رسالة الى قادة الالوية الاسلامية المسلحة في سوريا: كلنا نفضل الاقتصاد الإسلامي … ولكن؟

السادة  قادة الالوية الاسلامية المسلحة المقاتلة في سوريا

تحية وبعد..

نحن نعرف بأن هدفكم هو بناء دولة اسلامية على ارض وطننا سوريا الحبيبة, وهذا الهدف قد اخاف الداخل السوري والغرب الخارجي من ثورتنا من اجل الحرية والكرامة, مما اطال امد الثورة وأخر الانتصار الى اكثر من ثلاث سنوات, وضاعف عدد الضحايا واالدمار في البنية التحتبية والممتلكات, وأخر الاقصاد السوري عشرات السنين الى الوراء ..

ونحن نقول لكم بان سبب خوف الكثيرين  من اطياف المجتمع السوري من الدولة الاسلامية هو جهلهم بالدولة الاسلامية اي جهلهم  بالاقتصاد الاسلامي, والذي هو الافضل لأغلبية الناس ,لأن الدولة الاسلامية هي بالواقع الاقتصاد الاسلامي, كما نعرف الدول الغربية بانها الإقتصاد التنافسي الحر, والدول العربية بالإقتصاد الإحتكاري الفاشل, وبدون الاقتصاد الاسلامي لا يمكن ان تنجح اي دولة اسلامية,  وسبب فشل الدول الاسلامية في السودان والصومال وايران وطالبان الافغانية, وفي السعودية هو عدم وجود اقتصاد اسلامي لديهم, وسوف تفشل اي دولة تتدعي انها اسلامية من دون ان يكون لديها اقتصاد اسلامي,  والاقتصاد وحده هو الذي يعرف نوع الدولة فيما اذا كانت اسلامية او غير اسلامية, اما الامور الاخرى من صوم وصلاة وشرائع وفقه فهي تحصيل حاصل ويمكن تقبلها بسبب مرونتها وحملها لاوجه عديدة, وهي ايضاً  تقبل الاجتهاد الذي ليس له حدود,!!  ونحن نعيد و نؤكد لكم بأن أي محاولة لبناء دولة اسلامية من دون الاقتصاد الاسلامي ستفشل هذه الدولة وهذا هو سبب انهيار الدولة الاسلامية في العهد العباسي!

هذا من جهة,  ومن جهة اخرى ان سبب اصراركم على تبنى الدولة الاسلامية هو جهلكم أيضا بالاقتصاد الاسلامي فلو عرفتم الاقتصاد الاسلامي لما حاولتم أصلا  بناء اي دولة اسلامية من دون تأمين موارد الاقتصاد الاسلامي, وإلا سيكون مصير دولتكم الفشل, وستزيدون مآسي الشعب السوري الذي قد عانى الكثير, من عواقب فشل دولتكم الاسلامية.

لذلك نحن نربأ بكم ان تدخلوا شعبنا السوري الجريح  بمتاهة بناء دولة اسلامية من دون تأمين موارد الاقتصاد الاسلامي اولاً,  لانكم بذلك ستزيدوا من اوجاعه وآلامه, لذلك ارتأينا في هذه الرسالة أن نعرفكم بالاقتصاد الاسلامي وهو وحده الذي يضمن نجاح اي دولة اسلامية, وبدونه سيكون الفشل هو مصير اي دولة اسلامية كما التاريخ يعلمنا.

 أهم ركن من اركان الاقتصاد الاسلامي هو أن نغزي الأخرين من آجل الحصول على الغنائم كسبيل للعيش بدل من ان نعمل بالصناعة والزراعة والفكر والعلم, وذلك لكي تنهال علينا انهار  من الغنائم مما ينتجه الاخرون, اما نحن فكل ما علينا ان نقوم به هو: الصلاة والصوم وطاعة ولي الامر, ….. عمل بسيط وسهل….. وبالقيام بهذا العمل السهل والبسيط نضمن الدنيا عن طريق الغنائم, ونضمن الآخرة ايضاً والجنة وغلمانها وحورياتها؟…..فأي مجنون يرفض الدولة الاسلامية بهذا الاقتصاد الاسلامي؟

لقد كان من اهم اسباب نجاح الدولة الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب هو الاقتصاد الاسلامي,  واحد اهم موارده  كانت مصر البقرة الحلوب, الذي اراد عمر بن الخطاب ان يحصل على حليبها بينما طلب من عمر بن العاص ان يمسك بقرنيها؟ ومن دون مصر البقرة الحلوب التي كان يعمل اهلها بالصناعة والزراعة وتربية المواشي ليقدموا ثمرة تعبهم الى إقتصاد الدولة الاسلامية  لم ينجح الاقتصاد الاسلامي ولكانت فشلت الدولة الاسلامية بعهد عمر بن الخطاب.

