رد على مقالة للدكتور محمد حبش حول من يدخل الجنة

رد على مقالة للدكتور محمد حبش حول من يدخل الجنةWarInHeave
تحريف العقيدة ( الجنة والنار )
مع صراع الحضارات و تجاذبات العقائد و الاديان تبرز بعض الافكار القديمة الجديدة لتسوق فكرا يبدو في مظهره الخارجي انه حداثي متنور يحمل اوجه انسانية ويسعى الى التأخي بين الشعوب والاديان ولكن جوهره هو حرف العقيدة وبدعة فكرية ما انزل بها الله من سلطان
الاسلام جاء واضحا كفلق الصبح والقران كتاب الله قال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ(*) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ( صدق الله العظيم ) والسنة المحمدية ما كان صاحبها لينطق عن الهوى قال تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا(صدق الله العظيم )
خرج الينا بابا الفاتيكان مؤخرا لينفي مفهوم الجنة و النار مخالفا ما ورد بالعهد القديم والجديد وليقدم تصورا اخلاقيا عن الجنة والنار يتماشى مع الفكر العلماني الذي بدء يحتل موقعا ملحوظا في الحضارة السائدة لعصرنا هذا
لم يعترض القساوسة والكهنه على ما اتى به بابا الفاتيكان ظل الله على الارض ولعل الاصل اوحى للظل بهذا المفهوم الجديد فنسخ ما ورد بالانجيل و التوارة من ذكر للجنة والنار وقدمها بصور كونية تتماشى مع العقل المجرد
ويبدو ان هذه الدعوة قد اعجبت الكثيرين فلقد القت عن كاهلهم مخافة الاخرة وان يعيش المرء دنياه كما يحلو له شريطه ان يكون صالحا و لايؤذي احدا
وتلقى بعض المفكرين الاسلاميين هذه الدعوة فوجدوا فيها سبيلا لتقديم الاسلام بصورة ترضي الغرب وتقدم الاسلام على انه دين حداثي قابل للتأقلم مع مجريات العصر و يحق لفقهائه الجدد ان ينسخوا من القران والسنة ما يطيب لهم من ايات الترهيب و الوعيد التي خص بها الله الكافرين والمشركين وتصوير الله انه سوبر ستار للرحمة والانسانية تجاه جميع خلقه مؤمنين كانوا او ملحدين و مشركين به
دعوة ذهبت ابعد من فرق المرجئة التي تعتقد ان البش يدخلون الجنة بمجرد ايمانهم بالله فقط حتى لو ارتكبوا المعاصي و لم يقوموا بالعبادات
لم يستطع هؤلاء المسلمون الجدد انكار الجنة والنار دفعه واحدة ولكنهم عمموا مفهوم الجنة فلم يعد مرتبطا بالعبادة و العمل الصالح بل اصبح يدخلها كل ذو عمل صالح سواء أكان مؤمنا او كافرا او ملحدا
فالعالم والطبيب و المخترع و المكتشف والفنانون ….وكل من قدم خدمة للانسانية يجب ان يدخل الجنة بغض النظر عن ايمانه سواء اكان مؤمنا او ملحدا او كافرا
كيف يمكن لله ان يعذب هؤلاء بالنار وهم اناس طيبون قدموا خدمات جليلة واسعدونا بانجازاتهم و جمال صورهم و اصواتهم اذن فالجنة ليس حكرا على الموحدين او المسلمين بل هي لكل المصلحين الاجتماعين و من احبهم الناس
وللنار مبدئيا للعصاة ومع ذلك ذهب البعض لتغير مفهوم النار كعقاب ابدي وكيف لله الرحيم ان يحرق رعيته التي خلقها ؟؟ هذا يتنافى مع صفة الرحمه حسب مفهومهم
الدكتور محمد حبش تناول هذا الموضوع وقال هل يعقل ان
يدخل هؤلاء المصلحون النار كامثال ابرهام لنكولن و مانديلا و مارتن لوثر كنغ و غاندي و جيفارا
انهم اشخاص قدموا للبشرية اعمال قيمة ولايعقل ان يكافئهم الله بادخالهم جهنم
سبحان الله نحن لا نشترط على الله من يدخل الجنة او النار ولكن سبحانه اوضح لنا في كتابه من هم اهل النار ومن اهل الجنة والقياس هنا ليس اشتراطا او ضربا بالغيب
هؤلاء السادة الافاضل وغيرهم من العلماء والمفكرين هل قاموا بتلك الانجازات ابتغاء وجه الله ؟ ام لقاء مال او شهرة او منصب او جاه ؟؟؟
اذا كانوا يبغون عرض الدنيا فلقد نالوه من تعظيم في الدنيا و تكريم لا حصر له ولكن هل قدموا للاخرة من عمل كي ينالوها ؟
سبحانه خلق الانس والجن ليعبدوه وهذا حق الخالق على المخلوق واما سنن حياته في الدنيا فهذه مكرمة من الله فضل بها الناس بعضهم على بعض
قال تعالى و ما خلقت الانس والجن الا ليعبدون
لم يخلقنا الله فقط لنعيش و نعمر الارض و نخترع و نبتكر فهو غني عن العالمين ولكن لعبادته ايضا
وليبلوكم اياكم احسن عملا
فالجنة للمتقين قال تعالى
وأزلفت الجنة للمتقين ولم يقل للمصلحين المخترعين ولو لم يؤمنوا بي
والله حدد من وعد من خلقه بالجنة فقال
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون
وكيف تصبح الجنة مشاعا للمؤمن وغير المؤمن والله حرمها عليهم اذ قال
وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ
اما من انكر الاخرة فنذكره بقول الله
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ
ان محاولة البعض تقديم الاسلام بطريقة ترضي الغرب عن طريق القفز فوق الحقائق واغفال نصوص القران و السنة النبوية وما اجمع عليه فقهاء المسلمين هي بدع فكرية تدفع صاحبها لاستباطات و تأويلات باطلة ولن يحصد منها نفعا ولن يكسب بها ودا قال تعالى
وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ
فما بالك بالملحدين؟
أن الله رحيم بعباده ولكنه شديد العقاب قال تعالى
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
وان الاسلام دين سماحة مع العالمين شريطة عدم الاعتداء عليه ولكنه دين فيه غلظة على من يعتدي عليه و يحاول ان ينال منه

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.