العلاقات مع الآخرين , الرغبات المتعلقه بأشياء متحققة الوجود , والوقت , كلها موضوعات يمكن لمسها وعدها , ولهذا ينبغي علينا أن نتعامل معها بشفافية عالية قدر الإمكان وكأننا نحمل ماءاً في صينيه كما يقول المثل , لأن هذه الأشياء اذا لم نحافظ عليها كما ينبغي .. فربما يأتي يوم قد يفاجئنا فيه صديق مقرب , أو أقرب فرد من أفراد العائله بأن ينازعنا أو يعاركنا ليستولي على مال لنا , أو يستغل وقتنا , أو يفضح سرنا
هناك حكمة تقول : حتى لو كنت أخي .. فعلينا توثيق الديون بيني وبينك . الديون ليست دائماً أموال أو نقود , المواقف أيضاً نوع من الديون .. لا يجوز مطلقاً أن يبقى أحدنا يمنح والأخر يبلع دون ضمير , لا يجوز أن يسامح أحدنا ألف مره والآخر لا يرعوي بل يعود الى غيه في كل مره .. لا يجوز أن ننقذ ألف مرة في العمر والآخر يستكثر حتى السؤال عنا .. اذا حصل هذا فمن المؤكد أنه سيسمع ذات يوم عباره ( أنا أطلبك الكثير الكثير ) وعندها من المستحيل أن تستمر العلاقة .. بل سينتهي كل شيء ودون رجعه
بعض الناس يساعدون غيرهم بالمال مثلاً ويطلبون منهم معروفاً مقابل ذلك , والبعض يساعد ولا يطلب أكثر من تسأل عنه أو تقول بحقه كلمة طيبه , والبعض يقدم خدمة وهو ينتظر منك معروفاً لأنه إستغرق وقتاً في إنجاز خدمتك , ولهذا فليس علينا تصور أن نرد المعروف من نفس جنس المعروف .. مع هذا يبقى دين في أعناقنا أن نرد معروف الآخرين بشكل من الأشكال اذا كنا نحترم أنفسنا
هناك سجل ينبغي تسجيل ضمائرنا فيه , وعلى قدر ما يحسن لنا الآخرون علينا رد فضلهم بطريقة ما فهذا واجب . السجل الآخر موجود في روحنا المعنويه مسجل فيه كل الطيب والخبيث مما فعلناه ورصيده يصعد وينزل أمام أعيننا كل يوم بحسب نوع مساعينا مع الغير . وهناك سجل للحسابات الماليه في أدراج مكاتبنا لتسجيل كل ما نأخذ ونعطي من مال , مثلما هناك دفتر لتسجيل نشاطاتنا اليوميه ومواعيدها
علينا مواجهة أنفسنا بروح صادقه … هل نحن دائنون أم مدينون , وبحق السماء ألا نستطيع إيفاء ديون الغير مهما كان نوعها لنشعر بإحترام النفس .. وراحة الضمير ؟؟