هل هناك فرق بين الفيلسوف والمثقف. لا نستطيع الجواب بشكل مطلق على هذا التساؤل. لأنه لا يوجد تعريف مٌتفق عليه يحدد ماهي الفلسفة وكيفية الشروع بها لإيجاد معالم واضحة لتحقيق الرؤية فكل فيلسوف له نظريته الوجودية والمختصين في الفلسفة يتفقون على هذا التصور.
وربما بعض الأشخاص يجدون الفلسفة هي لغز وسر وتعقيد ومنهم المثقفين هكذا ينظرون لها.
وقد طرح جان فرانسو روفال في كتابه الساخر. “لماذا الفلاسفة”؟ وهذا تساؤل مهم في سياق سخريته الأدبية الفنية.
ولا يوجد تعريف ايضاً شامل نتفق عليه لتحديد المثقف من غير المثقف هناك وجهات نظر متفاوتة في هذا الأطار المعرفي في شخصية الفرد ووجوده في مٌجتمعه والمفكرين المُعاصرين ايضاً اختلفوا في وجهات نظرهم في تعريف المثقف ودوره النضالي والتحرري.
ولكن كل التعريفات تصبو اتجاه تحسين الوضع الاجتماعي والاعلاء من شأن الجنس البشري لتحقيق عالم أفضل.
ولكن وجدت في قراءتي وابحاثي ونظرتي للواقع بأن هناك فرق في الغايات والوسائل. في ذهنية المثقف وذهنية الفيلسوف. وهذه الذهنية تٌبنى على الفكر والعواطف والمشاعر بل ما الذي يحرك الفيلسوف في ذهنيه وعمله وطرحه وأجوبته وما الذي يحرك المثقف ايضاً في طرحه وعمله وأجوبته اتجاه القضايا المختلفة.
وهذا ما اريد أن أوضحه بهذا النص القصير لربما اطوره في المستقبل لكتاب وأطروحة جميلة نستفيد منها جميعاً في انتماءاتنا ورؤانا المختلفة لنتحد لعالم أفضل.
نجتمع فيه على الكثير من القواسم المشتركة التي تجمعنا. ويساعدنا للاتجاه بالاهتمام بالفكر الفلسفي والزمان والمكان والكون في إيجاد فكر نقدي وتكون لنا حياة طيبه في هذا على الأرض لنسير بها على أفضل وجه. ويقول في هذا سبينوزا “الفلسفة هي تأمل في الحياة لا في الموت والأخرة”
البشرية والكون مازالت تكشف لنا عن ذاتها في الاكتشافات والعلوم المختلفة والتطورات المختلفة وفي الاحداث البشرية في المجتمعات وتكوينها بأنظمتها المختلة
ونتفاعل معها في تشكيل بنيتنا وعلاقتنا في هذا العالم. وفهم الخيط الناظم لهذا التاريخ.
وكل من الفيلسوف والمثقف ينطلق من واقعه في تقديم طرحه ووجهة نظره عن الاحداث والاشياء التي حدثت والتي ستحدث في المستقبل.
في واقعنا الحالي السوري والعربي نشهد صراع كبير في مفهوم العلمانية والعولمة للدين وللمجتمع في التخلص من أي شكل استبدادي يحط من قيمة الانسان.
الفيلسوف يبحث عن معنى الوجود ويرى أن العلمانية وعولمة المجتمع لا يمكن أن تنتشر بشكل أعمى وجامد وبوجود أفكار ايضاً تبعث الجمود وسيكون مطالبة الفيلسوف للتحرر من كل قيم الجمود والايديولوجيا هو اكمال لمعنى الوجود ومعنى ذاته دون اية حسابات مسبقة لهذا بل هو ايمان في نهجه الروحي او الفكري والتأملي في ذهنيته الغير ماسورة بفكرة الخير والشر وقيم الدين وغيرها من المسلمات والبديهيات وهذا يكون جزء من تحقيق ذات الفيلسوف ووجوده بمعالجة الأحكام المسبقة والموروثة بأجوبته وتساؤلاته.
المثقف بشكل العام هو مشغول بالقوانين والغايات والوسائل التي تحقق له نضاله فيما يسعى له وهو احياننا كثيرة يكون مقيد بمنظومة المجتمع وبديهياته ومسلماته وموروثه وقوانينه وقد تٌشكل احداث التاريخ قيد لرؤيته وقراءته للأحداث أكثر من انشغاله بمعنى النفس والذات لمواكبة معناها التحرري مع الوجود او مجتمعه الذي يبقى رهينً لهُ.
الفرق في ذهنية الأول الفيلسوف بانه لإكمال معنى وجوده سيقوده لإيجاد وسائل بديلة وطرق جديدة لتطوير أنفسنا وتحسين الواقع لتحقق الرفاهية للبشرية وهذا يشغل كيانه في استقرائه للماضي والحاضر والمستقبل.
وفي الذهنية الثانية عند المثقف لن يقوده بأغلب الأحيان لتحقيق وسائل جديدة بل الاعتراض على أي شيء جديد يتصادم مع نظرة المثقف بالموروث او انتمائه للدين او جماعه مٌعينه او ربما الخوف. ويكون المثقف هنا تقليدياً او مصلحاً تقليدياً لن يستطيع الايتاء بعملية تحرر شاملة في ذهنيته وطرحه للأعلاء من شأن الفرد في التحرر وشأن المجتمع.
نحن نحتاج في عالمنا العربي لفلاسفة يكملوا معنى الوجود بالشكل النافع واعلاء من القيم الروحية والفكرية للبشرية. أكثر من مثقفين تقليدياً او مصلحين تقليدياً مأسورين بالمقدس والموروث والخوف والقوانين المعدة الجاهزة.
لعل هذا البعد في هذه المقارنة يفتح ذهني واذهان الاخرين لشيء نستحق أن نٌحققه ونمارسه لتغير حياتنا ووجودنا للأفضل.
والفلسفة والثقافة هما كاالفن لا ينتهيان بل يحاولان بأن يجلبوا للبشرية جمالية الروح والفكر في كل زمان ومكان لتحقيق عصر أفضل من العصور السابقة.
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟بقلم علي الكاش
- مباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراثبقلم مفكر حر
- دراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.بقلم آدم دانيال هومه
- ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ** لماذا الإطاحة بالنظام الايراني … غدت ضرورية غربية ودولية **بقلم سرسبيندار السندي
- الحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولودبقلم مفكر حر
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
أحدث التعليقات
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **
-
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **