أيهالحكام العرب و تركيا و ايران و باقي الأنظمة القمعية.
 بدأت و منذ منتصف التسعينيات انتشار الهواتف الآلية المتحركة و اللاسلكية
 حيث تم وصلها بالهواتف السلكية و أبراج الإشارة و المحطات التقنية الأخرى من البنى التحتية و التي كلّفت تلك الدول على مدى سنوات ( و كتحصيل حاصل كلّفت تلك الشعوب ) بلايين الدولارات و عندما تم وصلها بالهواتف النقالة ، أغلب هؤلاء الحكام وجدوا هنالك لقمة بل وجبة دهنية سائغة طازجة و دائمة تتجدّد شهريّاً و عوضاً عن توسيع دائرة خدمات الهواتف و ضم الهواتف النقالة الى خدمتها، و بالتالي ردف مردودها إلى خزينة الدولة، لدعم الدخل القومي لكل بلد بزيادة بالايرادات .
 فقد شمّر الحكام و ذويهم عن اياديهم و احياناً تحت اسماء لشركات وهمية ليكون لهم ذلك المدخول الهائل من الايرادات و التي لا تنضب .
 فقد تم فصل الخدمة عن قطاع الدولة و حصرها بالقطاع الخاص و ذاك القطاع كان بشكل أساسي مسيطر عليه من قبل الحكام و عائلاتهم و بعض أقربائهم و الأصدقاء و المقرّبين و
 هو عمليا ليس إلا سرقة علنية للخزينة في تلك الدول و إن أتى تحت حماية قانونية هشّة.
 و بذلك فقد تم استغلال القطاع الخاص بشكل واضح لمآرب شخصية ضيقة مما أعطى نظرية
 ( اقتصاد السوق ) السمعة الخاطئة بسبب سوء تطبيقها.
 فحتى تسعينيات القرن الماضي ، كان امتلاك هاتف سلكي أشبه بالحلم حيث بعد الاكتتاب و التسجيل كان هنالك أكثر من عشر سنوات انتظار.
 و مع سماح دخول الهواتف اللاسلكية المتحركة ووصلها بالابراج و البنى التحتية للدولة و من ثم الترخيص لشركات خاصة مرتبطة بالحكام بشكل أو بآخر، بدأت تلك الشركات تروّج ، تنشر و تبيع الهواتف المتحركة و يتم الاكتتاب و شراء الهواتف بعقود بسرعة البرق ، و كان أمر أقرب إلى السحر واستقبلت تلك الشعوب ظاهرة الهواتف النقالة بكل شغف و نهم فانتشرت بسرعة كالنار في الهشيم و حققت أرباحاً خيالية و هي أرباح متجددة كل شهر و ظل الأمر هادئاً لسنوات في تلك المجتمعات و االشعوب المحبطة سياسياً و فكرياً و التي ولد فيها جيل جديد محطم و مهزوم
 محجوب عن حريات الرأي و حقوق التعبير .
 فقد وجدت تلك الشركات نافذة سحرية تدر الأرباح الشهرية بينما وجدت فيها الشعوب نافذة للضوء و وسيلة للخروج من الظلام الفكري و الاستبداد السياسي باعتبارها وسيلة للكلام و التعبير.
 لم يكن أحد يتوقع أن تلك النافذة بالفعل سحرية و سوف تتحول إلى منبر خطابي هائل فعّال
 يلفُّ الكرة الأرضية..
 في أيام الحراك السياسي في تلك الدول و عند نشر بيان ينتقد النظام و يطالب بإصلاحات ، كان يتم طباعة مئة أو مئتي نسخة من (منشور) و من ثم يقوم النشطاء بالمخاطرة بتوزيع المناشير أثناء الليل على البيوت .
 أما اليوم فقد تطوّرت تلك المناشير السياسية لتصبح ألكترونية فيمكن لأي مواطن أن يكتب رأيه
 و من ثم ينشره بملايين النسخ و خلال ثوان ليصل كل بقاع الأرض و هو يرتشف قهوته على طاولة المطبخ ببيته.
