سرسبيندار السندي
رغم أن موضوع مقالك هو { هل يصلح الدهر … ما أفسده ألإسلام } إلا أنني أرى أنك لم تركزي على ما أفسده الإسلام أو ماإذا كان بمقدور الدهر إصلاحه ، فذهبت بعيدا جدا عن جوهر تساءلك ، لأن ما أتى في موضوعك بعيد جدا عن فحوى هذا التساءل هذا ما رأيته بدليل تساءلات أدناه والتي شملت ليس فقط ألإسلام بل كل ألأديان ؟
المقدمـــة
بداية تحياتي لك ياسيدتي الغالية الدكتورة وفاء سلطان ، شاكرا لك ما طرحته من تساءلات والتي تثير حتى إجاباتها تساءلات وتساءلات تماما كمتوالية هندسية ، وحتى نصل بفكرنا الجبري لقانون يمكن من خلاله فقط حل هذه ألألغاز ، فإن عجز تلميذ ما عن حل تساءلاته عليه أن يلجا لمن هو أفهم منه كأستاذه مثلا ، وأبسط بديهية في علم الهندسة لماتكون س = ص ، إذا ص=س بالإستعاضة أينما وجدت في منطوق السؤال ، إذن لنأتي لتساءلاتكم وألإجابة عليها وهى من منظور شخصي بحت ؟
١: قلت ( هل الله موجود ، سؤال لا أحد يستطيع إثباته أو نفيه ، فالمسألة مسألة تسليم مطلق ) ؟
الجواب
ألله موجود وهذه قناعتي ، وفعلا لاأحد يستطيع إثبات وجود ألله مالم يفتح ألله نفسه بصر وبصيرة السائل وبإتصال شخصي معه ، ولإثبات وجود ألله لابد من ضواهر تدركه ولو بعض الحواس البشرية كالسمع أو الرؤى ؟
٢: قلت ( … فإذا كان لا بد من وجود خالق لهذا الكونفلا بد من وجود خالق لهذا الخالق ، وإلاّ لماذا نقبل فكرة بأن الله خلق ذاته ولا نقبل بأن الكون خلق ذاته ) ؟
الجواب
أيضا تساءل معقول ، إن خالق هذا الخالق ياسيدتي هو ألله ، حيث ذكر الكتاب المقدس { فوق العالي عالي وفوق العالي عالي يلاحظ ويراقب } وهو القيمة المطلقة التي ذكرتيها ، ثم لاعلة من دون معلول ، فمثلما لايستطيع العلم لليوم سبر نهايات الكون وتحديد نهاياته الذي يتسع كدوائر المياه التي تنتهي إلى ما لانهاية ، ومثلما لايستطيع المجيب إقناعك بوجوده ، كذالك أنت لاتستطيعين نفي وجوده وهذا ما ذكرته أنت أيضا ، وفعلا تبقى المسألة قناعات ، والخطورة ليست فيها بقدر فرضها بالتهديد والوعيد والقتل ؟
ولكن السؤال المهم هنا ، ماذا لو مات ألإنسان وتفاجأ بوجوده وهو القائل { ماذا ينتفع ألإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه } ؟
إذا من يقامر بنفيه لايلوم إلا نفسه وذنبه على جنبه كما يقول المثل ، ثم لايمكن نفى شئ أصلا غير موجود ، لأن نفي النفي إثبات وهذه من أبسط البديهيات ؟
٣: قلت ( لو إفترضت جدلا بأن الله موجود فمن هو هذا ألله ، وما هي صفاته ؟
الجواب
تعريف ألله يختلف من دين لأخر وهذه حقيقة كتابية ثابتة في كل ألأديان ، بالرغم من وجود صفات مشتركة في غالبيتها ولكن ليس كلها ، فمثلا من صفات ألله في المسيحية طاهر وقدوس ومحبته أزليه لاتفنى ، حيث ونحن بعد خطاة إفتدانا المسيح بدمه الكريم لكي لايهلك من يؤمن به بل تكون له الحياة ألأبدية وهو لايغصب أحد لأتباعه ، ليس كما في ألإسلام حيث من صفاة إلله أنه غدار ومكار ولايأمن مكره وشره حتى العبد المؤمن بدليل ألأحاديث والقرأن ، كما أنه فاسق ويشجع الفسق بدليل قوله ( إنكحو ما طاب لكم …. ألخ ، وبدليل جناته التي جعلها ماخور دعارة لمجرميه وجهاديهه والذي لايتبعه أوكل لنبيه وإليهم قتلهم بحد السيف والأيات والأحاديث كثيرة ؟
