سأموت وفي قلبي قهر من أن وطني غادرني قبل أن أغادره

sultnهل سبق وشعرت بألم موجع للغاية وأنت في عز فرحك!
هل سبق وعشت لحظة اختلط الأمر عليك فيها فلم تعد تعرف حقيقة مشاعرك!

قمة النجاح بالنسبة للآباء تتبلور عندما يدركون أن أولادهم يعشون حياة أفضل من حياتهم عندما كانوا في أعمارهم!
هذا ما شعرت به عندما وصلتني صور تخرج جازي من مدرستها…
لكن؟؟؟؟
على الأقل بالنسبة لي لا يوجد فرح على سطح الأرض يستطيع أن يغسل ألمي عندما أدرك سوداوية المستقبل الذي ينتظر أطفال سوريا!
نعم لا يوجد فرح يستطيع أن يجمع أشلائي ويعيدني إلى ذاتي!
…….
في لحظة إحباط كتلك التي أشعر بها الآن، لا يبقى سوى أن أتعلق بالحلم، حتى ولو كان ذلك الحلم وهما..
فالتعلق فيه يساعدني على أن أعبر من يوم إلى آخر…
الغريب في الأمر، إن الوضع النفسي للكثيرين ممن أتواصل معهم داخل سوريا أفضل بكثير من وضعي النفسي!
هم متشبثون بالحياة رغم السواد الذي يحيط بهم…
وأنا أحتضر رغم مايحيط بي من جمال…
….
لقد اثبت لي الكارثة السورية عكسية المثل القائل: اللي بياكل عصي مامتل اللي بعدا..
فهم يأكلون العصي وأنا أتألم!
………..
سأموت وفي قلبي قهر من أن وطني غادرني قبل أن أغادره….

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.