سنرفع في هذه المقالة سؤال حيوي: هل التكنولوجيا أثرت على المجتمعات العربية إيجابياً ام سلبياً؟
من المعروف بأن المجتمعات الشرقية هي مجتمعات التابوهات, أي المحرمات, وللتعويض عن هذا يعيش الناس بازدواجية, فتعطي عن نفسها في العلن صورة نمطية محددة رسمتها الاديان والعدات والتقاليد على مر السنين, ولكن في الخفاء يكون لها حياة ثانية مختلفة, ومبدأها بسيط : ” افعل بالخفاء ما يحلو لك من المحرمات من دون حدود ولكن بالواجهة تنكر بالانسان الفاضل الرصين!؟ على عكس المجتمعات المتحررة والتي كسرت كل التابوهات واصبح كل شئ في العلن وعلى مرأى الجميع فما فائدة اخفاء الاشياء التي يعرفها ويفعلها الجميع؟ فعلى من يتم اخفائها اذاً؟ وبذلك تصالحت المجتمعات الغربية مع نفسها واعترفت بالاختلاف والتعددية, مثل المثلية, ومتحويلي الجنس وكل انواع الشذوذ الجنسي, واخرها كانت في المانيا حيث أزالت من قانون العقوبات تجريم زواج الاخ بشقيقته, بعد ان كانت جريمة يعاقب عليها القانون.
بالواقع التكنولوجيا كان لها اثر ايجابي كبير على مجتمعاتنا ولكنها بالمقابل ايضا كشفت الكثير من عوراتنا, اخرها على سبيل المثال لا الحصر, هو تطليق سعودي لزوجته لانها لم ترد على مكالمته, ولم تستطع الزوجة انكار الامر, لأن التكنولوجيا الحديثة في ” الواتس أب” اعلمت الزوج بأن زوجته قد استلمت الرسالة وقرأتها؟
طبعا الزوجة ممنونة للتلكنولوجيا التي مكنتها من التحدث مع عدد كبير من صديقاتها قدر ما تشاء ووقت ما تشاء, وفي اي مكان على سطح الارض, ولكن بالمقابل هي غير ممنونة للتكنولوجيا التي منعتها من ان تكذب على زوجها من انها لم تستلم رسالته.