أولاً : مقولة الرأسمالية زائلة والاشتراكية عائدة هى مقولة بعيدة عن منطق الواقع والتاريخ ، لان ديدن الانسان مبني على حب السيطرة والتملّك والتفرد قبل حبه للمشاركة ؟
وَمَا إنهيار قلعة الاشتراكية الشيوعية (الاتحاد السوفيتي) وتحول معظم النظم السائرة في فلكه إلى الرأسمالية بعد سبعين عاماً من النضال المستميت في إرسائها ودعمها والتغني بها لدليل قاطع على صحة مانقول ، ثم كيف ستعود وعمادها أصلا هو الطبقة العاملة ، والتي في طور التقلص والانقراض بسبب سرعة تطور التنقيات الحديثة ؟
ثانياً: الكثير من النظم ألاشتراكية لم تكن بالحقيقة إشتراكية ، بقدر ما كانت حصان طروادة لتحقيق سياسات ومصالح ونوازع من كانو يحكمونها ، ومنهم طغاة مدنيين وعسكريين فاشلين وناهبي أموال العامة باسمها وخاصة في بلداننا ؟
والسؤال الأهم ما الاشتراكية التي تنفع مجتمعاتنا اليوم ويمكن تطبيقها ، خاصة في ظل مجتمعات غالبيتها مسلمة ترى فيها كفراً وإلحاداً ، لان المدارس الإشتراكية أشكال وأنواع ؟
ثالثاً: ربما تعود بعض قيم الاشتراكية في دول تُقدس ألانسان كقيمة عليا والوقت والقوانين، كدول الاتحاد الاوربي والغرب ولكن ليس دولنا التي ليس فقط لا تقدسها بل وتحقرها ، بسبب العقليات الشوفينية المريضة التي لازالت تحكمنا إما بعباءة الدين أو بعباءة القومية ، والاثنتين حقيقة قد ولى زمانهما ؟
رابعاً: إشكالية الاشتراكيات
مشكلة الاشتراكيات التي سادت في معظم البلدان أنها لم تكن طوباوية (مثالية) نسبة الى أفلاطون ومدينته “يوطبيا” كما أنها لم تكن في الكثير منها واقعية ، ليس بسبب عدم رقي ونضوج أفكار قادتها بل بسبب تُحكم الساسة فيه ، وتسخيرها ليس لخدمة شعوبهم بل لفَرض أجندتهم في محاربة الرأسمالية ومعاداتها ، في حين كان بالمكان تطويعها لخدمتهم وخدمتها ؟
كما أن الفكر الاشتراكي لم يكن وليد ماركس القائل { ليس الوعي العام للناس هو مايحدث وجودهم ، بل الوجود الاجتماعي الاشتراكي هو ما يحدد وعيهم} أو أنجلز أو تروتسكي أو غيرهم ، بل هو قَديم قِدم الانسان نفسه ؟
فلقد رَوَجَ له الكثير من الفلاسفة القدماء كأرسطو وأفلاطون ، وهو فكر متغيّر حسب الضروف السياسية والبيئة والزمنكانية ، ونستطيع القول بأن الاشتراكية الحقيقة هى التي أسسها السيد المسيح وطبقها رسله وتلاميذه من بعده ، إذ كانو يتقاسمون كل شيء بينهم للعيش المشترك وليس للجشع والطمع والتملك ، وهو القائل {أحبب لقريبك ما تحب لنفسك ، وإفعلوا بالناس ماتحبون أن يفعلوه بِكُم} وقال {هذه هى خلاصة الشريعة والناموس} ؟
وليست كالتي نادى بها “مزدك الفارسي” ألإشتراك في كل شيء حتى في النساء في منتصف القرن الرابع الميلادي ، والذي بسبب أفكاره الفاسده هذه فسدت الحكومة ومن ثم فسدت الامة ، فكان أن قتله كسرى أنو شروان بعد توليه الحكم ؟
وأخيراً …؟
من يؤمنون حقيقة بالاشتراكية هم أناس طوباويون وهذا سبب فشلهم في تطبيقها ، سلام ؟