كما جاء النبي يونان ( يونس) مرسلا من الله الى حكام وشعب نينوى منذرا و محذرا من غضب الله عليهم لتماديهم في عبادة الاوثان و فسادهم و فجورهم ، وناشد الجميع بالصوم وطلب الغفران والتوبة لتفادي غضب الله . كذلك جاء النبي ناحوم الى نينوى بعده محذرا ومنذرا حكام الامبراطورية الاشورية الوثنيين ومتنبئا بما سيحل بنينوى وبمن افسد و سفك الدماء و اضطهد الناس الامنين و الشعوب المستعبدة تحت الحكم الاشوري السابق الذي حكم شمال العراق و بلاد الشام من عاصمته القوية نينوى .
وصف النبي ناحوم في العهد القديم من الكتاب المقدس نينوى بمدينة الدماء ، حيث كانت بجيشها القوي مسيطرة على شعوب بلاد الشام و يهوذا جنوب فلسطين ، ومناطق شاسعة من جنوب شرق تركيا . وفرضت الجزية على تلك الشعوب و اذلتها .
كانت نبوءة النبي ناحوم تحكي عما سيحل بنينوى مستقبلا من دمار و خراب و قتل و تشريد و سبي لاهلها ، بسبب طغيان حكامها الاشرار ، و هذه النبوءة تنطبق تماما على ما حل بنينوى الاسيرة تحت طغيان ما يسمى بدولة الخلافة الاسلامية الممتدة من العراق الى الشام ، و اعلنت قيام دولتها الاجرامية على جماجم الناس من نينوى بلسان زعيم الاجرام فيها ابو بكر البغدادي الذي نصب نفسه خليفة المسلمين على بلاد العراق و الشام . ويأمل ان تبقى دولته وتمتد وتكسر الحدود لتصبح امبراطورية اسلامية ممتدة في مشارق الارض و مغاربها .
تكلم ناحوم في نبوئته الواردة في الكتاب المقدس ، عما سيصيب نينوى و مصير الاشرار حين يغضب الله وينتقم الجبار من القتلة الفاسدين الملتحفين بالدين ستارا لهم ويحملون اسم الله و رسوله شعارا لهم ، ويكبرون باسم الله وهم يذبحون ضحاياهم و اسراهم .
سينتقم الرب من القتلة و الطغاة و ينشر العدل و السلام في مدينة نينوى الخالدة . حيث يقول النبي ناحوم في نبوئته بالكتاب المقدس ما يلي :
[ الرب بطئ في غضبه ، و عظيم العزة ، إنما لا يبرئ الخاطئ البتة .]
[ ينصبّ غضبه كالنار و تنحل تحت وطاته الصخور . الرب صالح ملجأ في يوم الضيق ، ويعرف المعتصمين به ، لكنه بطوفان طامٍ يخفي معالم نينوى وتدرك الظلمة اعداءه ] .
ظهرت دولة الخلافة الاسلامية و انتشر جرادها الاسود في سوريا و امتد الى العراق في غفلة من حراس الوطن ، و استغلال ضروف التشضي السياسي و ضعف القادة و انتشار الرشوة و الفرقة الطائفية بين الشعب الواحد وضعف القوات المسلحة . استغلت داعش تلك الضروف وبالتعاون مع الخونة المحليين و الحكومات الموالية لهم ، رفع ابو بكر البغدادي راية دولة الخلافة من نينوى مدينة الانبياء والمرسلين ، واعلن نفسه خليفة لدولة الخلافة الاسلامية .
عاث زعيم دولة الخرافة الاسلامية مع جنده الاشرار في الارض فسادا ، فدمر البلاد و سبى العباد ، وشاعت شريعة الغاب في محاكمه الشرعية و فتاواه الاجرامية و سمح بقطع الرقاب و تقطيع الايادي و رجم النساء و سبي اليزيديات و قتل رجالهم و تشريد المسيحيين من ديارهم و مدنهم وهدم الكنائس و الاديرة والمساجد ، وحطم قبور و مراقد الانبياء و الصالحين ، وسرق المخطوطات النادرة و حرق الكتب الثمينة ، وفرض اطالة اللحية و تقصير الثياب على الذكور و لبس الخمار للاناث و تحريم خروج المراءة الا مع محرم . دمر الحضارة وحطم المتاحف و سرق الاثار و نهب النفط الخام وباعه بالسوق السوداء لتمويل عصاباته ، باع النساء السبايا في الاسواق و حدد اسعار لهن حسب الاعمار ، نصب محاكم الشريعة الاسلامية التي تحكم بحرق الاحياء و قطع الرقاب بالسكاكين و السيوف ، ورجم النساء ، وصلب الابرياء ، و قطع اجساد البشر المخالفين لهم بالمناشير وهم احياء .
لكن ارادة الله لا تغفل ما يفعله المجرمون .
