رؤية حول ما أطلق عليه تسمية مكونات سورية

omaralhabbal1- تعريف المجتمع يُعرف لغةً بأنه: كلمةٌ مشتقة من الفعل (جمع)، أي اجتماع الناس على شكل جماعة، ويُعرف اصطلاحاً، بأنه: مجموعة من الناس، يرتبطون معاً بالعادات، والتقاليد، والأحكام الأخلاقيّة، ويحترمون بعضهم البعض، ويشكّلون في الحي، أو القرية، أو المدينة التي يعيشون فيها جزءاً من أجزاء الحياة الاجتماعيّة، ويعرف المجتمع أيضاً بأنه: أفراد يجتمعون معاً، ويعيشون في مكان معين، وتربط بينهم مجموعة من الأفكار، التي تتعلّق بالعديد من مجالات الحياة السياسيّة، والاقتصاديّة، وغيرها، وأيضاً من الممكن تعريف المجتمع بأنه: جزءٌ من الواقع الاجتماعيّ المرتبط بمجموعة من الأفراد، في العائلة الواحدة، أو مكان العمل، أو المؤسسة التعليميّة، وغيرها، ويوجد بينهم قاسمٌ مشتركٌ يعتمد على المكان أي المجتمع المصغّر الذي يعيشون فيه. مكوّنات المجتمع
مكوّنات المجتمع يتكون المجتمع من العديد من العناصر، وأهمها: 2-
– الأفراد: هم العنصر الفعال في المجتمع، والذين يعملون على بنائه، وتصميمه بالطريقة التي تناسبهم، وتساعدهم على العيش فيه، والحصول على التعليم، والبحث عن عمل مناسب ضمنه، أو بالاستعانة بمجتمعات أخرى. – المؤسسات: هي جزء من المباني الموجودة في المجتمع، والتي يوجد فيها مجموعة من الأفراد المتخصصين في المجال الذي تنتمي إليه كل مؤسسة. – البيئة: هي كافة العناصر، والمكونات المادية، والطبيعيّة التي تحيط بالأفراد، والمؤسّسات التعليمية والصناعية والتجارية والزراعية والخدمية التي توجد داخل مجتمع واحد، ومن المهم أن يتفاعل معها الأفراد، ويستخدمون مواردها بطرق مناسبة
3- ونحن عندما نحصر المواطن بعرق او دين أو مذهب ونسميه مكون مجتمعي والذي لايشكل أكثر من 10% من الشخصية او الهوية للانسان المواطن الذي تكون من لغة وتاريخ وعادات وتقاليد وارض عليها مؤسسات مختلفة من صناعية وتجارية وخدمية ومجتمع مدني ومؤسسات دولة. وهنا نحن من يؤسس للطائفية والتفرقة بين أفراد المجتمع بسبب خطأ معرفي . هذا الخطأ الكارثي الذي وقع فيه مؤتمر الرياض بتوصيف مكونات المجتمع ( خارج منطق وفهم علوم المجتمعات ) وذكرها تفصيلا بأعراق وأديان ومذاهب . نكون هنا نحن من ندعي اننا نخبة سياسية مثقف مسؤولين عن تشويه سورية ونجد الدول ترحب بتلك التوصيفات وتعمل على تجذيرها وتبنيها في المقام الأول لتدميرنا من قبل استخابارات الدول المتدخلة بالشأن السوري للثورة ونحن من يفتح المجال لهؤلاء العابثين بنا ان كان عن قصد أو دون قصد. .
4- موضوع الأقليات أيضا لاينطبق على أحد في المجتمع السوري لنفس سبب تعريف مكونات المجتمع والحقيقة العميقة اننا اذا اردنا اختزال الأكثرية والأقلية ضمن نطاق ضيق فنحن في سورية أكثريتين متداخلتين لايمكن فصلهما عن بعض أكثرية عربية ضمنها ديانات ومذاهب وأكثرية مسلمة ضمنها عرقيات وكلتيهما متداخلتين لغة وعادات وتقاليد وجغرافيا ومؤسسات بأنواعها لكن وصف الحالة بشكل صحيح عندما يقال أن سورية 90% مسلمين و%80 عرب ,,, اذا نحن في سورية لاتوجد لدينا أقليات بمفهوم علم الاجتماع ,,,
5- وهنا ايضا من هذا المنطلق لابد افهام الجميع تلك الموزاييك المتداخلة في لوحة متكاملة لايمكن قرائتها كبقع منفصلة عن بعضها . ومن يجب تسميته أقلية مثلا أن يكون مختلف عن الآخر بأكثر من 50% من هويته المكونة لشخصيته وضمن بقعة جغرافية مغزولة عن الآخرين وهذا غير متوفر عند أي طيف من أطياف أو ملل في المجتمع السوري وهذا ما يجعل أيضا التقسيم مستحيل ان كان عبر مصطلح فيدرالية أو جغرفية والأخطر ايضا الدخول في تقسيم سياسي نشاهد عواقبه الكارثية في العراق ولبنان. .
6- لذا لانلوم هؤلاء المتدخلين الذي يبحثون عن كتابة دستور للشعب السوري برعاية أممية ليكون كما وصفه هؤلاء في مؤتمر الرياض وتتداوله منتديات ومقالات وراحت مجموعة صغير من اخوتنا الأكراد فرصة لتقول أنها مكون مستقل وتطلق مشروع تقسيمي لسورية عبر مايسمى فدرالية من نوع مختلف عن فيدراليات العالم , طبعا مختلف لأنهم يبحثون عن فرضه من فوهة بندقية مشبوهة ومرتبطة علنا بعصابات الأسد وحماية الغزاة الروس كما تدعمهم أمريكا تبارك انحرافهم اسرائيل.
ومايحدث من شحن طائفي وقبلي على الأرض بسب التسيب وكثرة الدماء والدمار لا أشك للحظة أنه مؤقت وعلينا قرائة كيف يتصرف الشعب السوري وكيف نجح في ابعاد الرايات في تظاهارته بمجرد شعر بنوع من وقف القصف , فشعبنا واضح في وعيه أكثر من سياسيينا وقدرته على التمييز بين البندقية التي تقاتل عصابات الأسد وبين المشاريع التي تقبع خلف الرايات المختلفه وهو قادر على بناء سورية كمجمع يعتمد المواطنة أساسا .
ولاشك هناك مشكلة ستكون طويلة الأمد بين كل او معظم المجتمع السوري وبين عرب العلويين نحتاج الى جهود كبيرة لاحقا بعد اجراء محاسبة ومحاكمة وتصفية حساب الدم الذي أرهق ظلما وعدوانا والوصول لاحقا الى احلال العددالة الانتقالية لبناء مجتمع صحي .
عمر الحبال
22-4-2016

About عمر الحبال

عمر الحبال
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.