سن التقاعد بين المرأة الغربية والعربية

يشترك الإعلام في تصيّد فرص تصعيد الأخبار وبالأخص السلبية منها . وإن إختلف الهدف من ذلك .. فبينما نرى الإعلام الغربي يكتب عن هذه الجوانب السلبية بهدف لفت انظار الحكومة لمعاناة شريحة مجتمعية معينه وربما بهدف ضمني إثارة نعرة معينة ضد شريحة أخرى من المجتمع ؟؟ بينما يكتبة الإعلام الشرقي وتتصيده شريحة معينة تستثمره في إعطاء مسكنات ومهدئات للمرأة العربية بأنها الأكرم وبانها لا ’تعاني مثل المرأة الغربية المستهلكة ؟؟؟

• الخبر جاء بعنوان “” تضاعف نسبة النساء المستمرات في العمل بعد سن السبعين في بريطانيا “””

• لنبدأ بالتأكيد بأن طريقة الحياة الغربية إضافة إلى الخدمات الصحية المؤمنه للجميع تعمل على إطالة العمر للجميع ..

ثقافة المرأة الغربية في الإستمرار في الحفاظ على إستقلالها المادي إضافة إلى أحد أهم الأسباب أنها لا ترضى بان تكون عبئا ماديا على أحد حتى ولو كان إبنها . هذا لا يعني بأن هناك تفكك مجتمعي كما يروج له الإسلاميون .. لأن رابطة الأمومة والبنوة لا تختلف لا بالجغرافيا ولا بأي شيء آخر .. وشخصيا أعرف الكثيرات من صديقاتي اللواتي كرسن الكثير من حياتهن للإعتناء بالأم أو الوالد .. إضافة إلى انه وفي معظم البيوت هناك غرفة دائمة ’مجهزة لراحة الجد او الجدة. ولكن إصرار المرأة وإستمرارها في العطاء سواء للكسب المادي أو للعطاء المجتمعي لا يتوقف عند سن معين .

حقيقة ان هناك إستقلالية إقتصادية حتى بين الزوجينفي كثير من الأحيان ولكن وعند وفاة أي منهما يرثه الآخر كليا ..ويرثة الأبناء بعد وفاة الطرفين .

بالتأكيد إن الوضع الإقتصادي ومع الزيادة السكانية الكبيرة ووصول أعداد كبيرة من المهاجرين من القارة الأوروبية ومن مناطق آسيا وأفريقيا وضعت ضغطا كبيرة على الإنفاق الحكومي. مما أدى إلى إرتباكات في السياسة الإقتصادية لمقابلة التكاليف الباهظه التي تتحملها الحكومة في الصحة والتعليم والإسكان وخلافها بالرغم من نظام الضرائب التصاعدية .. وللأسف كان الراتب التقاعدي أحد ضحايا الإرتباك في السياسات لأنها لم تأخذ في الحسبان عامل إطالة العمر .. ولكن ومنالمؤكد أن إختلاف الإحتياجات للمرأة تختلف من إمراة إلى اخرى فبينما تريدها واحدة للحفاظ على مظهرها والذهاب المنتظم للكوافير تحتاجها اخرى لتسديد نفقات ضرورية مثل المأكل والسكن.

ومن هنا تناقص المساكن لذوي الدخل المحدود أصبحت الأساس الذي جعل هذه المجتمعات تتردد في إستقبال المزيد من المهاجرين من كل العالم وبالتأكيد من المشرق ..

