دموع الصديق… وحسن عبد العظيم!

Nabil Fayad
دموع الصديق… وحسن عبد العظيم!
الأسبوع الماضي كنت أركض مع طارق من مكان إلى مكان من أجل إنجاح مشروعنا الذي قدّم فكرته مشكوراً الأخ الصديق، الأب عصام نعوم، حول “المطبخ الخيري”. الفكرة تقوم على تشغيل أرامل في الطبخ، وتوزيع المواد المنتجة على من يرغب، ومن ثم توزيع الأرباح على هؤلاء الأرامل. والمشروع كلّه بدعم سويدي، خاصة الغالية تيودورا عبدا وإريك إريكسون.
اتصل بي وهو الأغلى على قلبي. طلب أن أشتري له بطارية للمحل. ذهبت إليه محتجاً أن محلاً بهذه الضخامة لا يستطيع توفير ثمن بطارية. انفجر في الشارع باكياً بأنه لا يخلع ثيابه ولا ينام ولا يستحم كثرة العمل، لكن المردود لا يكفي حتى لشراء بطارية. وكانت المرة الأولى التي أراه فيها يبكي. جرحتني حتى اليأس تلك الدموع الصادقة، ذلك الصوت المليء بالأسى؛ وحملت ذاتي وعدت إلى فراشي البارد أجتر الأحزان وحنين الذين رحلوا.
انتهى الشعب السوري أو قارب على الانتهاء. الشعب السوري ضائع بين الموت والرحيل. الشعب السوري تعب من قلة الكهرباء والغاز والمازوت، وما يزال حكماء المعارضة يتقيؤون في وجهنا آيات قرآنية تطالب بأن يحارب المؤمنون الكفّار ، ويتغوطون أحاديث نبوية تدعو إلى قتال النصارى والنصيرية والقرامطة.
كفى!!
كفى!!
ألا لعنة الآلهة، كل الآلهة، منذ أن اخترع الإنسان الآلهة الحقيرة، على أديانكم وكتبكم المقدسة وأحاديثكم النبوية وباقي تغوطاتكم!
ألا لعنة الآلهة على أئمتكم وصحابتكم وأولياء أموركم أيها القتلة!
ألم تشبعوا من دمائنا؟
ألم يتعب إلهكم الأحقر من رؤية أطفالنا في درجة حرارة لا تطاق ينتقلون من محل إلى محل طلباً لبضع ليرات لأم جائعة؟
ألم يمل نبيكم الكريم، متمم مكارم الأخلاق، من متابعة نسائنا يتنقلن بين مواخير بيروت وبيوت نخاسة عمان وكباريهات القاهرة؛ ألم يمل من رؤية صبايانا يتسولن عند إشارات المرور في دمشق؟
تعبنا!
ويخرج علينا حسن عبد العظيم ليعطي رأيه بالدستور الروسي!
أنا أستغرب من هذا الإله المريع! حسن عبد العظيم أكبر من صباح، فلماذا تتذكر أيها الإله زهرة شبابنا في مصياف وطرطوس وغيرهما، ولا تتذكر حسن عبد العظيم؟ إلى متى ستظل أيها الإله دموياً؟
ما همني إن كان الدستور روسياً أم سورياً؛ ما همني إن كان وزير الكهرباء حمصياً أم من كوالا لامبور – ما يهمني هو تأمين الكهرباء لامرأة عاجزة لا تملك أن تشتري جرة غاز أو برميل مازوت!
كلهم باعوا فينا واشتروا! والأسوأ، فردة الحذاء التي خلعها وليد المعلم، المسماة جهاد مقدسي، الذي يخرج علينا ليتغوط من فمه مطالباً بأمور غير موجودة في السويد. وأين كنت يا ابن أمك حين وضعوك في سفارتنا اللندنية أعواماً كثيرة؟ حقوق ألإنسان لا تُكتشف فجأة وكأنها القارة الأمريكية، أم أنك مثل صديقك الممثل جمال سليمان، الذي جعلت منه الأقبية التي كانت تسجننا نجماً، نقلت البندقية لأن السعر على الكتف الثاني كان أعلى؟
كفّوا أيها العهرة!
إن الدموع التي رأيتها البارحة أغلى من دمائكم وشرفكم – إن كان عندكم شرف!
أنتم لا ترون ما يحصل في سوريا لأنكم تعيشون في فنادق النجوم الخمس وتركبون السيارات ذات الزجاج المسود!
أنتم أسوأ معارضة عرفها الزمان والمكان.
ستأتون يوماً إلى سوريا؟ ربما! لكنكم، مثل مسرحية ناطورة المفاتيح، ستجدون أرضاً بلا شعب…
أسفي على شعب سوريا العظيم؛
أسفي على أمة زنوبيا وإليسار وفم الذهب؛
أسفي على معارضة لا تليق بوطنها ولا تاريخها!
عاشت سوريا علمانية…

This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.