أخوتي الاعزاء كل من الدكتور علي علاوي , الدكتور عباس كاظم ، والدكتور لؤي الخطيب المحترمين
تحية طيبة وبعد
لقد حالفني الحظ للاطلاع على تقريركم المعنون (المانيفيستو)لـ(إحياء الوطن) ؟
لقد كان حقا تقريرا رائعا ومنطقيا ومسعفا لحالة التدهور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعسكري والاخلاقي والامني والخدمي والديني والانفصالي وحتى البشري ، والذي بدأ يتفشى منذ زمن طويل في عراقنا الحبيب عراق الحضارات عراق بيت النهرين ؟
ومع وجود كل الايجابيات الرائعة والاصلاحات المنشودة والاسترتيجيات الناجحة في هذا في المانيفستو “البيان الرسميي” كان هناك تسرب لبعض النقاط المحيرة والغير مرغوبة في بيانكم الرسمي هذا, مما سبب لي الشعور بمرارة الخيبة والفشل والاحباط ؟
لذلك اود ان أعرج عليها لحضراتكم لعلي افلح في مناشدتكم بالنظر اليها واتخاذ الخطوات اللازمة لتصحيحها والتقليل من مساؤها وشكرا ؟
لكوني مواطن عراقي ومن عروق اصيلة في بلاد النهرين (آشوري القومية) ومن ديانة سمحاء عرفتها ارض العراق قبل الاسلام وهي المسيحية, ولي احساس داخلي يذكرني بأن أجدادي وانا ومنذ 1400 سنة ولحد الان قد ظُلمنا وهُجرنا وقُتلنا وسُلبنا وهُمشنا على ايادي إخوانكم الغاصبين المسلمين وبأختلاف طوائفهم وتسمياتهم وعصاباتهم والتي كانت اخرها دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام , ولا يخفي عليكم جميعا فنحن الاشوريين (المسيحيون) وبعد ثورة معلومات التكنولجيا والانترنيت ادركنا تماما مستوى التوحش والقباحة والظلم الذي عانيناه وما زلنا نعانيه على ايادي المسلمين من الطوائف والاعراق (عرب واكراد واتراك وفرس) ؟
لذى نرى بأن أي دستور أو قانون أو سلطة أو حتى بيان يحتوي على أي مادة يذكر فيها كلمة “الاسلام” تكون إستفزازا لمشاعرنا واحباطا لتصوراتنا واجحافا بحريتنا ؟
إن المادة التي جاءت في بيانكم والتي يذكر فيها ضمان دعم الدولة وتبنيها لهوية إسلامية متسامحة عابرة للطوائف ؟
هذه الجملة فيها الكثير من الأشياء المبهمة في طياتها وبين أحرفها ، فمهما صُقلت ولمُعت وجُملت ورُتبت تبقى مُرعبة لكل من لا يدين بالاسلام ، وحتى للمسلم العلماني ؟
فلقد أثبت الواقع والتأريخ وأنظمة العالم المتحضّر بأن فصل الدين عن الدولة هو مفتاح النجاح والازدهار والأستقرار في كل دولة تتبناه , وهناك الكثير من الدول تبرهن على ذلك ؟
لذا أرجو منكم أن تكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقكم ، بان تتخطوا هذه المعضلة المتخلفة لابل الكارثة ، من خلط الدين مع السياسة ، فهذه النظرية قاسمها المشترك حتماً يبقى صفر ، لابل نتيجتها أصفار لاتنتهي ؟
وماجاء في أخر بيانكم والذي يقول {نتبنى القيم المتأصلة في ثقافتنا الدينية والأخلاقية } ؟
أحبتنا الدين ليس ثقافة ولا قيم ولا أخلاق ، بل الدين هو فرقة وكراهية وحقد وارهاب ، وهذا ما يثبته واقعنا العراقي والعربي ؟
أنظروا إلى مجتمعاتنا الشرقية عامة والاسلامية خاصة, أين الثقافة التي تنشدوها منذو 1400 عام , وارهاب المسلمين سببه الاسلام ؟
فهل هي في إنشقاق القمر أم في تسطح الارض أم في شرب بول البعير ؟
ثم أين ألاخلاق التي تدعونها، هل هي في نحر الرقاب أم في سبي النساء أم في أكل ألاكباد ؟
ثم أين قيم وسماحة دينكم الذي تقول آياته{ فإاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ..ألخ}ألأنفال8:12-13؟
أم في {أقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}التوبة 9:5 ؟
أم في {جَزَاءُ الذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ} المائدة 5:33
أم في {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُون} التوبة- 29؟
وما جاء في فقرة أخرى عن كون العراق شعباً واحداً أو شعوباً متعددة ، ودولة واحدة أو خليطاً غير مستقر من ثلاثة مكونات رئيسية ،
