من رأى في هذه الرسمة للرسام الكاريكاتيري العراقي أحمد فلاح إهانة وإساءة مشكلته أنه يعتقد أن دافنشي رسم لوحة العشاء الأخير كتصوير ساذج وبسيط لعشاء المسيح مع أتباعه ليلة القبض عليه. فلو أنه يعلم بالرموز التي أوردها دافنشي في اللوحة والرسالة المشفرة التي أراد إيصالها لفهم أن استعارة فلاح لهذه اللوحة ليست إساءة للمسيح، بل تسقيطا لساسة فاسدين يتآمرون على وطنهم.
مسكين هو الأديب والفنان في أوطاننا..لأنه يخاطب شعوبا لا تملك الحد الأدنى من الثقافة الأدبية والفنية لفهم الأعمال التي تقف في صفهم..صفهم هم فقط ضد الجميع. فرواية “شيفرة دافنشي” أثارت عند انتشارها جدلا عالميا واسعا عندما طرحت تفكيكا للكودات المخفية في لوحة العشاء الأخير، وطرحت نظرية جديدة -من خلال إعادة دراسة جميع أعمال دافنشي- مفادها أن دافنشي لم يكن مسيحيا بالمعنى التقليدي الذي نفهمه اليوم. وبأنه كان يعتبر المسيحية السائدة في العالم هي المسيحية التي أسسها بطرس وليس نهج المسيح الحقيقي. لكن للأسف شعوبنا دائما تقبع خارج فلك أي سجال علمي، أدبي أو فني.
المطروح أعلاه لا يرقى لمستوى الحقائق التاريخية، بل توضيح لمدى الجهل الذي يغلف عقل كل من حارب أحمد فلاح لأنه لم يفهم معنى اللوحة الأصلية أساسا. سيبقى أتباع الديانات حجرا في طريق الازدهار الفني والثقافي.
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: أولا لنترك الفهم وعلم تفسير الكودات والتحليل لكاتب المقال ، علماً أن كودات دافنشي ضحك بها كاتبها على الملايين من المهرجين السذج والمغفلين حيث باع كتابه وتعليقاته وفيلمه بالملايين ، ومن ثم فند كلامه الكثير من الباحثين المنصفين مسيحيين ويهود وحتى مسلمين وملحدين ، حقاً العقل زينه ولكن يبدو أنه لازال عند البعض الاخر بطيخة أو يقطينة ؟
٢: لنكن منصفين في تحليل الصورتين قبل إسقاط التهم على المعترضين ، أولا لنترك مقارنة السيد المسيح بمن في وسط الصورة لأنه لا تجوز المقارنة بين الثرى والثريا ، فالسيد المسيح أرسى قيم سماوية عجز العقل البشري أن يسقطها على مجرد شخص عادي أو حتى نبي ، فهو لم يقل كلاماً جزافاً فقط بل طبقه قولاً وفعلاً ، فأين التطابق في معنى الصورتين يا من تتهم الاخرين بسوء الفهم وتحجر العقل ، أم عندك كل الاديان في الهوى سوى ، فان فجقلت نعم فهذا دليل على العجز واليأس والافلاس ؟
٣: لنأتي لحواري السيد المسيح ، فلقد كان بينهم خائن واحد فقط شنق نفسه أخيراً يائساً والباقون فتنوا المسكونة مبشرين بتعاليم سيدهم وفدوا تعاليمه بأرواحهم بينما في صورة فناننا المستنير غالبيتهم خونة ولصوص ومجرمين وبشهادة من حولهم ، ولازال العالم مدين بقيمه لروح المسيحية الحقيقة والمسيح ؟
٤: هات دليلا على أن ماقصده الرسام دافنشي كان تفندا لمسيحية بطرس ، عجيب أمركم يامدعي التنوير ، فكيف يكون الأديب والفنان عندنا مظلوماً عندما يشخص التشخيص الخاطئ ويبرر خطأه بعذر أقبح من ذنب ؟
٥: وأخيراً …؟
صدق من قال أن أنصاف المتعلمين أخطر على البشرية من الأميين ، فلا عجب أن يساوي جاهل بالمعادن بين الذهب والألماس ومعادن الناس ، سلام ؟