 لقد تطور الهاتف النقال ليصبح جهاز تواصل رئيسي، و من سخرية القدر أن يكون شاب صغير يهودي وراء ذلك التطوير و لو جاء ذلك بالصدفة بإنشاءه شبكة تواصل لطلاب جامعة هارڤرد و إذ بها تنتشر في كلّ بقاع الأرض و تدخل كل المجتمعات و بنفس الوقت تطوّرت الأجهزة الهاتفية لتصبح آلة كاتبة و صحيفة محلية و كاميرا شخصية ووسيلة للتواصل و التعبير و حافظَت على امكانية اجراء مكالمة هاتفية و التي أصبحت أمراً هامشياً بالمقارنة مع الميّزات الأُخرى.
 و هذا ما ساهم في تطوّر المواطن السريع فقد وجد بالهاتف حريته المسلوبة و تحوّل كل شخص
 يملك هاتفاً نقالاً إلى مفكّر و صحفي و مصوّر و حتى محلِّل سياسي .
 لقد وجدت تلك الشعوب بتطوير تلك الهواتف متنفساً لحرية التعبير و التواصل و ذاك ما كانت
 تتوق له ، و لو أن تلك الأنظمة ( بسبب العقلية القمعية الاستبدادية ) كانت ستعرف بأن تلك الهواتف النقالة ستتطور بتلك السرعة و يدخل عليها كل تلك التقنيات لكانت منعتها و حظّرت استخدامها و غناها الله عن تلك الايرادات ، لكنها قد جلبت ( الدب إلى كرمها ) بيدها .
 من أول مباديء حقوق الإنسان هو حق التعبير و حق التجمع السلمي و هما الأمران المحرّمان
 في تلك الأنظمة تحت طائلة الاعتقال و التعذيب حتى الموت .
 على تلك الأنظمة التعامل مع الواقع الجديد الذي فرض نفسه من خلال الانفتاح على الشعوب
 و عودة المواطن من غربته الفكرية و السياسية و مشاركته في رسم حياة و مستقبل بلده و ممارسته لحقوقه المدنية و الإنسانية و هو ما سيحصل بطريقة أو بأخرى و لذا يجب أن يتم الانتقال بأهدأ الأساليب و أقل الخسائر .
 فذاك المارد السحري الذي جلبته تلك الأنظمة و استغلّته والذي على مدى أكثر من عشر سنوات كان يحوّل الكلام الأثير ذهباً ، تحوّل و تبدّل و صار له تفكيره و نزواته فهو لا يأخذ أوامر من تلك الأنظمة، يرفض الانصياع ، لقد كَبُر و تضخّم و ملأ المكان و لا يمكن ارجاعه لتلك القارورة.
- 			
- بحث موقع مفكر حر
- 
أحدث المقالات 
- 
- كشف الغرب لدجل أردوغانبقلم طلال عبدالله الخوري
- لفهم حرب #التعريفات_الجمركية التي يشنها #ترامببقلم طلال عبدالله الخوري
- #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامربقلم زياد الصوفي
- ** هَل سيفعلها الرئيس #ترامب … ويحرر #العراق من قبضة #نظام_الملالي **بقلم سرسبيندار السندي
- ** ما علاقة حبوب الكبتاغون … بانتصارات نعيم قاسم وحزبه **بقلم سرسبيندار السندي
- **  فوز عون وسلام … صفعة أخرى لمحور المتعة والكبتاغون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل جحيم كاليفورنيا … عقاب رباني وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
 
- كشف الغرب لدجل أردوغان
- أحدث التعليقات- ريان on شاهد فتاة تلمس 100 شاب من اعضائهم التناسلية ماهي ردة فعلهم
- س . السندي on كشف الغرب لدجل أردوغان
- مصطفى on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- الامام الخميني on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- Fuck on فكر حر (١٠).. عشر نكات إسلاميّة تثير الشفقة قبل الضحك والسخرية
- لقمان منصور on من يوميات إمرأة حلبجية
- سوري صميم on فضح شخصية الشبيح نارام سرجون
- سيف on ألحلول المؤجلة و المؤدلجة للدولار :
- bouchaib on شاهد كيف رقصت رئيسة كرواتيا مع منتخب بلادها بعد اخراجهم فريق المجرم بوتين
- Saleh on شاهد كيف يحاول اغتصابها و هي تصرخ: ما عندكش اخت
- س . السندي on #زياد_الصوفي يفتح ملف #سامر_فوز لمن يهمه الامر
- س . السندي on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- تنثن on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- Hdsh b on الايمان المسيحي وصناعة النبؤات من العهد القديم!
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
 
 
			