طلال عبدالله الخوري 6\12\2017 © مفكر حر
بعد أن نجح النظام السوري الإجرامي بإبادة الثورة السورية السلمية النقية بإستخدام آلته العسكرية القذرة, وباستخدام جيشه ذو العقيدة العسكرية الغير وطنية, والتي لا تهدف حماية الوطن من العدوان الخارجي مع عدم التدخل بالخلافات السياسية الداخلية كما في البلدان المتحضرة, وانما تم تدجينه لكي يكون حامياً لكرسي عائلة الأسد لكي تستعبد الشعب السوري للأبد وتورث السلطة الى الأبناء والأحفاد… وبعد ان نجحت “جماعة الأخوان” بسرقة الثورة من الشباب الوطني السوري الحر الثائر من اجل الحرية والكرامة, بمساعدة محور تركيا وقطر.. حاول كل من النظام والمعارضة الاخوانية المتطرفة المسلحة, استخدام “سياسة التوحش” كمنهج وعقيدة سياسية عسكرية, وذلك لكي يدب الذعر في قلوب المواطنين ويخضعوا لهم من غير مقاومة او ان يهربوا من امامهم… وخير من ابتدع واستخدم سياسة التوحش هو “جنكيز خان” حيث كان عندما يدخل الى قرية, كان يقتل ويبيد كل الاحياء التي تتنفس فيها بما فيها حتى الحيوانات, فبعد ذلك عندما يدخل قرية جديدة يهرب أهلها مسبقاً … وهذا ما أراده كل من المعارضة الاخوانية والنظام من المواطنين السوريين, ان يخافوهما ويستسلموا لهما, او ان يهربوا من طريقهما… وهذا بالضبط ما حدث, حيث فر السوريون وفضلوا ان يخاطروا بحياتهم في البحار وان يكونوا طعاما لأسماك القرش, على ان يبقوا في مناطق النظام او المعارضة المسلحة, ووصلوا الى أوروبا ليشعروا بالآمان.
وقد وثقنا سياسة التوحش لدى النظام من خلال الفيديوهات التي سربها النظام ذاته, لكي يرعب المعارضة بها, وذلك بالادعاء بأنها كانت على احدى الموبايلات لاحد عناصر النظام, والتي يظهر بها الشبيحة تعذب الأسرى من المعارضة تعذيباً وحشيا تشيب له الولدان, من القتل ضربا بأسياخ حديد, والحرق, والجلد حتى الموت .. وكل ما تفتأت لها قريحتهم الاجرامية المريضة من طرق تعذيب سادية .. وخير من عبر عن هذه الوحشية هو ناشط سوري من الساحل, حيث وثقها باللهجة السورية الساحلية الاصيلة ,( تجدونها على الرابط التالي: مقال باللهجة السورية الساحلية: العلويون بدأوا يستفيقون من عبودية عائلة الاسد )
يعتقد كاتب المقال بأن النظام هو من سرب عشرات الآلاف من صور التعذيب بسجونه عن عمد, والتي عرفت عالمياً بصور قيصر, وذلك كجزء من سياسته في التوحش, بالإضافة الى استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية التي خنق بها النساء والأطفال, في الغوطة ولاحقاً في خان شيخون.
اما سياسة التوحش عند المعارضة, فهي مؤصلة عقائدياً لدى كل من داعش والقاعدة وفرعها النصرة في سوريا, وقد تم تسريب فيديوهات قصداً, لاحد عناصرها يأكل كبد احد الجنود الاسرى من طرف النظام, وقاموا بالاعتداء على الكنائس والرموز الدينية, وطبقوا القصاص الشرعي ضد الأبرياء الضعفاء فقط بهدف تصويرها وبث الرعب من خلالها, ايضاً كجزء من سياسة التوحش المعروفة الآنفة الذكر, وخير من يوضح هذه السياسة لدى المعارضة المسلحة هو كتاب ” إدارة التوحش” والذي تجدونه تفاصيله على هذا الرابط: فقه ادارة التوحش من الاخوان لداعش مرورا بالقاعدة .
والجدير بالذكر بأن المجتمع الدولي هو من ضغط على كل من النظام والمعارضة لكي يتوقفوا عن سياسة التوحش هذه, وقاموا باستدعاء ممثلي الدول الممولة لكل من النظام والمعارضة: من تركيا وقطر وروسيا وايران, وبصقوا بوجوههم حسب الأعراف الدبلوماسية والاتيكيت الدبلوماسي المعروف,.. وعندها فقط توقفا الطرفان عن نهج سياسة التوحش في سوريا, وقام الرئيس الأميركي ترامب بضرب 59 صاروخا ” توماهوك” على مطار الشعيرات التي انطلقت منه الطائرات التي القت غاز السارين على خان شيخون, ونعت بشار الأسد بال” حيوان” … ما نريد ان نقوله هنا, بأنه يعود الفضل للمجتمع الدولي بقيادة أميركا لوقف سياسة التوحش قدر الإمكان, وإلا لكنا رأينا توحشا بين النظام والمعارضة تقشعر له الابدان.. وبهذا يكون الشعب السوري مديناً لأميركا بوقفها هذه البشاعة والوحشية.
نحن نوثق هذه الحقائق لكي يقتص الشعب السوري من كل من النظام والمعارضة المسلحة الاخوانية على السواء, وسيحصل الشعب السوري على العدالة عاجلا ام اجلا مهما طال الزمن.
نزكي لكم ايضا مشاهدة: كتاب “إدارة التوحش”… أيديولوجيا القاعدة ودستور داعش