قبل 27 سنه من إفتتاح برج إيفيل , ولد كلود ديبوسي 1862 في ضاحية سان جرمان الباريسيه وتم تعميده بإسم : أخيل كلود
منذ ولادته كان لديه ورم كبير في فروة رأسه , وحين كبر لاحقاً أخفى هذا الورم تحت شعره . والداه كانا يعملان في تجارة الخزف الصيني لكنهما لم يكونا موفقين في عملهما , ولهذا كانا يغيّران منزلهما بإستمرار حسب أوضاعهما الماديه , أما إبنهما فلم يكن سعيداً
شارك والده في كومونة باريس عام 1871 فتم إعتقاله ورمي في السجن ولا أحد يعلم أين مكانه . والدته لم تكن ترعاه جيداً , وكان نادرا ً ما يذهب الى المدرسه لأنه يكره أن يؤمر بما يجب أن يفعله , لهذا أرسلته والدته الى ( كان ) للبقاء مع جدته , وخالته أوكتافيا
في كان رأى البحر لأول مره في حياته وأحبه حبا ً جما ً , وذات يوم إستقل قاربا ً وأبحر , كانت الريح قويه والأمواج عاليه لكن الولد لم يخف , وحين عاد قال : البحر يجعلك تشعر بأنك حي .. كم أحب أن أكون بحارا ً مثل أبي في شبابه , عندها سأسافر لزيارة بلدان بعيده
توجد في بيت جدته حديقة كبيره , وبيانو . كان كلود يلعب في الحديقه ويستمع الى أصوات الطيور ثم يدخل الى البيت ويجلس على مقعد البيانو محاولاً عزف الموسيقى . كانت الأنغام تتطاير في الهواء كما تتطاير بقية أصوات العالم المحيط به
قررت خالته أوكتافيا أن عليه دراسة الموسيقى وإتفقت مع ( المسيو سيروتي ) على تدريسه . وحين عاد كلود الى باريس كانت ( المدام ماوت ) التي تتلمذت على يد شوبان هي التي تدرسه الموسيقى
كان عمر كلود 10 سنوات حين فاز بمقعد للدراسه في ( كونسفتوار باريس ) أحسن مدرسه لتعليم الموسيقى في العالم , هنا أصبحت حياته جديه , كان يدرس ويستمع الى نصائح مدرسيه عما يجب أن يفعله . لم يكن طالبا ً نموذجيا ً , أحيانا ً كان يحوز على إعجاب مدرسيه وأحيان اخرى لا , لأنه كان يحب أن يعزف ما يحلو له رغم محاولته الإلتزام بنظام المدرسه , ذات يوم عزف مقطوعة عدّها المدرس حديثة جداً ولا تتناسب مع نظام المدرسه , إستشاط المدرس وأغلق البيانو على يد كلود فجرح له أصابعه
على الرغم من طبع كلود المشاكس , كان يفوز بالعديد من الجوائز , بعد تخرجه غادر باريس الى موسكو حيث عمل مدرس موسيقى لأطفال عائلة روسيه كان أطفالها ينادونه للتحبب : بوسيكوف . حين عاد الى باريس وكان عمره 22 عام حصل على أعلى جائزة موسيقيه تمنحها فرنسا وهي جائزة : بركس دي روم . واضب على التأليف الموسيقي للبيانو والكورس والأوركسترا .. ببساطه شديده فإن ديبوسي قام بتغيير لون الموسيقى .. والى الأبد
آلته المفضله كانت البيانو والكثير من مؤلفاته كانت للبيانو , وكان أسلوبه مبتكر جداً الى الحد الذي يكاد يجعل من البيانو آلة غير التي نعرفها . معزوفة ( ضوء القمر ) تمنح الإحساس لمن يسمعها وكأنه يمشي في مكان جميل وهادي تحت ضوء القمر
أما في معزوفة ( مشيه متثنيه لدميه ) فيعطينا إنطباع رقص دميه على إيقاع موسيقى الجاز
لم يكتب ديبوسي إلا عدداُ قليلاً من مؤلفات موسيقى الصاله , لكن مؤلفاته القليله كانت عباره عن تحف فنيه . كانت موسيقاه مليئة بالألوان : الحزن والتفاؤل والسعاده والألم
في نهايات حياته كتب ديبوسي 3 سوناتات وكانت أعمالاً رائعة مثل بقية مؤلفاته وتزخر بالحس والحركه
http://www.youtube.com/watch?v=VomR5pTkRzE
لحن ديبوسي أوبرا بلياس وميليساند وهي من 5 فصول ألفها ( موريس مترلنك ) عام 1893 تتحدث عن قصة حب ممنوع تقع في غابة مسحوره وتنتهي نهاية حزينهhttp://www.youtube.com/watch?v=xmxu4RnTj34
قال ديبوسي : أنا أحب البحر وأستمع له بالاحترام الذي يستحقه
في هذه المعزوفه بعنوان البحر نستمع الى عناصر تتضارب مع بعضها : قوة الريح وغناء البحر وإنكسار الضوء على سطح الماء ولون الأفق