زيارة وزير خارجية الكويت إلى إيران هل يخضع الولي الفقيه لمطاليب بلدان المنطقة ويتخلى عن التدخلاته؟
علي نريماني
التقى النائب الأول لرئيس الوزراء و وزيرخارجية الكويت خلال زيارته إلى طهران يوم الأربعاء 25 يناير بحسن روحاني وسلمه رسالة أمير الكويت المكتوبة، كما كان له لقائان مع محمد جواد ظريف وزير خارجية النظام الايراني.
وعكست السلطات ووسائل الإعلام الإيرانية هذا الخبر بشكلين متناقضين تماما. حيث وصف روحاني في تصريحاته التي تم بثها من قبل قناة النظام هذه الزيارة بـ«توسيع العلاقات الودية والأخوية مع البلدان الإسلامية أكثر من ذي قبل». كما قدم ظريف شكره على دور أمير الكويت في ”تعزيز حسن الجوار مع بلدان المنطقة“ تلفزيون النظام الإيراني -25/كانون الثاني –يناير).
من جهة أخرى أعلنت قناة النظام الإيراني أن الهدف من زيارة مبعوث أمير الكويت لايران،«تدقيق العلاقات مع بلدان مجلس التعاون الخليجي) طبعاً استخدام كلمة ”التدقيق“ تدعو إلى التأمل. ولا تستخدم عادةً في الدبلوماسية الدولية.
كما نرى في سائر وسائل الإعلام الحكومية هذه الحالة من التناقض فمثلا نشرت جريدة ”وقائع اتفاقية“ الحكومية (من زمرة خامنئي) من جهة تقول: «قدمت خلال الأيام الأخيرة السلطات السعودية دعوة لإيران للحضور في مراسيم الحج وتلاه زيارة صباح الخالد لطهران» و وصفت هذه الجريدة عملية تطورات المنطقة بأنه دليل على ”اعتلاء إيران “ في تطورات المنطقة مدعياً بمطالبة السعودية للانفتاح مع نظام الملالي كونهم «يهابون أن تدخل اليمن والبحرين وضعا يشبه العراق وسوريا حيث تصبح الكفة لصالح طهران» ومن جهة أخرى وعكس هذا كتبت جريدة ”جهان صنعت“ الحكومية في مقال لها بعنوان ”زيارة استراتيجية“وصفت زيارة مبعوث أمير الكويت الخاصة بانتهاء تدخلات النظام الإيراني في بلدان المنطقة حيث كتبت تقول:« يجب أن نعتبر هذه الزيارة كما يبدو من زواياها العلنية والخفية اصطفاف جيوبوليتيكية للمحافل العربية ضد إيران في إطار حوار الهلال الشيعي“.
كما حذرت جريدة آرمان الحكومية 26/كانون الثاني –يناير وبنفس الاتجاه الزمة المنافسة من أنه يجب ولتحسين العلاقات مع البلدان العربية والتي لها” أهمية استراتيجية“ للنظام يبدعون خطة جديدة إذ انه و«لما حدث من تطورات في سوريا والعراق واليمن بالذات» فان هذا الأمر سيثقل على عاتق النظام المزيد من «التكاليف الأمنية والسياسية والإعلامية» قد يمهد قدوم القوى العظمى في المنطقة أيضاً.
وحالياً نتساءل أية حالة من هذين الوصفين حول حدث واحد (الرسالة التي حملها وزيرخارجية الكويت)أيهما كذب وأيهما قرين الحقيقة إذ إننا لا نتكلم عن تعبيرين أوتفسيرين وإنما شرح تقرير حدث واحد؟ فيجب الانتباه إلى الظروف التي أُرسلت هذه الرسالة فيها ونسلط الضوء على بعض الأخبار في هذه الأيام أيضاً.
قناة النظام الإيراني25/كانون الثاني-يناير«وزير الخارجية السعودي ادعى من جديد .. في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي أن إيران تتدخل في شؤون بلدان المنطقة الداخيلة».
