بالامس صرحت في زيارة الى دائرة رعاية المرأة : ” ان الوفاء للعراق وللمجتمع لا يكون من خلال زيادة رواتب الرئاسات الثلاث واصحاب الدرجات الخاصة وانما بتخفيض هذه الرواتب وزيادة رواتب الشرائح المحتاجة والنساء بلا معيل وتركيز الاهتمام بهذه الشرائح المهمة في المجتمع “.
انت تعرف حاجة الشعب والفقراء، وتعرف انك تحكم افقر شعب في اغنى بلد في العالم وانت وحكومتك والبرلمان تتحكمون بخيرات منحها الله لشعب العراق ولكن للاسف استحوذ عليها الحكام في رئاسات الدولة الثلاث واعضاء البرلمان والوزراء وحيتان الكتل السياسية والاحزاب الاسلامية الحاكمة والمؤتلفة معها .
انت تطالب بتخفيض رواتب الرئاسات الثلاث شفويا – وارجو ان لا تكون لأغراض الدعاية -وانت على رأس السلطة التنفيذية في العراق وانت والحكومة من يكتب مسودة القوانين ويرفعها للبرلمان للتصويت عليها .
تطالب من خلال التصريحات التلفزيونية بدعم حقوق الفقراء والنساء الارامل والايتام ورفع مستواهم المعيشي وتسجيل المزيد من النساء في لجان الرعاية الاجتماعية .
فهل ترضى يا سيادة رئيس الحكومة ان يكون في العراق الغني اكثر من 400 الف امراءة بلا معيل وتعتاش على اعانة الحكومة بمئة الف دينار للمراءة وخمسة عشر الف للطفل ، هل هذه المبالغ تكفي اعاشة اسرة عيشة كريمة وتسد ايجار الدار ومصاريف الطعام والملبس والعلاج .
يا سيادة رئيس الوزراء فقراء الشعب لن يرتفع مستواهم المعاشي بالتصريحات الاعلامية والدعايات الرنانة بل باصدار القوانين والتشريعات التي تضمن كرامة المواطن وحقوقه وتنفيذها فورا.
تقولون نفط الشعب للشعب ، فهل انتفع الشعب من خيرات النفط الذي يدر المليارات من الدولارات سنويا ؟ ام تذهب الى جيوب حيتان الدولة الكبار؟
القوانين التي يستفيد منها حيتان الدولة الكبار تصدر في يوم وليلة مثل قانون تقاعد الرئاسات واعضاء البرلمان ، سيتقاضون رواتب تقاعدية بمبالغ فلكية على خدمة تتراوح بين بضعة شهور واربع سنين بينما العامل والموضف الذي يكد ويعرق ويشقى طيلة خمسة وعشرين سنة الى ثلاثين سنة لن يتقاضى اكثر من 400 الف دينار.
وزير الخارجية هوشيار زيباري رفع دعوى للقضاء ضد تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث والوزراء ونظرت فيها المحكمة المختصة بسرعة البرق وكسبها لصالح الحيتان الكبار، بينما قانون التقاعد الذي يطالب برفع رواتب المتقاعدين المحرومين يرقد بسلام في ادراج مكاتب مجلس الوزراء تارة ومكاتب مجلس شورى الدولة بين شد وجذب لتمرير غايات سياسية معينة ضد مصلحة المتقاعدين .
ان كنت صادقا يا دولة رئيس الوزراء في دعواك لرعاية الفقراء والارامل والايتام والمتقاعدين فهؤلاء لا يحتاجوا منك تصريحات تلفزيونية ودعاية شخصية بل تشريع قوانين وتنفيذها فوراً ، فالتصريحات لن تشبع فقيرا جائعا ولن تكسي يتيما عريانا ، ولاتسد ايجار دار لمتقاعد عاجز عن العمل بعد ان افنى زهرة شبابه في خدمة بلده .
يا رئيس الوزراء العراق اهتم بفقراء شعبك ومتقاعديهم وايتامهم واراملهم ليرحمك الله في وقت الضيق وسيذكرها لك الفقراء بالخير. فاليوم لك والغد لغيرك ، وان دام العز لغيرك امس ما وصلك اليوم . فاترك لك ذكرى حميدة بين فقراء شعبك الذين يذكرون دائما راعي فقراء العراق الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم بكل خير ويترحمون عليه .
هل ستتحول تصريحاتكم الى قوانين ام ستبقى كلاما للدعاية الشخصية فقط ؟