ما أود أن ألفت النظر إلى أن تدني تدني مدخول راتب التقاعد ليس هو السبب الوحيد للبقاء في العمل والذي تأكد من خلال التحليل الذي يقول

“”وكشف تحليل لبيانات رسمية أن 5.6 في المئة فقط من النساء توقفن عن العمل بعد بلوغهن سن السبعين في عام 2012، وارتفعت هذه النسبة ارتفعت إلى 11.3 في المئة في عام 2016 وأن والقلق من تدني الراتب أحد الأسباب التي حثت المرأة على الإستمرار في العمل .. ولكن لا يجب التغاضي عن السبب الآخر الذي يحث النساء على الإستمرار في العمل .. والمتمثل في وكما جاء في التقرير “” تغيير قوانين العمل ومرونة ظروف العمل وعدم إجبار الأشخاص على أخذ تقاعدهم في سن معينة والحق في الحصول على مرونة في ساعات العمل ، ساعد عدداً كبيراً من الناس على الاستمرار في العمل لمدة أطول وزاد في إنتاجيتهم “” والذي جاء على لسان “”اليان ويستون (74 عاما) التي كانت تشغل وظيفة عاملة اجتماعية، والتي أضافت أن” البقاء في إطار العمل يمنح النساء فرصة لإبقاء عقولهن وأنفسهن في حالة من النشاط، الأمر الذي ينعكس عليهن بصورة إيجابية فيبدون أصغر سناً”، مشيرة إلى أن “الكثيرين يتحدثون عن أن المتقاعدين أثرياء، إلا أن العديد منهم ليسوا كذلك “”

الثقافة الغربية تحترم العمل إضافة إلى أن الكثير من المتقاعدين من أصحاب الدخل العالي يعرضون خدماتهم وخبرتهم مجانا لإفادة مجتمعاتهم كما في الكثير من المنظمات الأهلية والخيرية . كما وقد يطلب البعض منهم إحالته إلى التقاعد طوعيا ليفسح مجالا للشباب للوظيفة .

لا أريد للإعلام العربي أن يتصيد كما يقول المثل في الماء العكر ليعطي ذريعه لأبواق فقهاء الدين للقول بأن المرأة العربية مكرمة .. فلم ’يكرم أي من الأديان المرأة كما كرمتها القوانين الإنسانية التي وضعها الإنسان . وأهم تكريم للمرأة هو عدم حاجتها وعوزها المادي خاصة في عمرها المتقدم ..

المرأة في بلادنا تعمل داخل البيت وخارجه ولم ’تكرمها أي من الحكومات العربية بالمساواة والعدالة من خلال إصلاح وتطوير قوانين الأحوال الشخصية لتتماشى مع العصر .. فلا زالت أغلبية النساء ’تعاني من فقدان قيمة مؤخر الصداق الذي يتلاشى بفعل التضخم .. وحقها في ميراث زوجها الذي لا يتعدى الثمن .. وحقها في ميراثوالديها والذي هو نصف حق أخيها .. هذا إن أخذته ولم يتلاعب به الإخوة ..

أحلام أكرم

المصدر ايلاف

About أحلام اكرم

كاتبة فلسطينية تهتم بحقوق الانسان منظمة بصيرة للحقوق الإنسانية سعدت كثيرا حين وجدت مقالاتي منشورة على منبر المفكر الحر .. ولكن ما أود أن ألفت إنتباه المرحرر والقراء وللصدق فقط بانني وإن كنت أعتشق مصر وأكن الكثير من الحب والإحترام لمصر ولشعبها الكرام .. ولكني لا ولن أتنكر لأصولي الفلسطينية .. فأنا من أصل فلسطيني .. درست وتخرّجت من جامعة الإسكندرية .. وإن ندمت على شيء فهو عدم معرفتي أو علمي بما تحمله الإسكندرية من تاريخ عريق قرأت عنه في كتب الأستاذ يوسف زيدان .. أعيش منذ سنوات كثيره في لندن .. فيها تعلمت الحب .. والإنسانية والحياة .. ولكني لم أغلق عيني وأذني عن رؤية الجوانب السلبية أيضا في الثقافة الغربية .. وبكن تحرري وتحريري من العبودية التي شلّت تفكيري لزمن طويل .. هو الأساس الذي ثني على الكتابة علّني أستطيع هدم الحواجز بيننا كبشر .. وهي الحواجز التي إخترقتها حين إستعدت إنسانيتي وأصبحت إنسانة لا تؤمن بالحواجز المصطنعه .. وأروّج للحقوق العالمية للمرأة .. مع شكري العميق للمفكر الحر .. وتقديري للقراء ..
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.