سياسة أمريكا في المنطقة أن يكون العرب وإيران خاسرين

obamaهل تريد أمريكا عدم اسقاط الحكومة السورية أم الحفاظ على نظام عصابات الأسد ؟؟؟ سياسة أمريكا في المنطقة أن يكون الجميع خاسرين (العرب وإيران ) ..وفق فلسفة استراتيجية الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط .. والإيرانيون يعولون على الرقاعة المذهبية الإيرانية الولايتية بخفة وخلاعة ورقاعة مماثلة مؤيدة من الاستراتيجية الأمريكية !!!

صدر اليوم ثلاثة تصريحات أمريكية هامة واستراتيجية :الصوت الأول هو صوت رئيس المخابرات الأمريكية أنه لا يريد اسقاط الحكومة السورية لكي لا يحل محلها المتطرفون ..والصوت الثاني هو صوت قائد الجيش الأمريكي في العراق سابقا ( باتريوس) ، حيث ينضم إلى إلى الصوت العربي القائل بأن إيران أخطر من (داعش)، والصوت الثالث الأمريكي هو صوت (جيمسي) رئيس الأركان الأمريكية … الذي يردد أنه قلق من الحصار الإيراني لتكريت، من أن يتخذ الصراع شكلا طائفييا …!!

سنختار اليوم كذبة الصوت الأول … لأن المجال لن يسمح لنا للحور مع الأكاذيب الأخرى .. التي سنحاورها في زوايا أخرى …

لقد أكدنا عشرات المرات، أن ليس في سوريا دولة ولا حكومة، وأننا كدعاة للحرية والديموقراطية لسنا في وارد اسقاط حكومة أو دولة ليست موجودة بالأصل! بل إن طموح الشعب السوري يتمثل في اسقاط الأسدية ومشتقاتها العسكرية والأمنية العائلية والطائفية ، أما الحكومة والدولة، فليست إلا نتاج مركب المشتقات العسكرية الأمنية الطائفية العائلية الأسدية، التي توحدها الروح الأسدية التي تسري في عروق وشرايين وأوردة الدولة والحكومة …

حيث الحكومة مجرد مؤسسة ادارية هزيلة تركها الأسد الطاغية لاقتسامها من قبل الجنرالات العسكريين والأمنيين،ولهذا فهم الموكولون في تسميتها لتدير لهم عمليات المشاركة في التوكيل والسمسرة مع القطاعات المالية المدينية لادارة (النهب الثوري الطائفي المقاوم ) لثروات الوطن باسم ثوراته … حيث الوزير يدار من رئيس مكتبه الأمني الطائفي في وزارته، بل إنه لا يملك سلطة على سائقه الخاص المعين أمنيا وغالبا طائفيا …

لكي يكون حديثنا في الملموس من خلال التجربة …فقد عينت لفترة في وزارة الثقافة في المكتبة الوطنية في حلب، بعد رفضي وتوقيفي وطردي من التدريس في جامعة حلب …ولقد كانت مرتبتي وظيفيا في المكتبة هي كاتب عناوين كتب .. وليس هناك دوني سوى (الآذن –الفراش) رغم أني كنت أعلى درجة علمية على مستوى الشهادات والوثائق من الجميع في كل الإدارة الثقافية في حلب …

دعيت للمشاركة ككاتب وباحث وليس كموظف للندوة في دمشق، فرفض مدير المركز (الضابط الأمني كما يقال)، أن يوقع على إجازتي لحضور الندوة في دمشق، رغم وجود توقيع وزير الثقافة على الدعوة ..
.
سافرت إلى دمشق لحضور الندوة ، معتمدا على توقيع رئيس عملي الأعلى (الوزير) ، لكن الوزير نبهني أن المدير الموظف عنده في حلب، سيرفع عقوبة ضدي، وأنه لا يملك كوزير الخيار في رفض العقوبة المرفوعة من موظف عنده على قرار وافق عليه الوزير ووقع عليه …تعاطفت مع وزيرة الثقافة حينها كما تعاطف معي كمثقف في مملكة الهمجية الأسدي …وعدت إلى حلب لتصلني العقوبة ( الحسم من راتبي ) لأني خالفت قرار المدير المباشر (الأمني )، واستجبت لتوقيع الوزير، اي لشرعية توقيع من يفترض أنه السلطة الشرعية الأعلى وظيفيا وحكوميا ، وهو (وزيره ) ..

رئيس المخابرات الأمريكية ربما سيعتبر هذا المثال ودلالته مشكوك بصدقيتها ونواياها من كاتب معارض للنظام الأسدي مطعون بشهادته …

فسنقدم له مثالا حياتيا يوميا على عدم وجود دولة أو حكومة في سوريا …أن الأسد الابن بعد وراثة أبيه الطاغية الأكبر، أعلن كما هو معروف عن رغبة في الاصلاح ومحاربة الفساد ، لكن قال أنه لا يملك عصا سحرية لذلك، فأخذنا تصريحاته على محمل الجد رغم عدم تصديقنا لرجل (أوصبي) ولد وترعرع في حضن الفساد الأسدي ..
.
فطالبناه حينها لاثبات حسن النية ، أن يصدر مرسوما رئاسيا لا يتطلب عصا سحرية ولا اعجازية، وهو وقف الجريمة الوطنية الأخلاقية ضد قيم وضمائر شبابنا الفتية والنقية، وهي الغاء شرط دخولهم للجامعة بمعايير حزبية وأمنية موالية، أي أن تعود إلى معايير الشهادات العلمية والدرجات كما هو في العالم أجمع ماعدا العالم الرعاعي البربري الأسدي ..لكنه لم يفعل ذلك حتى الآن.. ولن يفعل ما دامت هكذا حكومات تحت عجيزته ..!!!

مما فاقم وعمق الشرخ الوطني في سوريا ….حيث بلغت نسبة الموفدين للدراسات في البعثات العلمية في الخارج 98 من أبناء طائفة النظام الأسدي …وذلك بالتوازي مع عمليات التطهير العرقي في محافظة حمص، التي وصلت حد ذبح مئات الأطفال بالسكاكين في محافظة حمص ( مذبحة الحولة احداها) ..تلك هي الحكومة التي يدافع عنها السيد رئيس المخابرات الأمريكية ، ويريد الحفاظ عليها كدولة ….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.