دعارة” بقلم الدكتور محمد الحسوني”
هنالك جمله يرددها العراقيون المهاجرون الذين لم يُكتب لهم الحظ في الحصول على فرصة حب إسكندنافيه ويقولون : السويد سعودية أوروبا كدلالة على ان السويد مُحافِظة (بكسر الفاء) مقارنةً بدول اوربا الجنوبية …وفي الحقيقة إذا كان المعنى هو عدم ممارسة الجنس فالقضية معكوسه فالدستور السويدي يضمن الحريات الشخصيه على ألّا تسيء الى الآخرين …ولكن القانون السويدي يمنع الدعارة …والشيء المثير هو : يُحاكم مشتري الجنس بالسجن وليس بائعته ..والحكمه من القانون هو عدم إذلال المرأة بشراء كرامتها بالنقود ….فمن حق كل شخص ممارسة الجنس ولكن بدون نقود…
على العكس من هولندا فمن معالم العاصمة الهولنديه أمستردام وجود حي يحب العراقيون ان يسموه حي البعث (نفس اسم حي للدعارة كان في العراق سابقاً)….وفي حي (البعث) تُعرض المومسات خلف الزجاج وكأنهن تماثيل في متحف …
العجيب إن المومسات في امستردام يدفعن الضريبه للحكومه من كدهن ومن هذه الضريبه يعيش مستلمو المساعدة الإجتماعية (السوسيال) من المسلمين الذين لايعملون ويذهبون بمبالغ السوسيال الى الحج احياناً (هذه حقيقة مرّة وليست مزاحاً) أي يعيشون ويحجّون من ضريبة وكيس ال…….. هههه من إستطاع اليه سبيلا.
من منّا لايتذكّر الحمله الإيمانيه في التسعينيات؟ إحدى مآثرها الخالده في نهاية التسعينيات نزول الأمن الخاص وقطع رقاب ممتهنات الدعارة في وسط بغداد مما جعل الجميع حتى التي كان لديها علاقة حب حميمه في الجامعة ترتجف رعباً لأن سيف الأمن الخاص قد يصل الى عنقها الجميل بوشايه.
قيل حينها أن الدكتاتور غضب شرفاً لانه إطلع على فديو لمومسات عراقيات يرقصن في الكويت وقد وضعن العلم العراقي على مؤخراتهن ..يُقال ذلك. ولم يفكّروا حينها أن نسبة الدعارة إزدادت في العراق مع الحصار حينما غرس الفقر أنيابه في المجتمع نتيجة سياسات حمقاء.
عوداً على السويد …نادراً ماتجد مومسات سويديات بل إنّ معظمهن من اللواتي يجلبهن مهربو النساء من اوروبا الشرقيه وعادة من رومانيا ..السبب هو : إن المرأة السويديه تحصل على مصدر عيش يضمن لها كرامتها فلا تحتاج الى ممارسة مهنة مُذلّة .
مادعاني لكتابة هذا الموضوع هو المنظر البشع والذي للأسف رأيته منتشراً على صفحات الفيسبوك حول مجزرة الشرف التي قامت بها ميليشيات مسلحة في وضح النهار وفي زيّونه في قلب بغداد …. هجوم ديني مدعوم بروح عقائدية يسبقها الشرف …
لم يفكر الجزارون بالأسباب لممارسة الدعارة ..لم يفكّر الجزارون بعدم وجود قرار للمحكمه للإقتصاص من المومسات ضمن دولة يقودها حاكم يسمي نفسه قائد دولة (القانون).
لم يفكر المدافعون عن العرض أن لو كانت الحكومة نجحت إقتصادياً ولم تسرق واردات النفط لإختفت مهنة الدعارة كما إختفت تقريباً في السويد .
لم يفكر الثائرون للعرض بان هناك عرضاً وشرفاً وطنياً أنتهك قبل أساببيع حين تم إحتلال ثلث الوطن من قبل قوات مشابهه لهم في الغيرة على العرض ولكنها تمارس الزنا والنكاح الشرعي …وأمّا الذين زنوا بالوطن أحيلوا على التقاعد او اصبحوا مستشارين ….إجعلوا المومسات مستشارات ..مالفرق؟