زوج رومنسي

jihadalawnaإبراهيم شاب قروي في مقتبل العمر,قوي من الناحية الجسمانية ويحب الرومنسيه.. كان يومها يبلغ من العمر 32 عاما , عندما خطر على باله في يوم شتاء بارد أن يشرب بمعية زوجته كأسين من الفودكا الأورنج, وكانت زوجته على حسب ما يقول لا تشرب المشروبات الروحية ولا السجائر, ولكنه في هذه المرة أصر وحاول أن يقنعها بأن تشرب معه نصف لتر أو كأس واحد من الفودكا, وأحضر معه بعد العشاء مباشرة زجاجة الفودكا الأورنج وبعضا من التسالي وبجيبه باكيت دخان, وأغلق الباب خلفه ودخل غرفة نوم الأطفال فوجدهم قد توسد كل واحدٍ منهم وسادته وراح يغط في نوم عميق من كثرة التعب والإرهاق واللعب طوال النهار, ونادى زوجته بصوت عالي لكنها لم تسمعه..دخل عليها غرفة النوم فوجد السرير فارغا وقد تركت عليه ملابس الغسيل ريثما تقوم بطيها وترتيبها في خزانة الأولاد والبنات, ثم أغلق الباب ومشى محاولا كتم صوت خطواته فاقترب من المطبخ وأحس بوجودها ولم تشعر هي بوجوده, ثم اقترب شيئا فشيئا حتى صار تقريبا خلفها قريبا من أذنيها فهمس قائلا: بحبك يا عمري…..بحبك يا حياتي.., فالتفتت خلفها وقد احمر واصفر لون وجهها تماما وكأن وجهها قد أصبح إشارة ضوئية ثم نظرت بوجهه وفتحت قميصها على صدرها ووضعت فمها فوق صدرها وهي تتف وتقول: تف تف تف تف برى وبعيد الشر عنا, سلامٌ قولٌ من ربٍ رحيم…سلامٌ قولٌ من ربٍ رحيم, فقال لها زوجها:

-وش فيه…؟…مالك إنخطف لونك زي ما اتقول إنه عفريت ركبك وتلبسك…أو جني تلبس جسمك.

الزوجه: أي جن يتلبسك لحالك إنت وأهلك ومرت(زوجة) أخوك..يا زلمه مالك؟ في حدى بفوت على داره وبنس نس زيك مثل ما اتقول وكأنك أبو اللُبيد.
ابرهيم: يا مره مالك إنت مش على بعضك..أنا اليوم جاي مبسوط وحابب أبسطك معي, بحبك يا مجنونه وجايبلك معي إشي بطير العقل من الآخر.

الزوجه: باللهِ!!..لا والله ورجيني إياه…بدي أشوفه..شو هو؟.

الزوج: لا بالأول غمضي عيونك.

الزوجة قالت له: طيب بسرعه عندي غسيل بدي أصفطه ثم أغمضت عينيها وفتح زوجها إبراهيم الكيس وأخرج منه لتر الفودكا الأورنج, وقال لها:أي بلا غسيل بلا شطف وبل جلي…يللله روحي وجهزيلنا المازا الطازا وخلينا ننبسط اليوم أنا رايقه معي ونفسي أقطعك من كثرة التبويس , بدي أفرجيك دنيا ولا في الاحلام …

الزوجه: خليني أشوفه.

الزوج: أوكي شوفيه.

الزوجه إنذهلت من المنظر وسكتت وصمتت برهة وبقيت حائرة لثواني ثم سألته: شو هاظ؟

الزوج: هاظ؟.

الزوجه: البين يطسك..آه هاظ.

الزوج: هاظا من هظاك.

طبعا وهو يبتسم.

الزوجه: شو هو هظاك؟ شو هاظا يا زلمه؟ عنجد جننتني بدي أعرف شو هو هاظا وشو هو هظاك!!.

الزوج: يا بنت الحلال هاظا مشروب روحي…ينعش القلب والرأس ويجعل مزاجك تمام من الآخر.

الزوجه: يا زلمه خبلتني احكي شو هو.

الزوج: هاظا فودكا.

الزوجه: آه شو يعني فودكا؟ هاظا دوى لوجع لجرين(الساقين) وانت جايبه لعمي أبوك على شان طول الليل رجليه بوجعنه؟ والله إنه بستاهل تجيبله دوى صدق طول الليل وهو يصيح من وجعهن.

الزوج يبتسم ويضع يداه على أكتاف زوجته ويقترب منها بشفتيه بكل هدوء وزوجته خائفة تقول له:

-شو بتعمل يا مجنون…؟؟….ابعد عني…بعدين شو الريحه هذي اللي طالعه من ثمك.

الزوج: هاذي ريحة المشروب اللي بنعش القلب.

الزوجه تصرخ وتقول: شو إنت سكران؟…إنت شارب؟, يا ويلي يا سواد ليلي (كان الحُق ناقص بق وأجى الأعمى وملاّه)..والزوج يقول لها: آه..آه..آه شارب شو يعني شو فيها, بعدين وطي صوتك شويه قبل ما يسمع أبوي وأمي.. تعالي بسرعه على غرفة النوم والبسي القميص اللي اشتريته إلك قبل 4 سنوات.

الزوجه: أوطي صوتي؟ لالالا والله إنك ما احزرتش نهائيا..بعدين أنا مش فاضيه للهبل غرفة النوم مليانه غسيل وانا بدي أصفطه قبل كلشي…وكيف أوطي صوتي وانت فايت عليّ بعد صلاة العشاء ريحتك كلها سُكر…وكمان جايبه معك على الدار؟.

