سترتاح الغوطة، نعم سترتاح:

Nabil Almulhem
سترتاح الغوطة، نعم سترتاح:
– سترتاح من مزارعي الحور، من النجّارين الذين طالما صنعوا أثاث بيوتنا ثم صاروا إلى العراء.
– سترتاح من خضارها، من مواسم الفول الأخضر، والفاصولياء، من مواسم المشمش وقمر الدين.
– سترتاح من السقاية بالراحة، من تعشيب الأرض من العشب الضار.. سترتاح من المناحل وقد تغذّت على زهر اليانسون.
-سترتاح من (سيرانات) فقراء المدن ورقصاتهم الخجولة تحت ظلال اللوز.
– سترتاح من أبقارها وهي تعطي درساً لطفل يحبو ليميّز ما بين البقرة الحلوب، بنت الله، وتلك البقرة الضاحكة التي يستوردها لصوص البلاد على هيئة (علبة اجبان).
ستكون مدينة، بكل رفاهيات المدينة:
– كازينوهات للقمار.. غرز للحشاشين.. كاباريهات وعروض ستربتيز.. بيوت للمسّاجات.. بنك لمقايضة اللحم الأبيض وبيعه للسياح.. مولات لبنات الأكابر(اكابر من سليلي قطّاع الطريق وتجّار الموت).
نعم.. سترتاح الغوطة، ستباع محاضر وشقق مفروشة، ستكون “لاس فيغاس دمشق”، وسنتجول فيها وكاميراتنا في أعناقنا وقبلها سنتعلم الكثير من اللغات:
– هلو مسيو، بونجور مدام، سي سينيور.


وسنتعلم كيف نقود الحمير بالسياح، وسيلتقط السي السائح كل ما يتاح من الصور إلى جانب عبوات النحاس وقد سبق وأن حُمّلت بالبارود.
– سترتاح الغوطة، من جحيم التوت البرّي.. من ضحكة النجّار ابو عدنان ومن براعة يده الصانعة، ومن زوجته القدّيسة وقد أتقنت صناعة فطيرة الجبنة والقشقوان.
وسترفع ورقة التوت عنّا جميعاً.
يالنا من قوّادين.

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.