لا أعتقد بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستتدخل لحماية الأردن من هجوم داعش, ولا أعتقد بأنها سترسل الفرقة ال81 المحمولة جوا إلى الأراضي الأردنية ,لا أعتقد بأنها ستتدخل إذا ما زحف قرابة 100ألف مجاهد من داعش على الحدود الأردنية, ولو كانت جادة في ضرب هذا التنظيم لَما تحرك الجيش الأردني بعدته وأعتاده إلى الحدود الأردنية العراقية وحمايتها من داعش, داعش قامت بالاستطلاع وأرسلت بعض الدوريات فقصفتها الطائرات الأردنية ولكن داعش بعد ذلك تحشد قواتها للهجوم بأكبر كمية من جنودها, والأردن وإسرائيل هم فقط من سيتضررون من هذا الاختراق للحدود ولكن ما هو السبب وما هو السيناريو المحتمل؟.
منذ نهاية حرب الخليج الأولى التي نتجت عن غزو العراق للكويت,منذ نهاية تلك الحرب وما زالت الولايات المتحدة الأمريكية تحاول فرض حلول سياسية على المشاكل الأكثر تعقيدا في المنطقة, مثل مشكلة الشيعة والأكراد والسنة وأيضا على رأس تلك المشاكل القضية الفلسطينية بكافة تفرعاتها وأهم تلك التفرعات مشكلة القدس, هل هي مثلا مدينة أم مكان مقدس يؤدي فيه المسلمون صلاتهم, طبعا الجانب الإسرائيلي له شروطه ودخل عملية السلام برعاية أمريكية وكذلك دخلت الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية أيضا تحت الرعاية الأمريكية, ولم تمض شهور على بدأ عملية السلام حتى تم اغتيال (إسحاق رابين) على يد متطرف يهودي هو(إيغيل عامير) وكانت مبررات إيغيل عامير بأن رابين انسحب من المعركة وجزاءه القتل, وأيضا هنا علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أنم مشكلات الشرق الأوسط كلها معقدة وكلها ذات طابع ديني , فهنالك أيضا جماعات إسلامية متطرفة ترفض السلام في البلدان العربية, وهنالك حلول تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تقنع فيها كل الأطراف وأهمها الأردن وإسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وحماس, ولكن الكل يريد أن يحل القضية الفلسطينية على حساب غيره, لذلك سئمت الولايات المتحدة الأمريكية من كثرة المبادرات ومن كثرة النهوض عن مائدة السلام والعودة إليها, فلجأت أخيرا إلى تشكيل العصابات الإسلامية المتطرفة ووجدت في تلك العصابات اليد القوية التي تستخدمها عن طريق دعمها من قبل رجال أعمال سعوديين وكويتيين إلخ..
وبالمناسبة أمريكيا والسعودية هم من يحتضنون مثل تلك الجماعات الإرهابية, وداعش أيضا والنصرة تنظيم أمريكي تهدف منه أمريكيا رسم خارطة جديدة للمنطقة وفرض حلول مدنية باستخدام القوة العسكرية من خلال استعمال سلاح لا يضر بالولايات المتحدة الأمريكية وكما يقول المثل الأردني(من دقنه سقيله) تريد أمريكيا مواجهة المنطقة الإسلامية من خلال الإسلام نفسه على عكس ما فعلته في العراق, وتريد أمريكيا هذا الخيار الأخير لتتخلص من مشاكل الشرق الأوسط برمتها الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد إرسال جنود لها على الأرض وإنما تريد استخدام الجنود العرب المسلمين, هنالك مثلا 12 شخصية عراقية نافذة في السوق ومن أبرزهم 6 أشخاص يعتبرون رجال أعمال كبار يدعمون داعش ويمولونها بالأموال,وهنالك 28 شخصية سعودية نافذة أيضا في السوق, وهنالك ما مجموعه 131 شخصية داعمة لتنظيم داعش, وكذلك سيطرت جبهة النصرة على آبار نفط سعودية فباعت النفط ومولت نفسها ب2 مليون دولار يوميا, وهنالك أشكال دعم مختلفة مثل: الحملة الإعلامية لتحسين صورة الجهاد وفوائد عودة الخلافة الإسلامية السنية,وإيقاظ الحماس الديني .
تريد أمريكيا أن تفرض الحلول المعقدة للمشاكل الأكثر تعقيدا من خلال استعمالها لداعش ولجبهة النصرة, والسعودية موعودة من جهة أمريكيا بأن تكون الحاكم للمنطقة تحت ما يسمى(الخلافة الإسلامية) تريد أن تعود الخلافة الإسلامية ولديها حلم طويل بهذا الخصوص وبأن يصبح حكام السعودية خلفاء لله على الأرض, على أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتفظ بهذا السيناريو من خلال تفعيل الطبخة الأخيرة والتجهيز لها, من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية أن إسرائيل متعنته والعرب متعنتون وتريد أن تفرض حلولها على الجميع وخصوصا الأردن وإسرائيل, وعلى فكرة ليس كما يقولون بأن داعش تنظيم أمريكي إسرائيلي, إنها تنظيم أمريكي سعودي , إنها تريد أن تضع حلال للمشاكل التي لم يستطع السلام حلها من خلال دب الفوضى في المنطقة بأكملها لتأتي في النهاية وتقول:أنا سأعيد ترتيب البيت من جديد, أنا أقضي لكم على داعش من خلال رسم خريطة جديدة للمنطقة, تريد دولة للأكراد كفاصل إقليمي بينها وبين الإمبراطورية السنية,وداعش ستؤدي مهمتها وسينتهي دورها ليأتي الدور الأمريكي, مرة أخرى تريد أمريكيا من هذه الجماعات ذات الفكر السلفي الجهادي أن تعوم المنطقة بالفوضى لتفرض حلولها على الجميع.