من المصادر العظمى والدخول في حرب مع جارتها الكازاخية التي كانت الى ما قبل أقل من 20 سنة تشاركها في حمل النير السوفييتي , وربما والله أعلم يخطط الأوزبك ( لوحدهم ومن دون ضغط أو إيحاء أو مساعدة من أحد ) لدخول هذه الحرب بمجرد تسلمهم لعوائد نفطهم .. من يدري !!؟ ولهذا السبب يتم إعداد المجتمع الأوزبكستاني منذ الآن لتلك الأيام .
بديموقراطية شديدة قامت الحكومة الأوزبكية بمنح الحكم الذاتي لجمهورية جديدة ناشئة على أرضها وبين سكانها إسمها جمهورية قراغالبكستان , يقع ضمن حدودها الإقليمية كل منطقة بحر الأرال العائدة لجمهورية أوزبكستان وبضمنها جزيرة فُزرژدنيا .
يبلغ عدد سكان هذه الجمهورية مليون و100 ألف نسمة , 400 ألف منهم قرة غال , ومثلهم من الأوزبك , و300 ألف كزاخ . وبحسبة جدا بسيطة يتبين أن القرغال لا يشكلون إلا أقل من ثلث سكان جمهورية قراغالبكستان .. إذن ما هو معيار منحهم حوالي نصف مساحة أوزبكستان التي أنشئت عليها دولتهم الحالية ؟
حتى تسمية هذه الجمهورية فيه شيء من الغرابة , فمن المعروف أن لفظة ( ستان ) تعني ( أرض ) وعليه فإن تسمية ( أوزبكستان ) تعني ( أرض الأوزبك ) , وعند فصل القرغال عنها كان ينبغي تسميتها ( قرغالستان ) أما تسمية قرغالبكستان فهي دمج غير موفق لتسميتي ( قرغال _ أوزبك ) من جهة , ومن جهة أخرى فهي تذكرنا بالسؤال الملح الذي يتكرر دائما وهو : لماذا منحت أوزبكستان الحكم الذاتي ونصف مساحة بلدها الى شعب أقلية من بلدها _ يعيش في إقليمهم فعليا ضعفي عددهم من الأوزبك والكزاخ ؟؟ أليس هذا سؤالا جديرا بالإجابة لنعرف المعايير التي تسير هذا البلد ؟
بالعودة الى خرائط جزيرة فُزرژدنيا سنكتشف أن هذه الجزيرة ستكون سببا للحرب بين كازاخستان وأوزبكستان في العقد المقبل من السنوات على أكثر إحتمال .
فمادام بحر الأرال جافا فإن مساحة الجزيرة تكون كبيرة يتقاسمها الكزاخ والأوزبك , ولكن إذا أعيدت الحياة لبحر الأرال وإرتفعت مناسيبه الى ما كانت عليه عام 1960 فإن غاطس الجزيرة سيزداد عمقا ولن يتبقى من سطحها غير الأجزاء العالية التي تعود الى ( جمهورية أوزبكستان سابقا _ جمهورية قرغالبكستان حاليا ) .
ولهذا فسيكون من مصلحة كازاخستان التي ( تملك وتدير سد قوغرال ) أن تبقى نواظم هذا السد مقفلة من أجل تجفيف البحر الجنوبي حتى لا يؤثر على حصتها من جزيرة فُزرژدنيا , لكن إستمرار جفاف البحر الجنوبي سيثير حفيظة جمهورية قرغالبكستان لأنه يؤثر على مناخها وأسلوب عيش سكانها , عندها يمكن للمرء أن يطلق العنان لتصوراته .. عن كيف سيكون الصراع في المنطقة .. تحت رعاية الديموكرسي الأمريكي المصاحب للبترودولار الأوزبكستاني .. فقد آن للحرب في أفغانستان أن تنتهي بعد أن شارفت على ختام عقدها الرابع .. لكن وسط آسيا ينبغي أن يظل مشتعلا .. ومأساة بحر الأرال ستكون الجمرة التي ستشعل الحرب المقبلة في عصر الديموقراطية الأمريكية .ميسون البياتي – مفكر حر؟
تحية طيبة دكتورة….
اولا تحية لهذا المقالة والتي من الاصح ان يطلق عليها تحليل لان من الملاحظ ان اغلب ما تكتبيه يختلف عن اسلوب الصحافة وهو اقرب الى اسلوب المحللين والخبراء وثانيا اريد ان اسال ما هي شهادتك الجامعية
تكملة لما ورد اعلاه
ثالثا في هذه المقالة ورد نوع من الاستقراء المستقبلي للاحداث وهو امر رائع ويا حبذا لو كان هذا الشئ ضمن الشرق الاوسط فباعتبارك عراقية تكتبين باللغة العربية فاكيد كل جمهورك سيكون من العراقيين والعرب ,ومع احترامي للمقالة فمن هذا الذي سمع بنهري سيحون وجيحون فمثلا بالعراق الغالبية العظمى من الشعب لا يعرفون اسماء انهر الدول المجاورة لهم كايران او الاردن فيا ريت يا دكتورة لو تكتبين بمواضيع تخص الشرق الاوسط وان تتضمن هذه المواضيع ذات الاستقراءات المستقبلية والتي تهم المواطن اولا وتكسبك الشهرة ثانيا
رابعا واخيرا وهو امر محرج وارجو الاعتذار مقدما لاني لا اقصد اي اساءة: لاحظت في مقاالاتك التنويع فمرة تكتبين عن الصين ثم تقفزين الى يوغسلافيا ثم الكوكاكولا ثم كوريا ثم اللي عندةقرش محيرو يجيب حمام ويطيروا فما سر هذا التنوع
هل هو ثقافة عالية جدا
ام مجرد ترجمة لمقالات اجنبية تنسبيها لنفسك
توجد فقره تعريفيه ملحقه بكل مقال منشور لي على موقع مفكر حر يا سيد هيثم بإمكانك قراءتها تعرفك بي , وأشكرك على متابعة قراءة مواضيعي وبإلحاح وليتك تستمر لتجد ضالتك فيما ستقرأ … أما اذا كنت تتعارض بالرأي معي فيما أكتب فيمكنك تجاهل مواضيعي وعدم إشغال وقتك وفكرك بها . ولا داعي للتهكم المبطن الذي انا أتجاهله بكل تأكيد
الاستاذة ميسون
اعتذر عن اي شئ ورد في تعليقي السابق سبب لك الانزعاج..لم اقصد اي اساءة او تهكم مبطن
بالنسبة لسؤالي عن الشهادة الجامعية فكنت اقصد ما هي طبيعة دراستك …يعني مثلا بكلوريوس تاريخ او اعلام او…الخ
اما تعليقي عن هذه المقالة فهي ممتازه لانها تتحدث عن حرب المياه المستقبلية وقد ذكرت في تعليقي السابق انها اشبه بتحليلات الخبراء من مقالات الصحفيين وكنت اقصد المديح لا الاساءة ولكن كان املي ان تكتبي مثلا عن نفس موضوع حرب المياه ولكن ضمن منطقة الشرق الاوسط حيث الجمهور العربي
اما عن سؤالي عن سبب التنويع فيما تكتبين وهل هو انتاجك الخاص او مجرد ترجمة فاعتذر منه مرة ثانية
واوكد لم يكن عندي اي نية تشكيك او سخرية او تهكم
شكرا ً جزيلاً … بإمكانك الإطلاع على موضوع ثاني منشور لي على الموقع عن نهر النيل … واليوم او غداً إن شاء الله سيكون لي موضوع آخر عن نهري دجله والفرات .