استمرت الحروب اليونانيه الفارسيه 50 عاماً إمتدت ما بين 499 _ 449 قبل الميلاد . الإمبراطور الفارسي داريوس العظيم قام بمحاولة احتلال اليونان والإنتقام من أثينا التي دعمت تمرد إقليمي ضد حكمه في أحد أجزاء امبراطوريته المتاخمه لليونان
الغزو الفارسي الأول لليونان كان عام 492 قبل الميلاد حيث تم إخضاع تراقيا وماسادونيا , عندها تم إرسال سفراء فرس الى اليونان لإقناع بقية المدن اليونانيه بالخضوع . أثينا وإسبارطه رفضتا هذا العرض وقامتا بإعدام السفراء
في العام 490 قبل الميلاد تقدمت القوات الفارسيه الغازيه وإحتلت مدينة أرتيريا القريبه من اثينا , ودمرت المدينه بالكامل وإستعبدت أهلها , ثم تقدمت هذه القوات الى مدينة أتيكا وهي تستعد لإحتلال أثينا وتدميرها . وصل الفرس الى خليج ماراثون الذي يبعد حوالي 30 كيلومتر عن قلب أثينا
القوات الأثينيه كانت بقوام 10 آلاف مقاتل تحت إمرة القائد ملتياديس وهو متسابق عربات أولمبي , بينما قوام القوه الفارسيه كان 20 ألف رجل . قوات اسبارطه رفضت المشاركه في هذه المعركه لوجود فترة أعياد واحتفالات لديهم في نفس الوقت , لهذا قرر الأثينيون الوقوف بحزم ضد الغزو وسد فتحات الوديان بين الجبال التي من الممكن أن يتسلل منها الجيش الفارسي الى البر
كانت خطة ملتياديس هي مهاجمة القوات الفارسيه على الميمنه والميسره قبل مهاجمة قلب القوات , وقد أفلحت خطته في قتل 6400 مقاتل فارسي مقابل خسارة 192 قتيل أثيني كما كتب المؤرخ اليوناني هيرودتس , وتم إبعاد القوات المهاجمه عن أثينا حيث فقدت أملها بالنصر وأقفلت عائدة الى ديارها
الإمبراطور داريوس بدأ يعد العده لحرب ثانيه ضد اليونان تحت قيادته شخصياً , لكن قواته واجهت تمرداً عنيفاً من المصريين الذين كانوا تحت الحكم الفارسي وقتها , لهذا تأخر وصول قواته الى اليونان , وتأثرت صحته كثيراً ثم مات مخلفاً الحكم الى إبنه كسرى الأول الذي لم يكن أقل من والده حماسة في إخضاع اليونانيين
تقول الأسطوره أن عدّاء ركض المسافات الطويله اليوناني ( فليباديس ) تم ارساله من أثينا الى أسبارطه لغرض طلب العون قبل وقوع معركة ماراثون . المسافه بين المدينتين كانت أكثر من 200 كيلومتر , ركضها فليباديس يومين دون توقف , وعند وصوله وإبلاغه الرساله سقط ميتاً من الإرهاق والتعب , وهذه اللحظه تم تصويرها في لوحه للرسام الفرنسي لوك أوليفييه ميرسون عام 1869 لكن قصة هذا العدّاء أصبحت مبهمه حين رواها المؤرخ اليوناني بلوتارك فيما بعد برواية مختلفه حيث ذكر بأن أثينا بعد إنتصارها بمعركة ماراثون كانت قد أرسلت فليباديس الى إسبارطه ليبلغهم بأخبار النصر , وحين وصل اسبارطه وأبلغهم الخبر سقط ميتاً
عند الإعداد بدء الألعاب الأولمبيه الحديثه عام 1896 في أثينا إقترح الفرنسي ميشيل برايل تضمين الألعاب المقامه ركضة الماراثون , فقام مؤسس الألعاب الأولمبيه الحديثه بيير دي كوبرتان بتبني الفكره , فأصبح سباق الماراثون واحداً من فعاليات السباقات الأولمبيه
في بداية الفعاليات الأولمبيه الحديثه كان سباق الماراثون ينص على الركض مسافة 40 كيلومتر , الى أن عقدت دورة الألعاب الأولمبيه في لندن عام 1908 حيث غُيرت المسافه الى 42 كيلومتر وكان السباق يبدأ من بوابه قصر وندسور وينتهي عند المربع الملكي في ملعب وايت سيتي في لندن . منذ يومها أصبحت سباقات الماراثون مرغوبه حيث يقام اليوم ما يزيد علىى 500 ماراثون حول العالم كل عام
د. ميسون البياتي