رواة الأحاديث الستة لا يتقنون العربية وماتوا ببلادهم الفارسية !؟

مصطفى راشد

وصلنا عبر موقعنا على الانترنت سؤال من الدكتور – محمد سعود يقول فيه أن داعش وكل الجماعات الإرهابية تستخدم بعض الأحاديث الواردة فى كتب الصحاح الستة سنداً للقتل والحرق والتدمير والزنى والسرقة وكل أنواع الفساد – وسؤالنا لماذا أورد علمائنا الأفاضل هذه الأحاديث وهل هى صحيحة لان الكثير من أصدقائنا يشككون فى الدين بسبب هذه الأحاديث ؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول :-

بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ، ايضا نصلى على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم —————————— اما بعد
فما يسمى بكتب الصحاح الستة للأحاديث يعود للإمام البخارى والإمام مسلم والإمام الترمذى والإمام أبو داود والإمام ابن ماجة والإمام النسائى ومع كامل إحترامى لهم إلا أنه من العجيب والملفت للنظر أن يكون الأئمة الستة من غير العرب وتعود جنسياتهم لأيران وأوزباكستان وتركمستان ( حاليا ) وكانت لغتهم الأولى اللغة الفارسية و يتحدثون العربية ولكن ليس
بإتقان كما أن الكتب المنسوبة لهم لا وجود لها فلا توجد مخطوطة واحدة لاى من هذه الكتب والموجود فقط كتب أو مجلدات من حوالى 300 عام لها مؤلفين معروفين من العصر الحديث تتكلم عن هؤلاء الأئمة وكتبهم بلا سند رغم أن هؤلاء الأئمة ماتوا من أكثر من ألف عام لذا نعطى نبذة عن كل واحد من الأئمة الستة لكى نرد على السائل :-
1 – الإمام البخارى :- أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وهناك من قال أن أسمه محمد ومن قال أن أسمه جمعة (مولود 13شوال 194 هـ – متوفى 1 شوال 256 هـ) / (20 يوليو 810 م – 1 سبتمبر 870 م) ولد فى بخارى بخرسان الكبرى أوزباكستان حاليا ويتحدث لغة بلادة وهى الفارسية . ويعتبر من أهم علماء الحديث وعلوم الرجال والجرح والتعديل والعلل عند أهل السنة والجماعة، وينسب له كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري والذي قال بعض علماء أهل السنة والجماعة على أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم. وقيل أنه قد أمضى في جمعه وتصنيفه ستة عشر عاماً. وقد نشأ يتيماً كفيفا وطلب العلم منذ صغره ، وقيل أنه رحل في أرجاء العالم الإسلامي رحلة طويلة للقاء العلماء وطلب الحديث وسمع من قرابة ألف شيخ، وجمع حوالي ستمائة ألف حديث حتّى لقّب بأمير المؤمنين في الحديث. وقيل تتلمذ عليه كثير من كبار أئمة الحديث كمسلم بن الحجاج وابن خزيمة والترمذي وغيرهم، وقيل أنه هو أول من وضع في الإسلام كتاباً مجرّداً للحديث الصحيح. ومن أوّل من ألّف في تاريخ الرجال. وقيل امتُحن أواخر حياته وتُعصّب الناس عليه حتى أُخُرجَ من نيسابور وبخارى فنزل إحدى قرى سمرقند فمرض وتوفيّ بها ( أوزباكستان حاليا ).
2 – الإمام مسلم :- هو مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري، أبو الحسين، (206 مولود هـ – 25 رجب متوفى 261 هـ) / (822م – 6 يوليو 875م)، ويعتبر من أهم علماء الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة، وهو مصنف كتاب صحيح مسلم الذي يعتبره السنة ثاني أصح كتب الحديث بعد صحيح البخاري، ولد في نيسابور بإيران ، وكانت لغته الفارسية وقيل أنه جمع ما يزيد على ثلاثمائة ألف حديث . وفي يوم الأحد الخامس والعشرين من رجب سنة 261 هـ، توفى وعمره خمس وخمسون سنة، ودفن يوم الاثنين ومقبرته في رأس ميدان زياد بنصر أباد بظاهر نيسابور ايران .
