رسالة إلى فضيلة القس:إيميل حداد(سفراء السلام)

صديقي القس إيميل حداد مؤسس سفراء السلام.تحية طيبة وبعد:peace
يجب أن نسعى أولا إلى إعلان القدس عاصمة للسلام العالمي, وجعلها مثلا ومحجا لكل من أراد أن يرى السلام العالمي بين الشعوب كافة, يجب على المسلمين أن يتنازلوا قليلا وعلى اليهود أيضا أن يتنازلوا قليلا من أجل تحقيق السلام العالمي الذي نحلم به على أرض الواقع ,فالقدس ليست لك وحدك وليست لنا وحدنا, القدس للجميع,والمسجد الأقصى للجميع, لليهود وللمسلمين, ولدعاة السلام من شتى المذاهب والأفكار والديانات يجب أن نسعى إلى تحقيق السلام العالمي بين المذاهب والأفكار والديانات والفلسفات ليس من خلال القلم وحده أو الصلاة وحدها, بل من خلال دخول المسجد الأقصى بالرايات البيضاء,ولا أدري ما المانع من اقتسام المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود؟طالما أن الكل يدعي أنه له ومعه أدلة تثبت ملكيته له…؟ويجب أن نحقق السلام من خلال تطوير الصناعات ودفع جزء كبيرٍ من أرباحها لمساعدة أصحاب المذاهب الذين يعانون من الفقر المدقع, فجيوب الفقر تزداد يوما بعد يوم والجوع فعلا (أبو الكفار) يجب أن نحقق السلام من خلال الزراعة والتجارة أيضا, ومن خلال خلق فرص إدماج المسلمين مع اليهود ومع المسلمين من خلال فرص العمل ليتقاربوا مع بعضهم البعض من خلال تحقيق ثقافة التواصل الاجتماعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية والتي تقع أيضا على أرض الواقع كمؤسسات المجتمع المدني أو ما يطلق عليه أسم(قطاعات الدولة غير الحكومية) مثل الأندية والجمعيات والصالونات الثقافية, ويجب أن تزول من على ألسنة الناس كلمات مثل: الدم القتل,قطع الأيدي,قطع الرؤوس, الضالين, المغضوب عليهم,لن يتحقق السلام في الدول العربية والإسلامية بمعزلٍ عن إسرائيل أو بعبارة أوضح بمعزلٍ عن حل قضية المسجد الأقصى قبل معضلة أو مشكلة القضية الفلسطينية, يجب أن يتطور خطاب السلام هو ومنهجيته وعدم الخجل في البت والخوض في مسألة المسجد الأقصى هذا المسجد الذي من المفترض فيه أن يكون أجمل بيت عبادة على وجه الأرض, وطالما أن الدين يدعو إلى المحبة والسلام فكيف بأصحاب الديانات يمارسون القتل وسياسة تغييب الآخرين أو قتلهم نهائيا.

يا صديقي طالما هنالك تغييب للوعي وللثقافة التي تُعَلِمُ الناس على احترام حرية التدين,فنحن لا نريد إزالة الأديان من على وجه الأرض , ولا نريد إبادة اليهود ولا تعميق ثقافة كراهية الجنس السامي لأننا ضد الفكر النازي مهما كان هذا الفكر إسلاميا أو ألمانيا وإنما نريد توجيه الأديان من أجل خدمة الإنسان فقط لا غير واحترام السامية وحمايته من نفسه أولا قبل أن نحميه من الآخرين , فالإنسان المتدينُ الجاهل عدو نفسه وقاعدة الجهل تتسع كما تتسع قاعدة المعرفة.

يجب أن نعمل من أجل السلام وتزيين المسجد الأقصى باليهود وبالمسلمين وحب الآخرين وتعميق ثقافة حرية الاعتقاد والتدين شريطة عدم توجيه واستغلال الدين من أجل ضرب الدين الآخر, نحن هنا نعاني من ثقافة الكراهية والحقد المنتشرة بين الناس وخصوصا في المناهج التربوية التي تحتاج إلى كثير من التعديل والتطوير المنهجي..السلام يجب أن يكون بين المجتمعات والأفراد والدول وليس بين العقائد كعقيدة لأن معظم أصحاب العقائد متعصبون لأرائهم الدينية والفكرية والسياسية, وهنا مربط الفرس لأن هذه أو تلك العقائد بحاجة إلى إعادة نظر وبحاجة إلى إعادة تطوير فجل تلك العقائد فيها الكثير من الكراهية لأصحاب الديانات والمذاهب الأخرى, ولا يسلم أي طرف من الأذى الذي يصل منها إلى الناس.

