بدأ سفر التكوين من توراة النبي موسى في الكتاب المقدس بقصة الخلق الالهية بهذه الآية : ” في البدء خلق الله السماوات والأرض “
ذكرالكتاب المقدس ان الله خلق السماوات اي الكون اولا ثم تلاه خلق الارض، والمقصود بخلق السموات هو خلق مادة وطاقة الكون من العدم وكل ما يحويه الكون من مجرات ونجوم وشموس وكواكب. فكيف بدأ الخلق حسب المفهوم العلمي ؟
خلق الله نواة المادة الذرية الاولية التي احتوت كل كتلة الكون و طاقته التي فجرها وحولها الى طاقة نور وحرارة واشعاعات كهرومغناطيسية و منها خلق مادة المجرات والنجوم والكواكب والاجرام السماوية بتصميم ذكي وهندسة رائعة . كل ذلك كان بكلمة واحدة .
يحكي الاصحاح الاول من سفرالتكوين قصة الخلق التي استهلها بهذه الكلمات :
” في البدء خلق الله السموات والأرض ” ولما كان الظلام سائدا اراد الله ان يبدده
فقال : ” ليكن نور”
فكان الانفجار العظيم وانبثاق نور السماوات والارض .
ومن هنا كانت بداية الخلق ، وانطلاق الارادة الربانية في خلق السموات وما فيها ، حيث انفجرت مادة الكون الاولية التي خلقها الله من العدم وكانت جزئ اصغر من البروتون وضع الله فيها كل مادة وطاقة الكون بما لا يستطيع العقل البشري فهمه واستيعابه ، وهذا دليل الاعجاز الرباني . وعندما قال الله ليكن نور ، انفجرت المادة بكل طاقتها الهائلة والكامنة في ذلك الجزئ المتناهي الصغر، وتحولت كل كتلة هذا الجزئ ذات الكثافة الهائلة الى طاقة فائقة انطلقت منتشرة في الكون بسرعة الضوء مسببة ولادة الكون بمجراته ونجومه وكواكبه وغباره وطاقته الحرارية والضوئية والاشعاعية الهائلة !. ومن هنا خلق الله المكان والزمان . وكان كل شئ في عملية الخلق معجزة بحد ذاته تفوق الخيال ، لانه من صنع الله . صغر حجم الجزي الاولي معجزة تفوق قدرة العقل البشري ، احتواءه على كل مادة وطاقة الكون هو معجزة ايضا، الانفجار العظيم وتحول المادة المتناهية الصغرالى طاقة تملأ الكون بسرعة الضوء هو معجزة . ولادة النجوم والمجرات و الشموس و الكواكب والعناصر الكيميائية في مجرات متباعدة بمسافات خيالية هي معجزة . العقل البشري لا يمكنه ان يستوعب عملية الخلق ولا ان يتصورها ويفهمها لآن المخلوق لا يستطيع ان يفهم سر الخالق ولا يسبر اغواره .
فكيف تكون طاقة الكون الهائلة كلها متجمعة وكامنة في جزئ بحجم البروتون وبكتلة ذات كثافة فائقة !! العلم فسرها بطريقته العلمية المتواضعة وهي التي اطلق عليه العلماء اسم حادثة الانفجارالكبير او العظيم (بيك بانك) . لان قبل الانفجار الكبير لم يكن هناك لازمان ولا مكان ولا مادة بل فراغ مظلم فقط .
وقد فسر هذا الحدث العالم الفيزيائي الكبير البرت انشتاين بقوله ان المادة تخزن الطاقة بقوة الترابط الشديد بين جزيئاتها الذرية ، ويمكن ان تتحول المادة الى طاقة متحررة بأشكال عديدة كالحرارة والضوء والاشعاعات الكهرومغناطيسية وقوى الجاذبية ، وهذا ما حدث تماما في الانفجار العظيم . نجح انشتاين في حساب كمية الطاقة الناتجة من تحول الكتلة بمعادلة رياضية شهيرة وهي الطاقة تساوي الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء .
قال الله : ” ليكن نور”
بدد الخالق بذلك النور البديع ظلام الكون الازلي وحوله الى طاقة متجددة ومتحولة الى ضوء وحرارة واشعاعات كهرومغناطيسية داخل الشموس والنجوم والمجرات المستعرة ، حيث بدا تأسيس الكون بالانفجار العظيم ( بيك بانغ ) ، فتكونت سحب الدخان وغازات وذرات الغبار الكوني، كانت تدور حول نفسها ، تصادمت ذرات الغبار واندمجت مع بعضها البعض تحت الضغط الشديد والحرارة مكونة نجوما مستعرة عملاقة ومجرات وتفاعلات نووية وتكونت عناصر كيميائية لم تكن موجودة من قبل ، مثل الهيدروجين الذي يتحول الى الهيليوم وهذا يتحول الى الكربون ثم الاوكسجين ثم الحديد و هكذا تولد بقية العناصر بزيادة اعداد البروتونات في النواة وزيادة عدد الالكترونات حول نواة الذرات. و من تجمع غبار النجوم تكونت صخورا تصادمت واندمجت مع بعضها البعض وانصهرت ثم بردت مكونة صخورعملاقة ، وهذه تداخلت مع بعضها بالتصادم العنيف مكونة الكويكبات (استيرويد) وولدت منها الكواكب الصخرية كالارض و المريخ والمشتري ونبتون واورانوس وتكونت ايضا الكواكب الغازية والاقمار والمذنبات والكويكبات .
بدد الله بنوره الساطع الظلام الكوني وسمى النورَ نهارا ، والظلام اسماه ليلا ، او صباحا ومساء .
بعد ان خلق الله السماوات اي الكون وما فيها ، جاء ذكر كوكب الارض فقط ومباشرة في آية الخلق الاولى اسثناءً من بين ملايين الكواكب والاجرام الكونية السابحة في افلاكها .
(في البدء خلق الله السماوات والأرض) .
تخصيص ذكر الأرض في الخلق بعد السماوات له معنى مقصود ، حيث اختار الخالق كوكب الأرض بمكان مميز في الكون وبحجم مناسب لتكون مسكنا لمخلوقاته الاخرى . وجعلها مكانا صالحا لما سيخلقه لاحقا من كائنات حية تعيش عليها . خلق الله الارض بعد اكتمال خلق السماوات ، و لكن قبل خلق الشمس والقمر .
يصف سفر التكوين الارض في بداية خلقها وتكوينها انها كانت ( خاوية خالية – مغمورة بالمياه والابخرة ، وعلى وجه الغمر يلفها الظلام ، و( روح الله كان يرف على وجه المياه )
بعد ان بردت الارض من حرارة التكوين ، تجمعت المياه في منخفضاتها و وديانها بسبب تكاثف بخار الماء الكثيف الذي يحيط بجو الارض وغمرت المياه وجه الارض. وقذائف النيازك والمذنبات الجليدية لازالت ترتطم بها ، و كانت في الارض براكين ثائرة ، وغازات جوها كبريتية خانقة . وكانت انوار السدم الكونية ونجوم السماء والمجرات تنير الارض قبل ان تخلق الشمس ، ولهذا اطلق الكتاب المقدس اسم النهار والليل او الصباح والمساء كناية عن النور والظلام الذي يلف الارض قبل خلق الشمس والقمر . وكان ذلك الخلق كله في اول يوم كوني من اسبوع الخلق .
لم يذكر سفر التكوين كم كان طول ذلك اليوم في بداية خلق السموات وتكوين الارض ، وهو من اسرار الخلق ، ومن المؤكد انه لا يقاس بطول اليوم الارضي الذي نعرفه اليوم وهو 24 ساعة لأن الشمس لم تُخلق بعد ليكون ليلا ونهارا كما نعرفه اليوم ، ولا وجود للقمررغم انه يقول وكان مساء و كان صباحا ، فقد يكون طول يوم الخلق ملايين او مليارات السنين اولحظة واحدة ،علمها عند الخالق وحده . القرآن يقول :” وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون “، وفي نص آخر : ” يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون ” فطول اليوم عند الله ليس كطوله عند سكان الارض .
فليس المهم معرفة طول اليوم لكن المهم الايمان ان الله هو المصمم الذكي وهو الخالق المبدع للكون والحياة و هو من خلق السماء والارض .
توصل علماء فيزياء الفلك ومنهم الفيزيائي الشهير ستيف هوكن بتقدير عمر الكون 13.7 مليار سنة وعمر الارض 4.6 مليار سنة منذ حدوث الانفجار الكبير. اي ان الارض خلقت بعد الانفجار العظيم ب 9 مليار سنة تقريبا بعد خلق مكونات السماوات. وان الارض هي جزء من خليقة الكون التي انشأت بعد ولادة النجوم بمليارات السنين .
يستمر سفر التكوين في حكاية مسيرة الخلق فيذكر الكتاب المقدس في 1-6
[ وقال الله : ” ليكن في وسط المياه جَلَدٌ يفصل بين مياه ومياه ” ، فكان ذلك .
