سوريا المزيج الرائع هويتها العربية أمانة التاريخ وذخر المستقبل

samikheiamiSami Khiyami
بلاد آمور وكنعان …

اسم البحر الأبيض المتوسط كان بحر آمورو والى شرقه كانت تقع بلاد العموريين ‘بلاد أمور’.
امتدت بلادهم من جنوب بابل إلى الشمال السوري لتضم ماري وحلب وايبلا التي بقيت عاصمتهم لحوالي ألف عام.

يعود تواجدهم إلى الألف الخامس والرابع قبل الميلاد إن لم يكن أكثر. وقد تراجع نفوذهم في الألف الثاني قبل الميلاد، ثم عاد فريق منهم ‘ الآراميون’ وعاصمتهم مملكة دمشق خلال سواد الألف الأول قبل الميلاد.

أصبحت اللغة الآرامية لغة الشرق من فارس إلى مصر. ولم ينازعهم السيطرة على سورية سوى الفرس خلال القرنين السادس والخامس قبل الميلاد.
لكن نبض الشرق ولغته بقي آرامياً رغم بدء المرحلة الرومانية ثم البيزنطية في سورية في القرن الأول قبل الميلاد.

في الألف الرابع والثالث قبل الميلاد برز الكنعانيون وسادوا في الساحل السوري والفلسطيني وجنوب سوريا، وعاصمتهم الرئيسية دمشق.
الكنعانيون إخوة العموريين في العرق وهم آباء الحرف: اوغاريت ثم جبيل …
العموريون آباء القانون وملكهم السوري حمورابي في بابل هو صاحب أول شرعة مواطنة في التاريخ.
أما الآراميون فآباء أول لغة إقليمية في الشرق، انتشرت طويلاً وانبثقت منها والى جانبها، العربية في الجنوب والسريانية والعبرية.

سكان سوريا الأصليون العموريون والكنعانيون، إنضم اليهم الحثيون والآشوريون والإغريق والكورد والروم والرومان والبيزنطيون والعرب والفرنجة وأقوام أخرى وشكَّلَ الجميع هذا المزيج الرائع: سوريا الحبيبة بهويتها العربية.

حافظوا عليها، هي أمانة التاريخ وذخر المستقبل.

About سامي خيمي

سامي خيمي *سفير سوريا لدي بريطانيا, دكتور مهندس بمركز الابحاث العلمية واستاذ بقسم الهندسة الاكترونية جامعة دمشق
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.