أتفق معك في هذا الجانب, فنحن هنا مختلفون عقائديا حتى مع بعضنا البعض ,ففي الثقافة والفكر والديانة الإسلامية الكثير من الكراهية لبعضهم البعض فهذا المذهب يختلف مع ذاك المذهب وهذه الديانة تختلف مع تلك الديانة والمشكلة أن كل مذهب يرى نفسه بأنه هو الأصح وهو الصحيح وهو الذي يقف على حق وعلى قدمين ثابتتين وغيره ضال وكافر وخارج عن المِلة, ويقف على قدمٍ واحدة وهذه بجد مشكلة كبيرة جدا , ولن يتحقق السلام المنشود طالما أن المسجد الأقصى معزول عن بحث قضيته , أنظر إلى اليهود والفلسطينيين في الولايات المتحدة وأوروبا تجد بينهم صداقة كبيرة جدا ومحبة كبيرة لبعضهم عند الأغلبية منهم, فمدينة نيويورك أو لندن أو باريس تجمع المحبة بين اليهودي والمسيحي وهي مدن علمانية فكيف أو لماذا لا تجمع مدينة القدس هذا الوئام بين الشعبين المسلم واليهودي؟ أليس من الأحرى والأولى بمدينة القدس أن تكون عاصمة السلام العالمي ؟أليست هي أولى من نيويورك أو باريس أو لندن أو واشنطون؟أصحاب المذاهب مختلفون مع بعضهم لذا يجب الدعوة إلى خلق فرص تقارب بين أفراد تلك الجماعات للاستفادة من بعضهم البعض على أرض الواقع وبهذا تذهب العداوة والبغضاء من نفوسهم جميعا وأكاد أجزم إذا لم نتخذ الاحتياطات الواجبة بأن هنالك شرارة حرب ستشتعل بين كل أصحاب المذاهب المختلفة من أصل ديانة واحدة,وقد حدث هذا في سوريا والعراق حاليا,وسيستمر هذا الشر إذا لم يتحقق السلام العالمي الذي يشمل كل المذاهب والأفكار والعقائد , وإعادة كتابة وتطوير المناهج المدرسية التي تربي الأجيال القادمة حاليا على ارتكاب العنف بل أيضا تقديس الإرهاب وجعله الطريق الوحيدة إلى الجنة, لذا وجب علينا تثقيف الفرد بأهمية احترام الرأي الآخر, فطالما هنالك قمع للناس وأحكام عرفية وديكتاتورية طالما كان من الصعوبة بمكان تحقيق العدل والسلام بين شعوب الأرض, أضف إلى ذلك أن هنالك مشكلتين أساسيتين بين الديانتين الإسلامية واليهودية, فهذان الدينان متطرفان قولا وعملا والكل يتربص بالآخر, ثم أنظر حولك يا سيدي ماذا يجري وانظر حولك إلى مدينة القدس, أليس من اللائق-كما كتبتُ سابقا- أن تكون القدس أجمل مدينة في العالم يأتيها الزوار والسياح من مختلف دول العالم ليتطلعوا إلى الحضارة وإلى المحبة والسلام!!!!!! أليس من الحري بنا أن نجعل القدس أجمل من سويسرى؟؟؟؟لماذا لا يعيش المسلم والمسيحي واليهودي في القدس كما يعيشون في سويسرى؟القدس يا سيدي مهبطٌ لثلاث ديانات عريقة وهي أم الديانات السماوية الثلاث ومن اللائق أن تكون القدس أجمل مدينة في العالم برعاية شيوخ وقساوسة وكهنة الديانات الثلاث ولكن للأسف القدس هي أسوأ مدينة في العالم حاليا بسبب غياب الثقافة والوعي فمعظم من يقطنون فيها متطرفون لأبعد الحدود والكل يتنازع عليها والعالم كله اليوم ينظر ويترقب لأعداد القتلى والجرحى الذين يسقطون كل يوم جراء التنازع بين المسلمين واليهود على المسجد الأقصى, أعتقد أن غياب الوعي والثقافة عند المسلمين خصوصا هو الذي يشعل نار الفتنة الطائفية,فيجب أن يعرف المسلمون بأن المسجد الأقصى مبني على أنقاض الهيكل,وهذه خطوة جريئة جدا جدا جدا وبحاجة إلى تجنيد أو توجيه كبرى الأقلام الثقافية من مختلف الديانات لإقناع المسلمين المسجد الأقصى حقٌ لليهود كما هو حقٌ للمسلمين يجب أن يمارسوا فيه(اليهود والمسلمون) عبادتهم وشعائرهم الدينية يجب اقتسام المسجد الأقصى مع اليهود أو بين اليهود والمسلمين ولا نريد طرد فئة منه على حساب فئةٍ أخرى وهذا مجرد اقتراح يجب العمل على أساسه, المسجد الأقصى هو العقبة الوحيدة التي تقف ضد السلام المنشود لنا جميعا, وحين يتقبل المسلم وجود اليهودي في المسجد الأقصى فهذه خطوة رائدة في عالم السلام,وحين يتقبل اليهودي المسلم في المسجد الأقصى فهذه أيضا مثل تلك,حاليا لا أحد يقبل بأن يتقبل الآخر,يجب أن نزيل هذه العقبة, ولك مني كل المحبة والسلام آملا أن ألقاك قريبا من أجل تحقيق السلام بين كبرى الديانات والمذاهب الدينية.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.