دين الآباء والأجداد

إذا قمت بسؤال أحد المسلمين اليوم عن هذا الدين الإرهابي الذي يعبدونه فإنه فورا يقول لك: هذا ما ألفينا عليه آباءنا childgaiishpledgeوأجدادنا,(أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا!!) وإذا سألتهم وقلت لهم: ماذا كانت تقول كفار قريش لمحمد عن دينهم؟ فيقولون لك: كانوا يقولون لمحمد(ص): هذا ما ألفينا عليه آباءنا وأجدادنا, وإذا سألتهم: وبماذا كان يجيبهم محمد؟ فيقولون لك: كان يعيب عليهم عبادة الآلهة القديمة ويدعوهم إلى دين جديد عصري جدا بالنسبة لعصرهم ومناسب جدا بالنسبة إلى بيئتهم الصحراوية.

واليوم التاريخ يعيد نفسه, فالمسلمون اليوم يقعون بنفس المغالطة وكلما سألهم أحد المفكرين عن هذا الدين القديم الذي يعبدونه فورا سيقولون: هذا ما وجدنا عليه آباءنا, أي أنهم يقعون في نفس المشكلة وفي نفس المغالطة التي كان المجتمع المكي قديما واقعا بها, لقد كانت مشكلة محمد مع قومه واهله وأقاربه, كانت عبارة عن مشكلة الصراع بين القديم والجديد وبين الأصالة والمعاصرة, كان أهل محمد متمسكون بدينهم القديم وهو دين الآباء والأجداد وكان محمد يرفض ذلك ويدعوهم إلى عبادة الدين الجديد المناسب لعصرهم الذي كانوا وبه وهو عصر القرن السابع الميلادي, كانت معركة محمد مع العقل ومع الأصالة والمعاصرة, واليوم محمد نفسه أصبح جزء من هذا التاريخ القديم وهو عبارة عن دين قديم وبضاعة قديمة وأساليب تفكير قديمة بمقابل عصر جديد يدعو إلى النهضة والحرية وحقوق الإنسان ونشر ثقافة حقوق الإنسان.

ولم أقرأ طوال حياتي عن أي شعب من الشعوب متمسكا بتراثه وبأصالته وبدين الآباء والأجداد حتى وإن كانوا على صح أو على غلط كما هم العربُ المسلمون هذا اليوم, فهذه الشعوب العربية المسلمة متمسكة بتراثها أكثر من اللازم وتدافع عن شخصيات ماتت وانقرضت أكثر مما هو لازم وتبحث عن المبررات لتبرير تصرفات تلك الشخصيات أكثر من اللازم, وكل شعوب العالم اليوم في العصر الحديث انطلقوا إلى المعاصرة دون أن يأبهوا بالأصالة, اهتموا بالحياة الجديدة دون أن يلتفتوا ورائهم إلى أسلافهم من أجدادهم وآبائهم كيف كانوا يعيشون وكيف كانوا يموتون, إلا المسلمون يفضلون أن يعيشوا كما عاش أسلافهم ويموتون كما كانت تموت أسلافهم ويتزوجون ويعاشرون النساء كما كان أجدادهم يعاشرون نسائهم فحتى في غرفة النوم تجد المسلم يسأل عن كيفية نوم جده أو كيف كان أجداده ينامون إلى جانب نسائهم, وإذا أرادوا الاغتسال يسألون كيف كان أجدادهم يغتسلون, هذه الشعوب العربية مخبولة ومصابة بالأوهام , ويفضل العربُ المسلمون ارتداء ملابسهم كما كان يرتدها أسلافهم من البشر, يبيعون الجديد بالقديم, يعيشون على ضفاف أطلال الماضي الكئيب , يظنون أنهم الوحيدون الذين معهم الحق وكل الحق ويتهمون غيرهم بالباطل وكأن الله لم يخلق سواهم, يعتقدون أيضا بأن الله يتكلم بالعربية ويكره اللغة الإنكليزية, يدعون إلى الدين الإسلامي القديم الذي حارب المشركين الكفار الذين كانوا على دين آبائهم وأجدادهم في نفس الوقت الذي يعبدُ فيه المسلمون المعاصرون آبائهم وأسلافهم وهم عبارة عن(طواطم-توتم) بشرية, أستغرب جدا حينما أقول لأحدهم ماذا كان محمد يقول للمشركين؟ فيجيبون كان يحارب عقيدة قومه لكونهم يعبدون ما كان يعبد آباءهم وأجدادهم , وهم لا يدرون بأن محمدٌ وصحابته هذا اليوم أصبحوا هم أجدادهم وأسلافهم وهم يعيدون التاريخ ويمشون على ما كانت تمشي عليه آباءهم وأجدادهم.

اليوم اليابان نهضة ولم تنظر خلفها إلى القديم ولم تكترث به, وإنكلترا وأستراليا وكل الأمم المتحضرة, إلا العرب لا يستطيع أي رجلٍ منهم النوم إلا بملابس جده وأبيه, ويريد أن يذهب أيضا إلى السوق بملابس جده وابيه , وأن يأكل ويشرب على نفس السفرة والطاولة التي كان يأكل عليها جده وأبيه, عالم عربي اسلامي غارق في القديم إلى أذنيه.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

One Response to دين الآباء والأجداد

  1. س . السندي says:

    خير الكلام … بعد التحية لك والسلام ؟

    ١: لهم العذر في الدفاع عن دين أبائهم وأجدادهم ، فهذه بضاعتهم وتجارتهم ولا يملكون غيرها اليوم شيئا للتباهي ؟

    ٢: لو سالت غالبيتهم هل قرأت ما في كتب السيرة والاحاديث والقرأن من كوارث ومصائب وفسق ومجون لأجابك بنعم بينما الحقيقة تقول عكس ذالك ، تماماً كقولهم ( أنهم خير أمة أخرجت للناس) حيث الواقع والتاريخ يقولان عكس ذالك تماماً ؟

    ٣: دعهم في دوامة المجهول والأوهام يجولوا ، حتى يستقروا في قعر الحضارة حيث لا فعل لهم ولا مفعولوا ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.