صنع الله الجَلدَ وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد ، وسمى الله الجَلَدَ ( سماءً) . وهذا حدث في اليوم الثاني ].
يوضح الكتاب المقدس ما هو الجلد ، ويقول انه سماء ، اذن الماء كان موجودا بين ثنايا السماء بحالاته الفيزيائية الثلاث ـ الغازية على شكل بخار ماء ، و بحالة صلبة على شكل جليد متجمد فوق سطوح بعض الكواكب و الاقمار وتحت التربة ومختلطا مع صخور المذنبات ، وكذلك موجود بحالته السائلة على الارض و بعض الكواكب الاخرى، يتشكل فيزيائيا حسب درجة حرارة محيط الكوكب .
في اعوام 1979- 1980 – 1981 زارت مركبتا ناسا، بايونير وفويجر كواكب ، المشتري وزحل واورانوس واقمارهما الكثيرة ، وخلال هذه الرحلات اكتشف وجود الماء في كل مكان بحالات مختلفة ، كجليد فوق السطح وماء متجمد بداخل القشرة الارضية للاقمار والكواكب. كما وجد ان الجليد يغطي القطب الشمالي للمريخ بكميات كبيرة ومتجمد تحت تربته و شوهدت على سطحه أثار انهار و بحيرات جافة قد تبخر ماءها السائل ، صورتها المركبات الفضائية ، كما وجد ان كوكب بلوتو واورانوس وحلقات زحل هي كتل ثلجية .
صرح علماء الفلك في وكالة ناسا ان الاقمار الصناعية المستكشفة للكواكب البعيدة التقطت صورا لسطح اقمار زحل ونبتون واورانوس وكانت تغطيها طبقات من الجليد .
من خلال هذه المعلومات العلمية يتضح ان جلد السماء اي الفضاء كان فصل بين مياه ومياه باشكالها الغازية والصلبة و السائلة الموجودة على كواكب و مذنبات جليدية و يفصل بينها و بين الارض ذات المياه السائلة والحاوية على الحالات الفيزيائية الثلاثة للمياة ، بخار و سائل و جليد صلب .
وصدق الكتاب المقدس بقوله :
” ليكن في وسط المياه جلد يفصل بين مياه ومياه ” فكان ذلك .
وهذا حدث كله في اليوم الثاني . فالجلد (السماء) تفصل بين مياه الكواكب السابحة في افلاكها وبين مياه الارض السائلة والمتبخرة والمتجمدة .
في اليوم الثالث للخلق ، اتجهت انظار الله الى الارض ليكمل صنعته فيها ، فقال الله :
” لتجتمع المياه التي تحت السماء الى مكان واحد ، وليظهر اليُبس . فكان ذلك، فسمى الله اليُبس ارضا ومجتمع المياه بحاراً” .
وهكذا جمع الخالق المياه السائلة المتكثفة من بخار السماء وجليد المذنبات الذائبة في منخفظات الارض فكانت بحارا ومحيطات ، و اظهر اليُبس في مرتفعات الارض . وهناك نظريات تقول ان مياه الارض اصلها ناتج من مذنبات جليدية ضخمة ارتطمت بالارض في عصور التكوين ، و ذاب جليدها بفعل حرارة الارتطام و تحول الى سائل ملأ المنخفضات وكون البحار و المحيطات .
كل ذلك كان تمهيدا لخلق الاحياء لاحقا والتي تحتاج الماء في ادامة حياتها واستمرار بقائها. ورأى الله ان ذلك حسنا . وبعد ان اكمل الله مستلزمات بقاء الحياة على الأرض من مياه وهواء، قال الله :
” لتنبت الارض نباتا ، عشبا يبزر بزرا وشجرا مثمرا بزره فيه من صنفه على الأرض” ، فكان كذلك .
لقد خلق الله النباتات والاشجار قبل خلق الشمس ، وهذا يثير تساؤلات بعض الناس ، كيف تنو الاشجار والنباتات وتصنع غذائها بلا ضوء شمس . الجواب بسيط ، كانت الارض تستمد نورها من انوار السدم والنجوم التي تملأ الكون وتغمر الارض ، وهذا النور كان كافيا لنمو النباتات والاعشاب و الاشجار ، والدليل ان الغابات الاستوائية الكثيفة والمتشابكة الاشجار ، لا يصل نور الشمس بكثافة الى ارضيتها و الى النباتات والاشجارالقصيرة التي فيها ، لكنها تنمو وتواصل حياتها حتى تنافس الاشجار العالية بوجودها. وكذلك تنمو نباتات الضل داخل الغرف وتصنع غذائها من نور النهار الغير مباشر وحتى من ضوء المصابيح الصناعية فقط دون ان تتعرض لضوء لشمس مباشرة .