يقول النبي ناحوم في نبوئته عن نينوى و ما ينطبق على داعش :
[ مع انكم اقوياء و كثيرون ، فانكم تستأصلون و تفنون ]
[ قد اصدر الرب قضاءه بشأنك يا آشور ( حكام نينوى الدواعش ) لن تبقى لك ذرية تحمل اسمك ، واستأصل من هيكل الهتك منحوتاتك و مسبوكاتك ،واجعله قبرك لأنك صرت نجسا ] ناحوم 1 : 14
[ قد زحف عليكِ المهاجم يا نينوى ، فأحرسي الحصن ، و راقبي الطريق ، … لأن الناهبين سلبوهم و اتلفوا كرومهم ، تروس ابطاله مخضبة بالاحمرار .]
وتنبا النبي ناحوم عن تحرير نينوى من ظلم الطغاة الذين سيحكمونها ( داعش) بقوات مسلحة متحدة الخطط والارادة بقوله :
[ يبرق فولاذ المركبات في يوم تاهبها وتتبختر جيادها ، تتراكض المركبات بعنف في الشوارع و عبر الساحات تمرق كالبرق ومنظرها كالمشاعل المتوهجة ]
هذا وصف واضح عن تقدم القوات العراقية المسلحة بكافة صنوفها القتالية ومركباتها الفولاذية المدرعة والتي تقدح فوهات مدافعها و دباباتها بنيران المشاعل المتوهجة ، لتحرر نينوى ارضا و شعبا من رجس الاشرار و القتلة ممن ينتسبون لدولة الشر الاسلامية .
يقول ناحوم في نبوئته عن المدن التي وقعت و اهلها اسيرة بيد الاشرار :
[ لقد وقعتْ اسيرة واقتيدت الى السبي ، وتمزق اطفالها اشلاء في زاوية كل شارع ، وصفد نبلائها بالاغلال ]
هذا بالضبط ما حدث في نينوى الاسيرة ، وما حل بشعبها الطيب .
وتنبأ النبي ناحوم بما سيحل بجنود (داعش) قائلا :
[ انظري ( يانينوى) الى جنودك مرتعبين كالنساء في وسطك ، صارت ابواب ارضك مفتوحة اما اعداءك ، وشرعت النيران تلتهم مزاليجك ، … هناك تلتهمك النار ويستاصلك السيف ، فيبيدك الاعداء ( القوات العراقية ) كالجراد … اصبح رؤوسائك كالجنادب وقادتك كاسراب الجراد المتكومة على سياج في يوم بارد ، ما ان تشرق الشمس ( بدء معركة التحرير) حتى تطير بعيدا الى حيث لا يعلم احد ] .
تحققت نبوئتك يا نبي الله ناحوم ، فقد هب ابطال القوات المسلحة العراقية بكل صنوفهم القتالية من كل حدب و صوب مع الحشد الشعبي و البيشمركة و الحشد العشائري يساندون بعضهم البعض كالبنيان المرصوص ، واحاطوا بكِ يا بنينوى الجريحة ويا مدينة الانبياء و المرسلين ، التي سفك الاشرار بها الدماء ، وفتحت افواه المدافع و الطائرات والصواريخ نيرانها لتعلن بدء انتقام الرب و اعلان غضبه على الاشرار و الانجاس حتى تبيد الجراد الاسود الذي اكل الاخضر و اليابس في غفلة من حراس الوطن النجباء .
تشتت الاشرار في الصحاري و الطرقات ، وانتشرت جثثهم في المدن و الساحات ، واصبحت طعاما للكلاب السائبة . وانتقلوا الى جهنم ليستمتعوا بنكاح الحوريات هناك .
تحققت نبؤاتك يا نبي الله ناحوم ، حين قلت :
[ ويل للمدينة السافكة للدماء الممتلئة كذبا ، المكتضة بالغنائم المنهوبة ، و التي لا تخلوا ابدا من الضحايا ] .
كما تحققت نبؤة ناحوم الان عند بدء جحافل الحق تحرير محافظة نينوى حين قال :
[ ها فرقعة السياط و قعقعة العجلات و جلبة حوافر الخيول ، وصلصلة المركبات ، فرسان واثبة وسيوف لامعة ورماح بارقة ، وكثرة القتلى ، واكوام الجثث لا نهاية لها بها يتعثرون] .
كما وصف النبي ناحوم تصرفات وسلوك الدواعش بنبوئته المتحققة حين قال :
[ لقد استعبدت (داعش) الشعوبَ بعهرها والامم بشعوذتها ، ها انا اقاومك يقول الرب القدير ، فأكشف عاركِ لأطلع الأمم على عورتكِ ، والممالك على خزيكِ ، والوثك بالاوساخ و احقرك و اجعلك عبرة ، وكل من يراك يعرض عنكِ قائلا : ” لقد خربّتِ نيوى فمن سينوح عليها ؟ اين اجد لها معزين؟ ]
وختاما اقول من سيعزي داعش واخواتها في الاجرام بعد موتها على يد احرار العراق ؟
لا احد سينوح عليها و على قتلاها ، سيكون مصيرهم في جهنم و بئس المصير .
المجد والخلود لشهداء التحرير .
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :