دلالات تحت قبة البرلمان

بقدرة من له القدرة على كل شىء انقلبن دلالات الملابس المستعملة والعطور الطيارة وملابس الاطفال المنتقاة بعناية من iraqmealمخيمات النازحين السوريون والعراقيين،انقلبن الى احفاد نوستردام المتنبىء في قضايا المستقبل.
وفي ظهيرة امس الاول وصلن على شكل زرافات امام ابواب المنطقة الخضراء وقد رفعن لافتات كتب عليها:
مستقبل برلمانكم مضمون في خدمة الشعب
سيكون عهدكم عهد الرفاهية بعد ان شهدنا صوركم للاربع سنوات المقبلة
وجدنا ان اكثركم سيتنازل عن راتبه التقاعدي لجميع الفقراء لذين انتخبوه في محافظته
سيبرز من بينكم رجال يطلقون على انفسهم سنعيش غصباعلى داعش ومن لف لفهم
في الصفحة رقم 50 من كتاب تاريخ العوراق العظيم وردت فقرة تقول ” الدلالات كان لهن الفضل الاكبر في القضاء على داعش بسبب صلواتهن اناء الليل واطراف النهار الى رب العزة الذي استجاب لهذه الدعوات بسرعة لا تصدق.
بعد عدة ساعات سمح الرىءيس الثاني لمجلس البرلمان بدخول احفاد نوستردام الى قاعة البرلمان بعد ان راءى هالات النور تشع من وجوههن بفعل الايمان وصفاءالقلوب ورهبة العبد الذي يقف امام ربه.
صعدت اكبر الدلالات سنا على المسرح لتلقي كلمتها التي لم تكن مقررة ضمن برنامج الزيارة ولكن الموافقة تمت بسرعة بفعل النور البهيج الذي كان يشع من وجهها بحيث جلس النواب ملتصقين في كراسيهم كما يلتصق الطالب الذي يدخل الى الصف المدرسي لاول مرة.
قالت:
اولادي الاعزاء، لا اخفيكم اني تعلمت في حياتي ،الدلالية، ان اقول الصدق كل الصدق، في سنتكم الاولى ستبذلون جهودا حثيثة من اجل اصدار العديدمن القوانين المركونة وسيحدث بينكم تلاسن على مدى ايام ينقلب الى تراشق ب”القنادر” حتى ان معظمكم جاء الى البرلمان حافيا وبدون ربطة عنق خوفا من الموت خنقا.
ويتقرر في السنة الثانية تاجيل الموافقة على تشريع كل القوانين المركونة خصوصا وان العضو نوري المالكي سرب خبرا ذكر فيه ان اي نقاش في هذه المواضيع سيفتح باب جهنم على الاعضاء لانه يحمل في سيارته المصفحة اكثر من الف تقرير عن فساد هولاء الذين يجلسون تحت هذه القبة خصوصا وان مجلس الوزراء الموقر قد اعد بالارقام المبالغ التي تمت سرقتها منذ 8 سنوات ولحد الان .
حامت طيور الابابيل بين ارجاء القبة وناخت بعد ذلك تحت السقف المذهب استعدادا لتلقي الاوامر فيما قرر ريس البرلمان تاجيل مناقشة هذه القوانين الى الاسبوع الاخير من السنة الرابعة.
اخواتي واخواني
هناك تحرك خلال الايام المقبلة لمجموعة خبراء لاعداد دورات مكثفة للاعضاء لشرح اخر النظريات في ” الشفط واللفط” بعد ان وجد ان جميع الذي حققوه الاعضاء السابقين في الاثراء السريع وقع تحت نظرية اكل عليها الدهر وعطس ومن اهم شروط القبول في هذه الدورة اقتسام الدولارات بالتساوي مع كل المشتركين.
كلمة اخيرة، هناك مصطلحات ستتكرر خلال اجتماعاتكم مثل البنى التحتية ومثلها الفوقية، والكهرباء،زيادة رواتب المتقاعدين،رفع صخرة ابن عبعوب من انبوب المجاري الكبير في علاوي الحلة،اعادة 100 مليار دولار سرقت عينك عينك من خزينة الدولة،تسفير اهل السنة والجماعة الى جبل حمرين،تزويد الشيعة بجواز ملون باللونين الاخضر والاسود بدلا من البطاقة التموينية ومنح كل واحد منهم سيارة همر للاسرة واقاربهم، تعليم الصلاة على اخر موديل.
افتتاح عيادات طبية خاصة لكل المذاهب كل على حدة، كل هذا وغيره سيتكرر كما ذكرت حتى ان بعضكم يضع في جيوب سترته لفات من القطن يسد بها اذنيه كلما شرعوا في الحديث عن هذه الاساطير.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.