لكن حكمة الخالق تعرف ان النباتات والاشجار لا تكتفي بامتصاص غذائها ومائها من عناصر التربة فقط ، بل لابد ان تصنع غذائها بنفسها بمادة الكلوروفيل الخضراء وبمساعدة الضوء . فأمر ان تخلق الشمس لتعطي ضوئها وحرارتها للنباتات والاشجار لصنع غذائها ، وتمنح الارض الاوكسجين الضروري لادامة الحياة ، وامتصاص غاز ثاني اوكسيد الكربون وتخليص الهواء من مضاره ، كما ان الشمس وحرارتها هي مصدر داعم لوجود الحياة الحيوانية اضافة للنباتية ، فخلق الشمس .
. فخلق النيرين العظيمين الشمس لحكم النهار والقمر لحكم الليل . حيث قال الله :
” ليكن في جلد السماء (فضاءه) نيّرات تفصل بين النهار والليل وتشير الى الاعياد والايام والسنين . ولتكن النيّرات في جلد السماء لتضئ على الأرض ولتحكم النهار والليل ، وتفصل بين النور و الظلام ” ، ورأى الله ان هذا حسن ، وكان مساء وكان صباح يوم رابع .
وبعد اكتملت عناصر ادامة الحياة النباتية من تربة ومياه وهواء وحرارة ونور الشمس قال الله :” لتفض المياه خلائق حية ، ولتطر طيور فوق الأرض وعلى وجه السماء . “
فخلق الله الحيتان الضخمة وكل ما دب من اصناف الخلائق الحية التي فاضت بها المياه، وكل طائر مجنح من كل صنف . وراى الله ان هذا حسن ، وباركها الله وقال : ” انمي وأكثري وأملاءي المياه في البحار ولتكثر الطيور على الأرض ” . وكان هذا في اليوم الخامس .
ظهرت الكائنات الحية و الاسماك والحيتان والطيور و الدواب على سطح الارض و في مياه البحار بارادة الله وبكلمته ، وليس نشأة الحياة كانت من خلية يتيمة ولدت بالصدفة وبطريقة عشوائية من اتحاد بعض العناصر الكيميائية بوجود الماء وشرارة برق كهربائية وجدت طريقها في جو الارض بالمصادفة الغير مخطط لها . ثم دبت بها الحياة التي لا يعرف اصحاب نظرية التطور كيف ظهرت الحياة فيها لتنمو وتتغذى وتتكاثر ، ثم تتطور بفعل الزمن و ضروف البيئة الى اسماك وضفادع وهلاميات وبرمائيات كما تدعي نظرية النشوء والارتقاء، وتحولت الى حيوانات برية و طيور ونباتات ثم تحولت بعض الطيور الى دينصورات و تطورت الدببة الى حيتان تعيش في المياه !! واخيرا تطور فصيل من جنس القردة الى انسان يمشي على ساقين منتصب القامة له عقل مفكر ولسان ناطق من دون سائر مليارات المخلوقات !!!
الكتاب المقدس يقول ان الله خلق الحيتان الضخمة مباشرة في المياه وليس سمكة صغيرة تطورت الى حوت ، او دب سأم من حياة البر وطاب له البقاء في الماء ، فانتقل ليعيش في البحر وتطور بملايين السنين ليصبح فيما بعد من فصيلة الحيتان تحت تأثير البيئة الجديدة ، او طيرا تضخم وفقد ريشه واصبح دينصورا عملاقا له اسنان يتغذى على الحيوانات الكبيرة!! هذا هراء لا يرقى لمستوى العلم ابدا ولا دليل عليه .
ولاكمال خليقة الله الكاملة والبديعة الصنع لمملكة الحيوان التي يمنحها الله الحياة مع مملكة النبات ، قال الله : ” لتخرج الأرض خلائق حية من كل صنف ” ، فكان كذلك .
الارض اخرجت خلائقها بارادة الله وكلمته من عناصر تربتها ومياهها ولهذا احتوت اجسادها على نفس عناصر الارض الكيميائية . وليس بارادة الطبيعة و ضروف البيئة والصدفة والعشوائية وبقاء الاصلح . الله منحها نسمة الحياة لتنمو وتتكاثر وليس الصدفة . صنع الله وحوش الارض من كل صنف ، والبهائم من كل صنف والدواب من كل صنف ، وكل صنف وجنس يخلف اجيالا من نفس النوع ، وراى الله ان هذا حسن .
