رح يستدعي منهون يقوموا بعشر حِجّات إضافية

assadhassonعلى أصوات زمامير سيارات العائدين من الحج من عشرين سنة ، حكالي والدي و بكل افتخار عن رحلة جدّو الشيخ عارف الصوفي مع بعض أصحابو من اللاذقية و على ظهور الجمال لزيارة الديار المقدسة و تأدية فريضة الحج..
و روالي عن مشاق هالرحلة ، و عن المدة اللي قضوها في مشوار الذهاب و العودة ، و عن مواجهة الموت بكل لحظة من عمر هالسفرة ، و عن حروق شمس الصباح و صقيع نسمات الليل، و عن الوسائل البسيطة اللي ابتدعوها اهل الحكمة بهديك الايام لمواجهة خطر لسع العقارب و سموم الأفاعي..
لذلك شرحلي من وين اجت تقاليد الاحتفال بعودة الحجاج من رحلة الموت ، و كيف انو لهالاسباب كانو الناس يزّينوا الشوارع و يفرشو الساحات بالزهور و الريحان احتفالاً بعودة الناس الى الحياة..
و بالعودة الى حجاج اليوم ، فتلات ساعات سفر بطيارة مكيفة ، و النزول في فنادق تتنافس بزيادة أعداد نجماتها سنة ورا سنة، و بالسعي على ارض رخامية مبرّدة، و برمي الجمرات باليد اليمين و أخذ السيلفي باليد اليسار..
و المفارقة انو بيرجعوا حجاج هالايام ليشوفوا نفس طقوس و احتفالات ايام زمان ، و نفس عادات الزينة و الابتهاج بحجاج زمن الشقاء..
حكيت هالمفارقة بعد ما سمعت اليوم عن مظاهرة للعلويين في طرطوس، و عن مطالبتهم باسقاط بشار الاسد..
اربع سنين و السنّة في سوريا عم يدفعوا دم ولادهون على طريق الوصول لإسقاط اصنام دمشق..
اربع سنين و السنّة في سوريا عم يشوفوا بيوتهم عم تتهدم فوق رؤوسهم و رؤوس اهاليهون و الهدف الوصول الى قمة قاسيون و ذبح الأضحية..
اربع سنين و السنّة في سوريا عم يتهجروا و ينزحوا و ينهانو و ينذلّو من القريب قبل الغريب ، و كلشي منشان يرموا الجمرات على ملك الأبالسة..
اربع سنين و السنّة في سوريا عم يختبروا البراميل و يتنشقوا الكيماوي و يشربوا من مية المطر ، و كلّو بهدف محو ذنوب صمتهون عن حرية وهبنا ياها الخالق و فرّطنا فيها..
بالمقابل ..
اربع سنين و العلويين عم يصفقوا للبراميل و يوزعوا الحلويات عن روح الكيماوي ، و عم يهتفوا لتهجير الناس و يحتفلوا بهدم بيوتهون ، و كلشي لحماية اصنام الشام ، و لدرء الجمرات عن حيط ابليس ..
رح يلتقوا حجاج آذار ٢٠١١ و حجاج أكتوبر ٢٠١٤ مع الأسف و بنفس اليوم في طريق العودة الى سوريا الحرة ..
رح نشارك حجّاج السيلفي بالحرية ما طالع بأيدنا شي ..
اما بموضوع الكرامة فهاد شي رح يستدعي منهون يقوموا بعشر حِجّات إضافية و تسعين عمرة و يختموا القران الكريم شي ألفين مرة ، و يا دوب يطلعو راس براس مع الكرامة..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.