لقد كانت اخر دولة اسلامية ناجحة مع اقتصاد اسلامي ناجح هي االخلافة العباسية بعهد هارون الرشيد وهو الذي قال للغيمة: اذهبي حيث شئت فسيأتيني خراجك ولو بعد حين….! واذا فتحنا دفاتر الحسابات في مختلف الدول الاسلامية الناجحة منذ عهد الرسول حتى عهد هارون الرشيد فسنجد المفردات التالية؟

اولا: اطنان من المواد الزراعية والحيوانية دخلت الاقتصاد الاسلامي من خراج الدول المفتوحة.

ثانياُ أطنان من الذهب والفضة من عوائد الجزية على البلاد المفتوحة.

ثالثاً: الاف من الجواري والغلمان تم سبيهم في البلاد المفتوحة.

رابعاً: مختلف انواع الغنائم التي تم غنمها في الفتوحات

فهل يستطيع قادة الالوية الاسلامية غزو البلاد الغربية او اميركا وتركيعها لتدفع لنا الجزية والخراج والسبايا والغلمان لكي نبني الاقتصاد الاسلامي وبالتالي الدولة الاسلامية؟

اذا كنتم تستطيعون ذلك وتستطيعون تأمين الاقتصاد الاسلامي لنا,  فالكثيرين مستعدين ان ينضموا تحت لوائكم, فمن يمانع بان تكون لديه مثلا:  ابنة بيل كلينتون تشيلسي مع ابنة جورج دبليو بوش جينا مع الفاتنة المطربة مادونا وملكة الاغراء الليدي غاغا كجواري لديه؟ ألم نقل لكم بان الاقتصاد الاسلامي هو حلم للكثيرين؟

من هنا نستنتج بأن سعيكم الى بناء دولة اسلامية سيبوء بالفشل من دون الاقتصاد الاسلامي, ومن دون ان يكون لديكم مصادر وموارد الاقتصاد الاسلامي ستبوء دولتكم بالفشل, لان عماد اي دولة اسلامية وسبب نجاحها هو الاقتصاد الاسلامي ومن دونه اثبت التاريخ فشل الدولة الاسلامية في العهد العباسي, وفي السودان والصومال والسعودية وايران وطالبان, وكل ما ستفعلونه هو ان تدخلوا الشعب السوري بمتاهة الفشل مرة اخرى,…. ونحن نطلب منكم رحمة ورأفة بالشعب السوري وجراحه وآلامه أن تدعونا نبني الدولة العلمانية التي تعتمد على الاقتصاد التنافسي الحر والتي اثبتت نجاحها في كل دول العالم مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة واليابان على سبيل المثال لا الحصر, وعندما تصبحوا جاهزين وقادرين على تبني الاقتصاد الاسلامي فنحن جاهزون ان نسير ورائكم, أما الأن فالحق يقال فان جميع المسلمين وهم مليار ونصف مع كل قواتهم لا تستطيع ان تحرر شبر واحد من التافه المجرم بشار الاسد من دون مساعدة الولايات المتحدة الاميركية فما بالكم بتحقيق الاقتصاد الاسلامي؟؟؟

About طلال عبدالله الخوري

كاتب سوري مهتم بالحقوق المدنية للاقليات جعل من العلمانية, وحقوق الانسان, وتبني الاقتصاد التنافسي الحر هدف له يريد تحقيقه بوطنه سوريا. مهتم أيضابالاقتصاد والسياسة والتاريخ. دكتوراة :الرياضيات والالغوريثمات للتعرف على المعلومات بالصور الطبية ماستر : بالبرمجيات وقواعد المعطيات باكلريوس : هندسة الكترونية
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.