هل ترى عزيزي القارئ ان الله خلق مخلوقاته الحيوانية بأصناف محددة ، كل لها صنفها وجنسها ، وليست شجرة واحدة من اصل واحد تطورت وانقسمت الى اجناس و تفرعت تحت ضروف التطور والبيئة الى مملكة حيوانية ومملكة نباتية نشأت من خلية واحدة ، فتحول الارنب عبر السنين الطوال الى اسد بالطفرات الوراثية العشوائية وبانتخاب الطبيعة ، و تطور الدب الى حوت والقرد الى انسان بطفرات جينية عشوائية بتدخل بيئة غير عاقلة تنتخب الافضل دائما، كما يدعي اصحاب نظرية التطور . نحن نعلم ان التطور يحصل نتيجة طفرات جينية في الجنس الواحد نفسه ليلائم بيئته التي يعيش فيها ، فينتج تغييرات طفيفة في الصنف نفسه ، فالانسان الافريقي المعرض لضوء الشمس القوية يكوّن جسمه طبقة من الميلانين القاتمة اللون لحماية الجلد من اشعاعات الشمس القوية ، ولكنه بقى انسانا ولم يتحول الى مخلوق آخر بهذا التغيير . لكن لا تطور البيئة مخلوقا ما الى مخلوق من جنس و صنف آخرمختلف ، فهذا مستحيل ومخالف لقوانين الوراثة وانتقال الصفات الوراثية من الاباء الى الأبناء. كذلك تتطور قوة الابصار في النسور التي تطير في الاعالي ليتمكن النسر من رؤية فريسته على الارض ، وقد تطول مناقير بعض الطيور المائية كاللقلق لتلتقط الاسماك من قاع النهر او البحيرة بتأثير الحاجة ، لكن لا يتطور الغزال فيصبح بعد ملايين السنين زرافة بعنق طويل وبشكل مغاير لجنسه الاصلي لانه يمد عنقه لألتقاط اوراق الشجر العالية .
بعد ان اكمل الله مخلوقاته الغير ناطقة على الارض ، اراد ان يخلق من يسود على الارض بنباتاتها و حيواناتها ، ويعمر الارض ، مخلوق كامل الاوصاف يتفوق على كل المخلوقات الحية ، له عقل مفكر مبدع ولسان ناطق يتكلم بلغات ويد مميزة باصابعها الخمسة المتحركة والقابلة على المسك والابتكار وبناء الحضارة . فقال الله : ” لنصنع الانسان على صورتنا ومثالنا ، وليتسلط على سمك البحر وطير السماء والبهائم وجميع وحوش الارض وكل ما يدب عليها ” . فخلق الله الانسان على صورته ، على صورة الله خلقه عاقلا مفكرا مقتدرا ، حكيما من نفس وروح ، خلق البشر ذكرا وانثى ليتناسلوا ويتكاثروا ويعمروا الأرض .
هل الطبيعية والبيئة والانتخاب الطبيعي تفهم صناعة الاجهزة والاعضاء الذكرية والانثوية المتلائمة مع بعضها وظيفيا وشكلا وحجما للتناسل وحفظ النوع من الانقراض يا اصحاب نظرية التطور ام صانعها رب حكيم مقتدر؟
فبارك الهى خليقته البشرية وقال لهم :
” انموا وأكثروا واملاؤا الارض ، واخضعوها ، وتسلطوا على كل سمك البحر وطير السماء وجميع الحيوانات التي تدب على الأرض ” .
واعطى الله لكل مخلوق طعامه ، فمنهم من يأكل اللحوم ومنهم من يأكل الاعشاب والنباتات . ونظر الله الى كل ما صنعه ، فراى انه حسن جدا . وكان هذا كله في اليوم السادس من اسبوع الخلق . وهكذا اتم الله مشيئته بخلق السماوات والارض وكل ما فيها . وكان كل شئ مقدرا تقديرا.
هذا ما خلقه الله وابدع فيه ، فماذا صنع لنا التطوريون وناكروا وجود الله ؟
هل استطاع جهابذة علمائهم من تصنيع خلية حية واحدة او[ دي ان اي] ووضعوا فيها الصفات الوراثية .
اصنعوا لنا جناح بعوضة ان استطعتم وسنؤمن بنظريتكم .