وداويها بالتي هي الداء …..
لاحظ أهل مدينة التمور الغنية ، مدينة العم حمدان ، وجود طير اصفر يأتي في الصباح ويذهب في المساء ، وتكررت الحادثة فذهب أهل العيان والأعيان ليستئنسوا برأي العم حمدان .
فقال : قد يكون جوعان .
فقالوا : ولكنه لا ينزل ليأكل .
فقال : قد يكون عطشان .
فقالوا هو قرب الغدير ولا ينزل ليشرب .
فقال : أعدكم قبل ظهور القمر يكون لدي خبر .
فرحلوا .!.
وارسل العم حمدان على الهدهد الأزرق من الوادي الأخضر ، وقال للهدهد لدي طلب فهل تساعدني ، فرد الهدهد ومن لا يساعد العم حمدان وقرية الخير التي كل يوم نأكل من خيرها ، وخصوصا تمورها ، فقص له العم حمدان قصة الطير الأصفر .
فأجاب الهدهد اعلم ذلك وسوف أقوم باللازم ، واطلق جناحيه للريح .
وبعد أسبوع عاد الهدهد وابلغ العم حمدان بان هذا الطير ليس من هذه البلاد ، وإنما عبر علينا من خارج الحدود ، وهو من المدن الحدودية المجاورة ، وهو مرسل للمراقبة والتجسس وعلمت بان عينه على قرية البيضة .
ماذا يريد من قرية البيض ، قال الهدهد بساتين نخيل التمور .
قال العم حمدان أريد أن تفعل الآتي : اطلب من الطير زيارة بستان التين ونحن سوف نضع ماء في فتحة التينة الكبيرة .
ولدي سرا – الطيور والبلابل تنقر التينة في الصباح ، وفي المغرب نأتي لنشرب ماء التين ، وبعد هنيئة يسكر البلبل وهذا سبب تعلمها التغريد ؟
للعلم فقط هذه رواية حقيقية وليست نسجا من الخيال .
فعل الهدهد واعترف الطائر الأصفر ورحل وبسبب تناوله الخمر ننسى أن يخبرها عنه بهذا .
عرف الهدهد بانه اهل تلك المدن سوف يغيرون على قرية البيضة يوم السبت وهكذا عاداتهم. …
استدعى أهالي البلدة والأعيان والشرطة وأمام الجامع والرهبان وقال لهم اني أعددت خطة وهي : إخراج عوائل قرية البيضة وتوزيعها على قراكم ويبقى الرجال ، وعلى الرجال الانسحاب والتخبي في الجداول قرب مدينتنا وترك هؤلاء يسرقون التمر ، واستغرب الجميع إلا صاحب الشرطة ضحك ، وقال خيرا تفعل وتفرق الجميع …
وكان موسم الحصاد (( الحوي )) بالنسبة للتمور ، وفي يوم الخميس والجمعة أمر رجال القرية (( بحوي )) حصاد التمور ونقلها لقرية العم حمدان الذي اشتراها منهم ، وطلب من العاملين كبسها في (( تنك )) وتخزينها لكي يقوم ببيعها لاحقا .
ارسل في يوم الجمعة رجال القرى لمؤازرة تلك القرية وأبلغهم أمر الاختباء في الجداول وأعطاهم سلاحا ومشاعل كثيرة .
وقال لهم سوف اطلب منكم إشعال المشاعل بعد دخول الأغراب بساعة .
تم ذلك وعندما دخلوا الأغراب القرية أصيبوا بالإحباط وعم الهرج والمرج وقرروا غزوا القرى الأخرى ، وهنا رفع المشاعل وإطلاق النار ، بها فأرتعب الأغراب وترددوا وبعد مدة قصيرة ضربت الطبول ورفعت السيوف وهنا تأكد للاغراب بانهم سوف يكونوا لقمة سهلة لأهل القرية ففروا بجلدهم .
جاء الهدهد بعد ذلك وأخبر السيد حمدان بان تلك القرية المجاورة وقعت بنهم وبين القرى الأخرى نزاعات ، وحروب ، فلقد غرر بهم .؟.
وهكذا وعى العم حمدان اهل المدينة والقرى وقال لهم في حفل عشاء . هل فهمتم معنى الوحدة فطلب الإمام والخوري الصلاة وشكر الرب ،
وعمت الفرحة وأكرم الهدهد التمور والتين والأعناب . سلامتكم