عمر باطويل، مراهق يمنى لم يبلغ الثامنة عشرة بعد، قرر عمر أن يعرف الله بقلبه وعقله دون وسطاء أو سماسرة، يتقرب إليه ليس بدافع الخوف وإنما بدافع الحب، أحب الله الذى يطبطب على الفقراء ويحتضن المساكين ويبث الرحمة والحنان، قتله المجرمون أعداء الحياة وتجار الدين فى عدن وألقوا بجثته فى الشارع وقالوا ملحد كافر زنديق، هذا الفتى البرىء الذى لم يكن يحمل سلاحاً غير الحلم وثروة غير الأمل، اغتالوا الحلم وزرعوا الألم، كل جريمته أنه كتب وعبر وفكر، وهم لا يحتملون أن يخرج أحد عن القطيع، هم ضد الفكر والعقل والحب والبهجة، هم يتخيلون أنهم قد احتكروا الرب وصادروا الجنة لحسابهم واقتطعوا الفردوس عزبة خاصة، اقرأوا معى كلمات هذا الطفل اليمنى البرىء الذى مزقه المجرمون البرابرة بسواطيرهم ورصاصهم وغلهم وحقدهم، قال عمر منتقداً أصحاب بازارات تجارة الدين: «أنا أرى الله فى الزهور، وأنتم ترونه فى القبور»، «إذا رأيت المساجد تبث الحقد والكراهية والعنصرية فى نفوس البشر باسم الدين فاعلم أنها ليست دوراً لعبادة الرب وإنما دور لعبادة الكهنة»، «عندما يعرفون الفرق بين العالِم والكاهن سيستعيدون عقولهم!!»، «من الممكن أن تحصل على تبرير لفرض إرادتك على الآخرين، كل ما عليك فعله هو أن تسميها إرادة الله، وهذا ما يفعله الكهنة»، «الأنبياء ينسبون أنفسهم للناس، والكهنة ينسبون أنفسهم لله!!»، «أحوج ما تكون عدن اليوم لذلك الخطاب الدينى الوسطى والمعتدل الذى لا يقصى الناس بل يقربهم، الخطاب الذى لا يشتت الناس بل يجمعهم، الخطاب الذى لا ينتهى بتفجير الناس بل بالحفاظ عليهم وصونهم وتعظيم حرماتهم»، «نكتب حتى نحطم تلك الخرافات التى فى عقولكم التى أنهكت حياتنا ودمرت بلداننا، نكتب حتى تعودوا إلى رشدكم، سنكتب ولن نتوقف حتى يعيش الجميع بسلام وحب وحرية»، «مضادات التطرف والإرهاب.. الموسيقى.. الفن.. الأدب.. الفلسفة.. مجربة مضمونة»، «الله.. اسمحلى اليوم بالحديث عنك.. فأنت الذى لا أقسم إلا بك لم أكن أعرفك حق المعرفة.. كنت خائفاً منك.. فأولئك الذين ينتسبون إليك زوراً أرعبونى من قربك.. صحيح أننى كنت أصلّى لك.. لكن ليس حباً فيك بل خوفاً منك!! سامحنى.. لم أعرفك إلا منذ سنوات قليلة.. أحببتك جداً.. شعرتُ بالأنس بقربك.. كنتُ آمناً.. أحدثك عما يجرى لى دون معرفة أحد.. أتذكر ذلك اليوم الذى أخبرتك فيه عن سرى الصغير.. وبعد ذلك ضحكتُ طويلاً.. هههه هههه ما أجملها من لحظة.. لكن يا رب لماذا يريدون أن نحبك بالغصب والقهر!! وأن نجلد أنفسنا رغبةً بما عندك!! لماذا يا رب يفرحون حين نبكى ونشعر بالتأنيب والندم تجاهك!! يا رب أنا الآن وبفضلك وبفضل الحب الذى بيننا لم أعد أكترث لما يقولون.. سأعبدك وأتقرب إليك كما تحب أنت وليس كما يحبون هم!! فهم يفرحون بالألم وأنت تريد لنا اليسر.. يا رب كلمات الشكر والحمد لك ستكون قاصرة أمام عظمتك وجلالتك.. سأحيا كريماً بك.. ومستمتعاً بالجنة التى خلقتها لى فى الدنيا.. فقد سخرّت الكون لى لأحيا كريماً.. شاكراً.. عارفاً.. يا رب سأحبك إلى الأبد وحتى بعد الممات فلم أعد خائفاً بل مشتاق إلى لقائك.. وإلى ذلك اليوم تقبل خالص محبتى ومودتى يا خالقى.. أحبك ربى.. ». تخيلوا تجار الدين يعتبرون هذا الكلام إلحاداً!!
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
خير الكلام بعد التحية والسلام … ونبؤة من سفر العشاق والمحبين ؟
قال لي ألله لا تخافو من وكلاء الشياطين
فعاجلاً أو أجلا سأجعلهم عصفا مأكولا
وسأجعل قتلهم عمل شعبي مع الساسة المنافقين
فأنا ليس لي أولاد أو جند جبناء خائفين
فالجبناء والخائفين لا مكان لهم عندي
مادامت دماء الأبرياء والمساكين تراق
والحق يهان وهم عنه غافلين وساكتين
أليس الساكت عن الحق شيطان لعين
فأحكموا أنتم على أنفسكم
قبل أن ياتي يوم الدين
فسلامي لكل العشاق والمحبين
الذين يرونني في الزهور والطيور المغردة
والعصافير المشاغبين
فأنتم أحبتي من تصنعون جلاديكم
بسكوتكم عنهم وعن المطبلين ، سلام