ايليا الطائي
رسالة شكوى من تاجر بابلي الى تاجر نحاس من دلمون (البحرين) يتذمر فيها من سوء التعامل ورداءة النحاس المرسل اليه، مكتوبة على لوح طيني في مدينة أور في حوالي سنة 1750 ق.م.
من ضمن القطع الأثرية من أرض الرافدين التي يحتفظ بها المتحف البريطاني، رسالة شكوى وتذمر كتبها التاجر البابلي “ناني” الى التاجر “إي-ناصر” من دلمون (البحرين) في سنة 1750 ق.م. والتي تدور حول مشاكل رافقت استلامه شحنة رديئة من النحاس.
ظهرت الترجمة الكاملة لهذه الرسالة في كتاب استاذ علم الآشوريات، ليو أوبنهايم الموسوم “رسائل من أرض الرافدين“، حيث نقرأ فيها:
“من ناني الى إي-ناصر
عندما جئت الى هنا قلت لي الآتي: عندما يأتيني جيميل-سين سأعطيه سبائك ممتازة من النحاس، ثم سافرت. لكنك لم تفِ بوعدك. وضعت امام رسولي عندما جاء اليك سبائك نحاس رديئة. وقلت له: هذه هي نوعية النحاس التي عندي، خذها إن أعجبتك أو ارحل بدونها.
كيف تسول لك نفسك أن تعاملني بهذا الازدراء؟ أرسلت لك سابقا رجالا محترمين، مثلي ومثلك، ليحصّلوا الدين الذي لي عليك، نقودي التي لا تزال عندك. لكنك اسأت معاملتهم وأرسلتهم خاليي الوفاض في كل مرة، هذا وأنت تعلم انهم عليهم أن يمروا في أراضي العدو ليصلوا اليك! لا أحد من تجار دلمون اساء معاملتي كما فعلت، أنت الوحيد الذي يزدري رسلي ويسيء معاملتهم! إذا كان رطل الفضة التافه، الذي أدين لك به، هو الذي يجعلك تتصرف بهذه الطريقة، في الوقت الذي دفعت انا عنك 1080 رطلا من النحاس ضريبة الى القصر، ومثلها فعل أومي-أبوم عندما دفع عنك 1080 رطلا من النحاس هو الأخر. ناهيك عن الرسائل التي كتبناها وختمناها بأختامنا لتوضع في معبد الإله شمش.
لكن أنظر كيف أسأت معاملتي في صفقة النحاس. احتفظت بنقودي في أرض الأعداء، الان جاء دورك لتردها لي كاملة بدون نقصان.
ليكن بعلمك، من الآن فصاعدا، لن اقبل منك أي شحنة نحاس ان لم تكن ممتازة النوعية. من اليوم، سأفحص سبائك النحاس التي ترسلها بنفسي، وسأمارس حقي الشرعي في رفض السبائك الرديئة وسأعيدها اليك، لأنك عاملتني بازدراء.”