رأى الله فى الزهور فأطلقوا الرصاص على عينيه

موقع الدكتور خالد منتصرkhaledmontaser

عمر باطويل، مراهق يمنى لم يبلغ الثامنة عشرة بعد، قرر عمر أن يعرف الله بقلبه وعقله دون وسطاء أو سماسرة، يتقرب إليه ليس بدافع الخوف وإنما بدافع الحب، أحب الله الذى يطبطب على الفقراء ويحتضن المساكين ويبث الرحمة والحنان، قتله المجرمون أعداء الحياة وتجار الدين فى عدن وألقوا بجثته فى الشارع وقالوا ملحد كافر زنديق، هذا الفتى البرىء الذى لم يكن يحمل سلاحاً غير الحلم وثروة غير الأمل، اغتالوا الحلم وزرعوا الألم، كل جريمته أنه كتب وعبر وفكر، وهم لا يحتملون أن يخرج أحد عن القطيع، هم ضد الفكر والعقل والحب والبهجة، هم يتخيلون أنهم قد احتكروا الرب وصادروا الجنة لحسابهم واقتطعوا الفردوس عزبة خاصة، اقرأوا معى كلمات هذا الطفل اليمنى البرىء الذى مزقه المجرمون البرابرة بسواطيرهم ورصاصهم وغلهم وحقدهم، قال عمر منتقداً أصحاب بازارات تجارة الدين: «أنا أرى الله فى الزهور، وأنتم ترونه فى القبور»، «إذا رأيت المساجد تبث الحقد والكراهية والعنصرية فى نفوس البشر باسم الدين فاعلم أنها ليست دوراً لعبادة الرب وإنما دور لعبادة الكهنة»، «عندما يعرفون الفرق بين العالِم والكاهن سيستعيدون عقولهم!!»، «من الممكن أن تحصل على تبرير لفرض إرادتك على الآخرين، كل ما عليك فعله هو أن تسميها إرادة الله، وهذا ما يفعله الكهنة»، «الأنبياء ينسبون أنفسهم للناس، والكهنة ينسبون أنفسهم لله!!»، «أحوج ما تكون عدن اليوم لذلك الخطاب الدينى الوسطى والمعتدل الذى لا يقصى الناس بل يقربهم، الخطاب الذى لا يشتت الناس بل يجمعهم، الخطاب الذى لا ينتهى بتفجير الناس بل بالحفاظ عليهم وصونهم وتعظيم حرماتهم»، «نكتب حتى نحطم تلك الخرافات التى فى عقولكم التى أنهكت حياتنا ودمرت بلداننا، نكتب حتى تعودوا إلى رشدكم، سنكتب ولن نتوقف حتى يعيش الجميع بسلام وحب وحرية»، «مضادات التطرف والإرهاب.. الموسيقى.. الفن.. الأدب.. الفلسفة.. مجربة مضمونة»، «الله.. اسمحلى اليوم بالحديث عنك.. فأنت الذى لا أقسم إلا بك لم أكن أعرفك حق المعرفة.. كنت خائفاً منك.. فأولئك الذين ينتسبون إليك زوراً أرعبونى من قربك.. صحيح أننى كنت أصلّى لك.. لكن ليس حباً فيك بل خوفاً منك!! سامحنى.. لم أعرفك إلا منذ سنوات قليلة.. أحببتك جداً.. شعرتُ بالأنس بقربك.. كنتُ آمناً.. أحدثك عما يجرى لى دون معرفة أحد.. أتذكر ذلك اليوم الذى أخبرتك فيه عن سرى الصغير.. وبعد ذلك ضحكتُ طويلاً.. هههه هههه ما أجملها من لحظة.. لكن يا رب لماذا يريدون أن نحبك بالغصب والقهر!! وأن نجلد أنفسنا رغبةً بما عندك!! لماذا يا رب يفرحون حين نبكى ونشعر بالتأنيب والندم تجاهك!! يا رب أنا الآن وبفضلك وبفضل الحب الذى بيننا لم أعد أكترث لما يقولون.. سأعبدك وأتقرب إليك كما تحب أنت وليس كما يحبون هم!! فهم يفرحون بالألم وأنت تريد لنا اليسر.. يا رب كلمات الشكر والحمد لك ستكون قاصرة أمام عظمتك وجلالتك.. سأحيا كريماً بك.. ومستمتعاً بالجنة التى خلقتها لى فى الدنيا.. فقد سخرّت الكون لى لأحيا كريماً.. شاكراً.. عارفاً.. يا رب سأحبك إلى الأبد وحتى بعد الممات فلم أعد خائفاً بل مشتاق إلى لقائك.. وإلى ذلك اليوم تقبل خالص محبتى ومودتى يا خالقى.. أحبك ربى.. ». تخيلوا تجار الدين يعتبرون هذا الكلام إلحاداً!!

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to رأى الله فى الزهور فأطلقوا الرصاص على عينيه

  1. س . السندي says:

    خير الكلام بعد التحية والسلام … ونبؤة من سفر العشاق والمحبين ؟

    قال لي ألله لا تخافو من وكلاء الشياطين
    فعاجلاً أو أجلا سأجعلهم عصفا مأكولا
    وسأجعل قتلهم عمل شعبي مع الساسة المنافقين
    فأنا ليس لي أولاد أو جند جبناء خائفين
    فالجبناء والخائفين لا مكان لهم عندي
    مادامت دماء الأبرياء والمساكين تراق
    والحق يهان وهم عنه غافلين وساكتين

    أليس الساكت عن الحق شيطان لعين
    فأحكموا أنتم على أنفسكم
    قبل أن ياتي يوم الدين
    فسلامي لكل العشاق والمحبين
    الذين يرونني في الزهور والطيور المغردة
    والعصافير المشاغبين

    فأنتم أحبتي من تصنعون جلاديكم
    بسكوتكم عنهم وعن المطبلين ، سلام

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.