من حكايات الزمن الجميل من الأدب الفطري الإنساني , السعلوه هي زوجة الطنطل وكليهما مخلوقات من اهازيج الليل المسماة : أساطير .
الإنسان يحمل في روحه خلق الصور الجميله والقبيحه حسب وجبة العشاء إن كانت دسمه او خفيفه وأنصحكم بتناول الفواكه في الليل لكي تحكوا لنا قصة ليلى الجميله في حديقة الجيران بعيداَ عن قصة حنا السكران .
آدم وحواء ( دجله والفرات ) عندما يكونان جميلين , سعلوه وطنطل عندما تكشر السعلوه في محاوله قضم الطنطل فيقضمها هو . هي تراجيديا مضحكه للعيش بدون تناغم والأسوأ من ذلك هو الإعتياد على عدم التناغم . إنها الإدمان بدون دفع ثمن مادي .
كان الأهل يحكون للأولاد قصص السعلوه والطنطل بقصد التسليه قبل النوم ومنعهم من الذهاب للأماكن المهجوره والمظلمه والبعيده خوفاً عليهم من الأغراب , لكنهم يولّدون لدى الأطفال ثقافة الخوف من خلال التسليه وهذا لم يكن في حساب الأهل وإنما تقفز الحكايات دوماً حتى في المناسبات الجميله فهي موروث .
قبل الولاده
واليوم جاءنا خبر مؤلم فلقد جفت دجله والفرات وغادرتهما الطيور وعطر المساحات المائيه والكائنات البسيطه والأسماك وفي علم الميثولوجيا عندما تغادر الأسماك مكان يعم الخراب وتتحول الطيور الى غربان ويصفّر الشجر وتنعس الزهور وتذبل ويتبدد عطرها .
اليوم غادر آدم وحواء بيته في ناحية الكرمه ملتقى دجلة والفرات عندما كانا عاشقين وكانت نتيجة هذا العشق السرمدي : شط العرب .
فلقد جاءت اقوام وصادرت هوياتهم أولاً وجففت ماءهم فلم يعد لهم وطن .
ذهبوا الى اول قنصلية وطلبوا اللجوء فقبل طلبهم بسرعه وكأن القنصلية كانت بإنتظارهم . ركبوا القطار وقرروا الإنتحار لأن ماء دجلة لم يكن ماءا ً فقط بل كان هواء , فهل يستطيع أي كائن أن يعيش بلا هواء !!؟
فجأة قرر آدم وحواء البقاء بإنتظار الماء القادم من السماء وهنا أتذكر المثل الياباني ( ليس كل سقوط نهايه فسقوط المطر هو أجمل بدايه ) ولهذا عادوا الى ديارهم ومزقوا فيزه الهجره الملعونه . وحين مزقوها خرج منها دم . إستغربت حواء ونظر آدم الى السماء فدمعت عيونهم وعرفوا أن الفيزه هي فيزة الدم .
حين عادا الى بيتهما لم يجداه فقد سكن في مكانهم الطنطل وزوجته السعلوه وفي نهاية النهر ماتت الأسماك وغادرهم بلبل الصباح وتوفيت النملة الصغيره والزنبور الذي كانوا يلاحقونه في البيت والحديقه .
ذهبوا الى ( المختار ) فوجدوه ( محتار ) لأن الأختام سرقت منه ولم يبق في حضنه غير ختم الأيام .
دعا آدم زوجته للصيام حتى الصباح الباكر عسى أن تمطر السماء ويعود العاشقان مرة اخرى الى حبهما المائي , فالصيام هو غذاء المؤمنين وهو سر ( أرجو عدم البوح به ) لأن عدونا يصوم عن الخير فقط . ماؤهم آسن وإثبات ذلك لماذا جاؤوا إلينا !!!؟ لو كانت لديهم مياه حلوه ما زارنا الطنطل والسعلوه .
في الميثولوجيا والواقع العراقي دوماً آدم وحواء يطردان السعلوه والطنطل . فنحن أرض لا تجف بجفاف النهر فنهرنا ينزل من السماء فهل يستطيع أحد إيقاف هطول المطر !!؟