أعترف بأنني منحاز بل متعصب لزغرودة المرأة المصرية , فهي زغرودة تتميز عن زغاريد كل نساء دول منطقتها . بالجلجلة الكروانية . معبرة عن فرح تتمناه – وتحلم به – المرأة المصرية , التي ترتفع بينها نسبة العنوسة لدرجة كبيرة . وتنتشر البطالة – وقلة الدخل – بين أبنائها وشبابها . وكذلك بالطبع ينتشر الفقر والمرض ..
والمرأة المصرية لا سلوي لها , ولا عزاء . سوي الزغاريد والرقص .. في مواجهة سؤ الأحوال والأوضاع العامة للغالبية من الشعب . بعكس الرجل المصري . باستطاعته التنفيس عن معاناته من تلك الظروف . بتدخين السجائر . أو المسكرات الاخري , المباح منها والممنوع قانوناً , كما باستطاعته الخروج من المنزل وقتما يشاء . للجلوس بالمقهي أو لزيارة أصدقاء . والعودة للمنزل وقتما يشاء .. وكل تلك الأشياء غير متاحة للمرأة المصرية , اما ممنوعة أو مستهجنة من النساء – بالنسبة لعموم الشعب – لذا فلا متنفس أمامها سوي اطلاق العنان لفمها بالزغاريد , ولجسدها بالرقص ..ليس فقط في المناسبات . بل في أشباه المناسبات .
وكثيراً ما تختلق المرأة مناسبات لاطلاق الزغاريد , والرقص .. كمتنفس , وأيضاً فرصة للفتاة , لتتألق ,, لجذب انتباه الراغبين في الزواج – القادرين علي تحمل أعبائه , ان تصادف وجود شاب جاهز للزواج – في وقت عز فيه الزواج علي الشباب .
قد تسمع زغرودة أو زغاريد . وتسأل عن المناسبة .. ولعدم وجود مناسبة . يأتيك الرد : خلينا نفرح , خليهم يفرحوا , يا شيخ خلينا نفرح , الفرح حلو ..
!!
انها حالة من التعطش للفرح .. سادت وطالت منذ عشرات من السنوات ..
وفي الطبقات الشعبية والفقيرة والتي ترتفع فيها نسبة الأمية . والامية الثقافية مع سؤ أحوال المعيشة .. تزيد نزعات ورغبات وحاجيات الفتيات والنساء لاطلاق الزغاريد والرقص , بينما تقل كثيراً في طبقات وأحياء ميسوري الحال
عن الزغاريد . قال الشاعر المصري ” أمل دنقل ” :
” النسوة اللائي يزغردن في عيد الفطر . لا يلدن أطفالاً يأتون بالنصر” .
فما هي علاقة عيد الفطر أو عيد الأضحي , أو حتي عيد الميلاد .. باطلاق الزغاريد ؟!
انها كما قلنا عملية تهافت واختلاق مناسبات للتنفس . تلجأ اليها المرأة المقهورة بفعل الفقر والجهل والتمييز والعنوسة ..
ومن تلك المناسبات المختلقة : ختان طفل صغير .. ذهاب – أو عودة – رجل للحج أو للعمرة ..! نجاح طفل صغير بالمدرسة الابتدائية ..! انها أشياء صغيرة … وان كانت مفرحة . ولكن ليست الي حد اطلاق زغاريد كروانية . ما ان تطلقها المرأة , حتي تجلجل لتسمع سكان قرية بأكملها , أو حياً كاملاً من أحياء المدينة ..
من طرائف وغرائب زغاريد و رقص المصرية : – منذ أكثر من عشر سنوات – دُعيت لحضور اتفاق علي زواج شاب من معارفي ( تسمي في مصر : قراءة فاتحة ) في حي شعبي .
أم العروسة وأم العريس كانتا زميلتان بالمدرسة . ما ان وصلنا لبيت أهل العروس .. وقبل الاتفاق علي أي شيء . وقبل أن نعرف ان كان سيحدث اتفاق أو اختلاف علي تلك الخطوة .. انطلقت الزغاريد والرقص !!
جلسنا معاً في غرفة . الرجال من أهل العريس ومن أهل العروس . نتسامر ونتعارف . كبداية قبل البدء في مفاتحة الموضوع وطرح الطلبات والشروط ومناقشتها .. طوال ساعة كانت الزغاريد والرقص لا يتوقفان بصالة السكن !
ثم بدأ عرض طلب المصاهرة , ومناقشة الطلبات . توقف خال العروس عند نقطة .. هنا كاد كل شيء أن يتوقف , وبدا علي أم العروس . امارات التراجع ..!
!!
فلماذا كانت الزغاريد والرقص قبل الاتفاق علي الزواج !!؟
انها نزعة ونزق عند المرأة المصرية .. للظروف السابق الحديث عنها .
ولكن تبقي زغاريد النساء . تعبيراً عن حلم بفرح , بل بأفراح . علي أمل دائم بأن تتحقق .
وحتي تتحقق تلك الأحلام . بحياة كريمة .. ستصبح الزغاريد الصادقة – والرقص – . موجودة بداخل كل امرأة , وفي طيات وجوانب كل حياتها .. أكثر بكثير من زغاريد تطلقها بفمها والقلب مهموم , ورقصات بجسدها , بينما الحزن يسكن في داخل نفسها .
عندما تتغير حياة الناس للأفضل ., ستكون لزغاريد ولرقصات النساء , مناسبات حقيقية لا مختلقة , وستكون أحلي مذاقاً من الزغاريد والرقصات الموجهة بالريموت كنترول ..