قناة العربية25/كانون الثاني-يناير«قال وزيرخارجية الكويت في طهران حين تسليم رسالة أميرالكويت لروحاني أنه يجب أن تتحول علاقات النظام الإيراني مع البلدان العربية حسب مواثيق الأمم المتحدة »
قناة إسكاي نيوز حول الرسالة الموجهة إلى طهران :«كُلّف أمير الكويت من قبل مجلس التعاون الخليجي في نهاية العام المنصرم(2016) لتسليم رسالة معينة إلى النظام الإيراني» تتضمن الرسالة بأن النظام الإيراني سيربح ما إذا لم يتدخل في شؤول البلدان العربية . لكن وفي حالة ”مواصلة التدخلات سيعزل وستفرض عليه الضغوط في مستوى الإقليمي والدولي أكثر من ذي قبل» إذن ، لا يكون مغزى الرسالة التي حملها وزير الخارجية الكويتي إلا إتمام الحجة مع هذا النظام وهذا ينطبق مع تحول المرحلة لا محالة كما وصفته جريدة آرمان (26/كانون الثاني –يناير) بعنوان «فرصة حضور ترامب» وطرحه كإبداع جديد وبوصفها الخاصة نوهت كلام جريدة ”اسكاي نيوز“ وكتبت تقول:«إن هذا الأمر (التدخل في شؤون بلدان المنطقة) قد مهدت قدوم القوى العظمى خارج نطاق المنطقة كبريطانيا في المنطقة فضلاً على تكاليف أمنية وسياسية وإعلامية للطرفين. فعليه هناك ضرورة القيام بإبداعات بأسلوب إعادة الثقة وإحياء وتحسين العلاقات مع بلدان المجاورة وفي المنطقة وتخطيط أجهزة امنية داخل الإقليمي من أهم أولويات الجهات الدبلوماسية في البلد في منطقة غرب آسيا بالذات.
من الواضح أن الهدف ليس إلا التخلي الحقيقي من التدخل كما وقد سبق أن أكدت بلدان المنطقه مراراً وتكراراً أن على النظام الإيراني أن يكف عن زج العناصر والخلايا الإرهابية إلى هذه البلدان . ففي حالة خضوع هذا النظام لهذه المطالب فمعناه تنازل استراتيجي وتجرع كأس السم في المنطقة . لكن لو أراد النظام الإيراني مواصلة نفس النهج التعسفي السابق ستتصدى له هذه البلدان برد مقابل حيث وبهذا الاتمام الحجة تم التأكيد عليه لامحالة. كما أكد وزير خارجية البحرين في تصريحاته بأن هناك في اتحاد العرب قد تم تشكيل «لجنة دائمية لمتابعة تدخلات النظام الإيراني“ وفي حال عدم خضوع النظام الإيراني لمطاليب البلدان العربية سيتوسلون برد فعل عملي وتطبيق مقترح مجلس التعاون لتحدي النظام الإيراني وتهميشه في المنطقة والعالم» وآليات هذه البلدان تكون ”عسكرية وسياسية واقتصادية والثقافية) موقع عصرإيران 21/كانون الثاني -يناير.
وبهذا سيكون الولي الفقيه في المنطقة على مفرق الطريق المميت في المنطقة . يإما يخضع لمطاليب بلدان المنطقة ويتخلى عن التدخلات في شؤونها وسيكون نتيجتها كما وصفها خامنئي بـ ”تنازل بلا نهاية “ والخصوع لسلسلة ”اتفاقات شاملة مشتركة نووية 2و3و4و..حتى إزالة النظام .
وفيما يلي كلمة خامنئي في لقائه مع سلطات النظام الإيراني 14/حزيران –يونيو 2016:
«هذا التنازل لا نهاية له كما يطرحون حالياً وبعد القضية النووية ، ملف الصواريخ، وبعد الصواريخ يحين وقت حقوق الإنسان، وبعد حقوق الإنسان موضوع مجلس صيانة الدستوروثم موضوع ولاية الفقيه وفي نهاية المطاف موضوع الدستور وسلطة الإسلام و…»
.. أو يقف مقابل هذه البلدان، وهذا كما قال خامنئي نفسه يعني «السحق تحت الضغوط» العالمية والإقليمية.