الزوج: يا هبلى جايبه معي على شان تشربي وتنبسطي ونقعد قعده رومنسيه مع بعض..عنجد نفسي أشوفك وانت سكرانه…جمالك بسطل ونفسي أنام بجنبك يوم أو ساعه وانت سكرانه أو وانت بتشربي عرق والسيجاره بيدك…أمنيتي أشم ريحة الفودكا وهي طالعه من ثمك مثل العسل.

الزوجه تقترب من زوجها إبراهيم وتقول له بصوت منخفض: شو يا زلمه مالك؟!! إنت إنهبلت؟؟؟بدك إياني أشرب منكر؟ يا رجل هاظا كله حرام.

الزوج: يا بنت الأوادم وشو فيها: هذي ما هي زوجة المهندس أحمد بتشرب مع جوزها وبتحشش دخان وبتأرغل نرغيله…وسوسو بتشرب مع جوزها, وراضيه بتشرب مع جوزها وأولادها اللي بالجامعه بقعدوا بشربوا مع أمهم وابوهم وبعدين كل واحد منهم بروح على غرفة نومه…والله إنه لذيذ بس إنت جربيه وخصوصا لما….لما…

الزوجه: شو لما؟..آه افهمت عليك بدك إياني أقعد معك في غرفة النوم وأشرب معك عرق؟.
الزوج: بالضبط.

الزوجه تفيض على وجهها الدموع وتقول: يا زلمه أنا بشو آذيتك؟؟؟كلشي بتطلبه بعملك إياه..بس إنت الظاهر إنك مجنون رسمي…قبل شهر بتحكيلي البسي فوق الركبه وحفر وخلي صدرك يكون ظاهر…وأحيانا بتطلب مني ألبس فيزون وأطلع فيه على السوق..يا زلمه إنت مجنون؟ أم إنجنيت؟

الزوج: صدقيني بحبك…أنا بموت فيك..وعشان بحبك حابب أبسطك وأكيفك وتكوني آخر مزاج…بدي اياكي زي صاحبي اللي زرته في عمان واشربت معاه أنا وهو وزوجته وبناته.

الزوجه:لالالا هظولاك شرموطات.

الزوج: شرموطات!.

الزوجه: آه شرموطات.

يا بنت الحلال هظول نسوان مدنيات ومتحررات..مش مثلك فلاحه متخلفه…

الزوجه: إذا التمدن والحضاره هيك أنا ما بديش إياها روح شوفلك وحده من الشارع ونام معها وهي سكرانه…

الزوج:صحيح إنت ملكة جمال لكنك متخلفه اجتماعيا وثقافيا..إنت لازم تاخذي دوره في الفن الرومنسي وأنا على شان هيك أحضرت معي الفودكا…شوفيها….إمسكيها…افتحيها وشمي رائحتها وتعالي على غرفة النوم مع التسالي والكاشو خلينا نعيش أمتع لحظات العمر…لحظه يكون فيها فودكا وحب وعواطف ورومنسية وضحك..,…وو..
الزوجه مدت يداها إلى شعر رأسها وشلّخت شعرها ولطمت وجهها وأرادت أن تصرخ بالصوت العالي ولكن زوجها اقترب منها خشية أن يسمع صراخها أمه وأبوه ووضع يده على فمها, ولكنها أبعدت يده وقالت: مش راح أصرخ شريطة توخذ المشروب وتبعده عني..وروح خذ كيس لزباله وكبه بالحاويه, فقال: أوكي يا عمري راح أكبه بالحاويه وبعدها بدي أروح على تعليلة عرس دار أبو محمد, مش راح أطول كلها ساعه ونص وبرجع, ماشي؟ باي…ثم خرج وبيده الكيس, أما زوجته فقد أخذت تتصل بأبناء عمه أصحاب العرس والتعليله ونبهتهم قائلة: ترى إذا أجاكوا إبراهيم على العرس سكران وعمل مشكله أنا ما ليش أي دخل..مش بكره تحملوني المسئوليه, وبينما هي تتكلم كان الشاب إبراهيم قد وصل العرس ووجد كمينا منصوبا له بانتظاره, والكمين كان عباره عن حبله(مرسه) وشجرة زيتون, وعند وصوله إلى العرس هجم عليه أبناء عمه وهم يقولون: إبراهيم السكران أجا..إمسكوه…لا اتخلوهوش يهرب, وأمسكوا به وربطوه بالشجره وهو يسأل عن ذنبه, ولم يكن يعرف ان زوجته في ذلك اليوم قد أفسدت عليه المتعة الرومنسية التي كان يحلم بها, وبعد أن إنفض السامر فكوا قيده واسقوه القهوة وعاد إلى منزله ودخل الحمام ليتبول فوجد رائحة الفودكا قد ملأت الحمام, ثم دخل إلى غرفة نومه ونام فيها لوحده ومنذ ذلك اليوم إلى اليوم ينام إبراهيم في غرفة لوحده لا تشاركه فيها زوجته النوم إلا عندما يريدان أن يلتقيا بعلاقة حميمية جافة بدوية, ومنذ ذلك اليوم منذ 7 سنوات لم يذق إبراهيم طعم أي مشروب نظرا لأنه لا يوجد نديم يشرب معه.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.