دعاء الكروان

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

اما بعد..

ابشركم اخوتي بالرضاعة والدين والمذهب باقرار الموازنة في العوراق العظيم لهذه السنة.

فقد اقر امس مجلس البرطمان موازنة هذا العام بعد “عر وجر” لاربعة شهور مضت كانت الكتل السياسية، وهو تعبير مجازي، تتصارع من اجل معرفة نسبة كل منها خصوصا وانهم اشتكوا من كثرة المصاريف الملقاة على عاتقهم والتي تبدا من رواتب رجال الحماية مرورا بعدد الطباخين والطباخات وانتهاءا بالزيارات المتتالية الى المدن القريبة (دبي وقطر) تليها المدن البعيدة (باريس،لندن وواشنطن سي دي).

المهم ايها الاخوة في الاسلام ان الموازنة اقرت او كما قال احد النواب الظرفاء ان البورطمان ولد الموازنة بعد ان شال حملها حولين الا بضعة شهور.

ولاننا لانستطيع ان نعيش بسلام،كما تقول زوجة ابو الطيب، فقد صاحب صدور الموازنة امس حادثان مفزعان جدا.

الاول استعمال القنادر في الحوار الديمقراطي بين النائبين سلمان الجميلي وعالية نصيف.

ويقول اهل الصون ان هذه المعركة هي الثالثة من نوعها التي تدور رحاها في كافتيريا البرطمان بعد ان وجه سيادة الرئيس اسامة النجيفي رسالة توبيخ مع انزال العقوبة القصوى باي نائب يتعارك بالقنادر داخل قاعة البرطمان وطالب الجميع تغريغ فضلاتهم الديمقراطية في الكافتيريا المخصصة لشرب الشاي والعصير وتوفير الاحذية بدون (قيطان).

وامس سمعت عالية نصيف كلاما جارحا من الجميلي مما دعاها الى نزع “بابوجها” المدبب لتضرب به وجه الجميلي الذي استمر في اطلاق كلماته النابية رغم تورم “خشمه” من اثر الضربة.

وحاول عدد من المقربين لكلا الطرفين ان يعرف ماذا احتوت الكلمات النابية الا انهم عزفوا عن ذلك بعد ان قالت لهم نصيف: ان هذه الكلمات لو قيلت خارج قبة البرطمان لالقي القبض على صاحبها بتهمة”القذف”.

ولم تسترسل نصيف في تعداد عدد الكلمات النابية التي اطلقها الجميلي بعد ان عرف المقربون النص المفصل لهذه الكلمات وتوقعوا ان تستمر معارك القنادر في الكافتيريا لما بعد انتخابات مجالس المحافظات خصوصا وان مدير الكافتيريا تعاقد مع شركة”باتا” لتزويده بعدد من “البساطيل” لاستعمالها في الحوار الديمقراطي بين النواب.

الحادث الثاني:كشف احد النواب بان الموازنة تضمنت تخصيص 3 مليار دولار الى دولة رئيس الوزراء لكنه لم يكشف عن سبب تخصيص هذا المبلغ الذي يعادل ميزانية ارتيريا والصومال معا.

ولم يعرف احد بعد لماذا تم صرف هذا المبلغ وتحت اي بند الا ان المتوقع هو صرفها بعدة منافذ” رواتب المخبرين السريين،شراء الاسلحة الخاصة بدون علم الحكومة او البرطمان، رواتب الخدم والحشم، تسديد فواتير المياه الخاصة بسقي الزهور والورود في الحديقة التابعة لبيت المنطقة الخضراء، تقديم المعونة لمن يستحقها من الوزراء والمدراء العامين شرط ان يكونوا من اعضاء دولة القانون، استعمال المبلغ المتبقي في الانتخابات المقبلة.

نقطة نظام:هناك قرار ضمني وتوجيهات من المراجع الدينية والقانونية بعدم استعمال المال العام لاغراض انتخابية ولكن يبدو ان هذه التوجيهات تستعد للدخول في عالم “اكل عليها الدهر وشرب” رغم لمساتها الدينية.

فاصل دموي:الشهيدان اللذان اطلقت الشرطة النار عليهما في تظاهرة الموصل امس تثبت ان العوراق قد دخل فعلا في العالم الديمغراطي.تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.