وهذا ليس صعب عليك إكتشافه وأنت الباحثة المجتهدة ، وكل دين لإلهه صفات فبالنسبة للمسيحية ألله عندها محبة مطلقة لكل البشر وليس فقط للمسيحيين لسبب بسيط لأنه خالقهم ، وهذا الفكر ليس موجود في الدين ألإسلامي ، وهو القائل ( ما جئت لأخدم بل لأخدم ولتكون لكم حياة أفضل ) وهو بالنسبة للمسيحيين هو ألله الحال في جسد السيد المسيح ، وهو القائل أيضا ( أنا هو ) في الكثير من المرات والأيات والتي تعني بالمفهوم اليهودي ( أنا يهوة أي أنا ألله ) ، وهو الذي كان يجول ويصنع خيرا بأيات وعجائب كثيرة وبقدرة كلمته حيث كان يقول للمقعد أو المشلول أتريد أن تشفى ، فيقول له ( قم وأمشي إيمانك خلصك ) ولم يقل لنصلي إلى ألله حتى يشفيك وهو القائل إيضا( من يؤمن بي .. لا أتركه خارجا ) ؟
٤: قلت ( من خلال إطلاعاتي على الكثير من ديانات الأرض وثقافاتها وشعوبها توصلت الى قناعة ألا وهي مهما اختلفت تلك الديانات والثقافات والشعوب يظلّ يجمعها عاملمشترك وهو إيمانها بأن الله هو الكمال المطلق ؟
الجواب
ليست كل الديانات ، حيث هناك ديانات تعبد عشرات ألألهه ومنها مايستنسخ بعضه في مخلوقاته كما في الهند مثلا ، والإله المطلق بالنسبة للمسيحية هو مطلق في حبه لكل البشر ، بدليل أنه يشرق شمسه على ألأخيار وألأشرار ، ومطلق في قداسته بدليل كره للخطيئة وليس الخاطي ؟
٥: قلت ( ألله هو الكمال المطلق لدى الجميع على وجه التقريب ، ولكن لا احد يتفق مع الآخر في مفهومه للكمال المطلق ، والكلّ متفقون علىأن الشيطان هو الشرّ المطلق، لكنهم أيضا مختلفون في مفهومهم للشرّ المطلق؟
الجواب
نعم ألله هو الكمال المطلق ، وهذا حسب الفهم البشري لأنه يخصهم أولا وأخيرا وهو مقياسهم الذي إستنتجوه ليس من فراغ بل حسب كتبهم فمثلا في المسيحية يقول ألله ( أنا البداية والنهاية ، أنا ألأول وألأخر ، أنا ألألف والياء ) فمن يستطيع أن يحصر مابين البداية والنهاية ، أو مابين ألأول والأخر ، وكتشبيه وهو الذي لايشبه يبقى ألله حسب هذا الفهم كزوق جوال على سطح المياه مهما علت المياه فسيبقى ألله دائما هو ألأعلى ؟
أما بالنسبة للشيطان فلربما شره مطلق حسب أديان أخرى وليس حسب مفهوم المسيحية ، فلو كان شر الشيطان مطلق لما ترك أحدا في الوجود صاحيا إلا وصرعه ، أو شريفا إلا ودنسه ولوثه ؟
٦: قلت ( يتجاوز مفهوم الكمال المطلق أو الشر المطلق قدرة العقل البشري على إستيعابه، عندما نقول كلمة مطلق نعني اللامحدود ، ومحدودية العقل البشري تجعله قاصرا علىإستيعاب أي مطلق ؟
الجواب :
تساءل منطقي وقد أجبتي بنفسك على التساءل ، إذن منطقيا كيف لمحدود أن يفهم الغير المحدود ؟
٧: قلت ( لم يصل الله في أي دين من الأديان حدّ الكمالالمطلق ، فالاديان بشكل أو بآخر، حطّت من كمالية الله عندما نسبت إليه من الصفات والأفعال ما ينتقص من تلك الكمالية ، لم أرى الله في أي دين من الأديان إلاّ دون مستوى حدّ الكمال المطلق ؟
الجواب :
ها إنك تقرين بوجود ألله وبرؤيته من دون أن تدركي ذالك ، ومن ثم تضعين لله مستوى تعتقدينه أت أسمى مما لدى ألأديان ألأخرى ، والسؤال ماهو في إعتقادك هذا المستوى الذي إنحط ألله منه وإليه ، لأن ما ذكرته ليس صحيحا في كل ألأديان بل في بعضها فقط ، وهى فعلا حطت ليس فقط من مستوى ألله بل أيضا حطت من مستوى البشر ، وهى فعلا نسبت إليه شرا وفسقا وباطلا حاشا أن يكون ذالك فيه ؟
وحتى ألتقيك في تكملة بقية تساءلاتك
لكل مقال مقام ؟