سعيد من يترك وراءه ظلا من الحب والخير والأمل

علمتني الحياة أنه عندما تقفل باب بيتك تمنع الناس من الدخول… لsultn تمنع نفسك من الخروج…
ويبقى عالمهم في الخارج أرحب بكثير من سجنك!
…….
أنتهز كل فرصة لأفتح قلبي وأدع أصدقائي يتوافدون… يحملون لي هداياهم الثمينة.. لا…لا أقصد علبة مغلفة بالورق الملون والجميل ولا أقصد زجاجة من النبيذ الفاخر.. بل اقصد حكاياهم، وتجاربهم وأفكارهم… التي تثري معرفتي وتجدد عالمي الفكري والروحاني إلى حد يقلع كل جذر متعفن ويزرع مكانه بذرة لنبتة غاية في الجمال… أشعر منذ بداياتي وكأنني كالإسفنجة أمتص كل واقع يحيط بي… ألتقط بطريقة حساسة للغاية كل كلمة تقال، وكل فكرة تطرح، آمنت بها أم لم اؤمن… الفكرة التي توافق فكري تعزز ذلك الفكر، والتي تتعارض معه تدفعني لأن أفكر جديا بأحقية الآخر أن يؤمن بها!
….
التقيت البارحة بالسيدة كاثي للمرة الأولى على مائدتي… ودار بيننا حديث جانبي… قصتها غيرت جهتي 180 درجة بخصوص النقطة التي تناولناها… سردها للقصة شدّ انتباهي إلى درجة الشغف، وتفاصيل القصة أخرجت بالقوة قناعة داخل رأسي واستبدلتها بأخرى… نعم، نتحول إلى مستنقع نتن عندما نتشبث بقناعاتنا غير آبهين لتجارب الآخرين..
….
البارحة أحتلفت أمريكا بـ
Memorial Day

لا أريد أن أترجمها على أنها ذكرى الشهداء… لأن كلمة شهيد باللغة العربية قد اُستهلكت حتى فقدت معناها… عموما، الشعب الأمريكي يستغل أية عطلة قانونية ليحتفل بالحياة…. بعيدا عن ضغوط العمل ومشاكله… وكذلك أنا!
….
يرحل أحباؤنا ويتركون وراءهم ذكرياتهم بحلوها ومرّها… والحياة تستمر ولا تنتظر أحدا كي يمشي معها!
يجب أن نتسلح بالقدرة على أن نتابع المسير.. ليس هذا وحسب، بل أن نعيش كل ثانية بعمق وبمستوى عال من اليقظة والوعي، فقد نرحل في الثانية التي تليها… وسعيد من يترك وراءه ظلا من الحب والخير والأمل…

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.