3 – الإمام الترمذى :- هو ا لتّرْمذِي، أبو عيسى (209 مولود هـ – 279 متوفى هـ) / (824م – 892م). هو محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، السلمي الترمذي، أبو عيسى. مصنّف كتاب الجامع المعروف بسنن الترمذي، ولد في مدينة ترمذ جنوب أوزباكستان ونسب له تأليف سنن الترمذي أو جامع الترمذي أشهر مؤلفاته فى الحديث فهو من كتب الصحاح الستة، ومن كتب السنن الأربعة، ويبلغ عدد أحاديثه (3956)، وقيل أنه ارتحل لطلب الحديث وتفقه في الحديث بالبخاري، وأصبح ضريرًا في كِبره بعد رحلته وكتابته العلم،وتوفي في 13 رجب 279 هـ في بلدة ترمذ.
4 – الإمام أبو داود : – أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي من منطقة سجستان المشهور بأبي داود (202-275 هـ) قيل أنه إمام أهل الحديث في زمانه، ، وهو صاحب كتابه المشهور بسنن أبي داود وقيل أنه قد جمع فيه 4800 حديث انتخبها من 500 ألف حديث ، ولد أبو داود سنة 202 هـ في إقليم صغير مجاور لمكران أرض البلوش الأزد يُدعي سجستان وهو إقليم في إيران يسمى حاليا سيستان وبلوشستان ولغته الفارسية وقيل أنه تنقل بين العديد من مدن الإسلام، ونقل وكتب عن العراقيين والخراسانيين، والشاميين، والمصريين.
5 – الإمام النسائى : – هو أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار النسائي (215مولود هـ – 303 متوفى هـ)، (829م – 915م) قيل أنه محدّث، وقاضٍ، وأحد أئمة الحديث النبوي الشريف، صاحب السنن الصغرى والكبرى، المعروف بسنن النسائي، ولد سنة 215 هـ في بلدة نسا من بلاد خراسان قديمًا و تقع في تركمانستان حاليًا ولغته الفارسية ، وقيل أنه طلب العلم والحديث وهو صغير، فرحل إلى خرسان والحجاز والعراق والشام والجزيرة العربية ثم استوطن مصر،و قال أبو سعيد بن يونس في “تاريخه”: كان أبو عبد الرحمن النسائي إماما حافظا ، خرج من مصر في شهر ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاث مائة، وقيل أنه توفي شهيدا بمدينة القدس على يد جماعة من الشباب الذين تنازعوا معه على كتابة كتاب باسم العباس وذلك في يوم الاثنين لثلاث عشرة من صفر، سنة303 هـ، وقيل أنهم ضربوه في الجامع على خصيتيه وداسوه حتى أُخٌرجَ من الجامع، ثمّ حمل إلى الرملة فمات شهيدا، وفي رواية أخرى إلى مكة فمات فيها. وقيل الأرجح أنه مات بالرملة.
6 – الإمام ابن ماجة :- أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني إمام في علم الحديث، ولد سنة 209 هـ (824م) بمدينة قزوين وتوفي في رمضان سنة 273 هـ (886م) وقزوين بلد على ضفاف بحر قزوين من الجهة الجنوبية في الحدود الإيرانية وقد قال الحافظ الرافعي صاحب كتاب ” التدوين في أخبار قزوين ” : ” أنها كانت تُسمى بالفارسية كشوين فعربت اللفظة وقيل قزوين ” .. واختلف الفقهاء حول منزلته من كتب السنة. وسنن ابن ماجه منها: الصحيح، والحسن، والضعيف، بل حتى المنكر والموضوع. ، التي تزيد عن 4000 حديثا. وتوفي سنة 273 هجرية.
وبعد عرضنا لنبذة عن حياة ووفاة كلا من الأئمة الستة وكيف أنهم كانوا لا يتقنون العربية ولا توجد مخطوطات بكتبهم نقول للأخ السائل وكل مسلم ومسلمة أنكم غير ملزمين بأى حديث يأتى فى هذه الكتب المؤلفة عن الائمة الستة بلا سند إلا ما يتوافق مع نصوص القرآن الكريم .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د – مصطفى راشد عالم أزهرى أستاذ الشريعة ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام E – rashed_orbit@yahoo.com
فيبر وواتساب وموبايل 0061452227517

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.