فهل تقصدُ السنة والشيعة والاكراد فقط ؟
أخوتي ، أليس كل هؤلاء غاصبين لبلاد الرافدين مغتصبين ، وهم نزلاء غير مرغوب بهم ، نعم هم خليط غير مستقر لأنهم غزاة ويأتمرون بآيات القتل والارهاب ؟
أرجو أن تكونوا منصفين بحق أهل العراق الاصلاء ولا تهمشوهم وكفى التزايد على العراق والعراقيين باسم الدين ، هل يعقل هذا منكم أيها الاكادميون أن تتبجحو بالدين الاسلامي مرة وبالقومية المستوردة مرة أخرى ، عربية كانت أم أم كردية أم غيرها؟
وقولكم في فقرة أخرى نسعى إلى إحداث تفعيل جذري للجامعة العربية، أو تشكيل تجمع جديد للدول العربية ليحل محلها، وكذلك مع المؤسسات الأخرى غير الفاعلة ؟
بألله عليكم متى ستتعلمون من دروس الماضي ، متى كانت الجامعة العربية أو حتى الحكومات العربية أو حتى الشعوب العربية مخلصة لبعضها البعض حتى تكون مخلصة للعراق ؟
إهتموا بمأسي وآلام العراقيين وإزدهار العراق وشعبه, وعندما تبلغون قمة المجد والازدهار والتسامح والمواطنة عندها فيضوا من خيراتكم على إخوانكم الاخرين ، ولا تنسوا بأن حكومات العرب والمسلمين هم الذين ساهموا في تدمير العراق منذو 1400 عام , ولولاهم أيضاً لما تم احتلال العراق من جديد في عام 2003 ؟
أليسُ هم من تسابقوا لتطبيق أمريكا فرض الحصار الضالم على ملايين العراقيين{من أطفال وأرامل وشيوخ وعجز ومعوقين} هل نسيتم ذالك ، يا لوساختكم وقباحتكم ؟
وهناك موضوع أخر أوسخ من الاثنين قلتم فيه
نسعى إلى إحداث تفعيل جذري لمنظمة التعاون الإسلامي أو تشكيل تجمع جديد للدول الاسلامية
حقاً أمركم غريب يا دعاة الثقافة المنافقين { تجمع دول إسلامية وين وطنبورة وين} ؟
؟
يا أخي الدول الاسلامية هي التي هدمت ودمرت العراق وحتى باقي الدول المتأسلمة ، هل سمعت بالدولة الصفوية وتدخلها السافر والمباشر في شؤون العراق ، هل قرأت عن الاحتلال الغاشم للاراضي العراقية من قبل الدولة العثمانية, ألم ترو ماذا فعلت عصابات الوهابية من قتل وتفجير وتدمير في العراق ؟
أتركونا نعيش ونهنئ بحياتنا وابقوا الدول
الاسلامية على تخلفهم وجهلهم واجرامهم لان الزمن عندهم قد توقف منذ زمن الرسالة ، فلا شيئ تغير في عقولهم التي لازالت مبرمجه على السلب والنهب والقتل والغزو والاغتصاب وشرب بول البعير ورضاعة الكبير وجهاد النكاح ، 14 قرناً مر وعقارب ساعات تخلفهم لازالت تراوح مكانها ، فلا العلم نفع معهم ولا التقدم والتطور ولا الثقافه والابداع غدا فيهم ؟
فهل من زال يؤمن بفتاوى ابن تيميه وصحيح مسلم والبخاري وغيرهم أنها صالحة لكل زمان ومكان له عقل ، اليست كل الجرائم والفضائع التي مرت بها اوطاننا منذ ظهور الاسلام قد إقترفت بأسمه ، ولم تنتهي مدة صلاحيتها عند الارهابين والتكفريين والمتشددين الاسلاميين
فتأريخ هـولاء لم يزل أسوداً لليوم ولا داعي للتذكير بالمأسي ، منذ ابو بكر الصديق وحروب الرده والخوارج والاموين والعباسين والفاطمين ووامعتصماه وواسلاماه الى عصرنا الحالي ؟
فالوهابيه هي شريعتهم ويتحكمون برسالتها, وسيد قطب وحسن البنا والخوميني هما منظرينهم وصولا الى طالبان والقاعده وابن لادن والظواهري وعصائب الحق وحزب الله وجيش المهدي وجبهة النصره والاحزاب الاسلامية والاخونجية والسلفية واخواتها العاهرات وانتهاء بالقاعدة والنصرة وداعش وما يليهم ، فارثهم الدموي غدى في جيناتهم ؟
ختاماً
لا حلول عملية ومنطقية الا بفصل الدين عن الدولة نهائيا ، فهو الاتجاه الصحيح ولن يصح الا الصحيح ، وبتقبل الاخر في ضَل دولة علمانية أهدافها الحرية والعدالة والكرامة الانسانية “حقوق الانسان” والمساواة بين الرجل والمرأة في كل الحقوق ؟
الاديان والعقائد والملالي والشيوخ المسلمين والقسس والبطاركة المسيحين وغيرهم أماكنهم دور العباده فقط ، وليبقى الانسان العراقي أغلى وأهم ما نملك ؟
أخوكم
المهندس جوني سركون جاكوب
سان دياكو- كليفورنيا