خويه السلطاني ترى انت بطران حيل

نزار السلطاني رئيس ائتلاف المواطن في مجلس محافظة بغداد.
.
لكنه بطران جدا ويبدو انه يحلم كثيرا،ربما رغبة في ابعاد الكوابيس عنه،وفيما يشبه النائم قال امس ان المحافظة بحاجة الى ثورة ادارية وتغيير الخطط والبرامج الحالية واعتماد اساليب حديثة وتفعيل الحكومة الادارية لايصال الخدمة للمواطن اينما كان .
كلام جميل ولكنه مع الاسف يقع في خانة الاحلام الوردية.
لماذا؟ لأن هذه الثورة بحاجة الى رجال وليس مجموعة افراد متآكلين يرعبهم المواطن المخلص ويضعون كاتم الصوت في رأس الذي يحتج.
هؤلاء الرجال لم يتوفر معدنهم بعد في سوق “المجد للعراق فقط”، فهم اما هوامير تعيش في المنطقة الخضراء وتستنزف بل وتمتص كل مقدرات العوراق واما البحث عن طرق جديدة لتركيع المواطن عبر الرشوة و”قشمرته” باللطم والقيمة.
المخلص للعراق يعمل بصمت،واذا كان الامر كذلك فلاداعي للتصريحات الرنانة والنارية لأنها ببساطة تذهب مع الريح كعصف مأكول.
حين ترتسم الابتسامة على وجه المواطن الذي ينجز معاملته في احدى دوائر بغداد بسرعة قياسية،وحين يبتسم له الموظف المختص،وحين يرشده موظف آخر عن اسرع السبل لخدمته،حينذاك سنقول ان السلطاني احدث شرخا في الفساد الاداري والمالي.
انا وانت ايها السلطاني نشترك في نفس الحلم فها انت ترى اني كتبت كلاما اشبه بالحلم.
اذن انا مثلك بطران، ولكن لابأس دعنا نحلم وسأترك لك مساحة اكبر من مساحتي في الحلم لأنك صاحب صلاحيات كبيرة وانا لست الا مواطنا ظل يركض وراء سراب اسمه”المجد للعراق”.
وقلت كذلك يوم امس ان ” هناك مليارات الدنانير تصرف على الدورات التدريبية والايفادات في غياب الوصف الوظيفي والشخصية المستهدفة والتحصيل الدراسي الصحيح وقانون الخدمة الاتحادية الذي سينظم هذه العملية كما ان البناء الصحيح يجب ان يكون من الاساس ، مشيرا الى انه نتيجة لعدم وجود ملاكات مدربة باوصاف وظيفية صحيحة استنادا الى قانون يحكمها ويحميها ، فأن هناك توجه الى الاستعانة بشركات عالمية لرسم سياسات وبرامج ومسودات مشاريع قوانين ” .
لااعتقد انك بهذا الكلام ستكون دقيقا،قد يكون الامر مجديا حين تستعين بالخبرات الاجنبية ولكن الانسان العراقي محطم من الداخل وعليك انت وكل الذين في حماسك ان يعيدوا بناءه من جديد والبناء كما تعلم ليس بالامر السهل فقد يحتاج الى سنوات طويلة،وها انت تقول بعظمة لسانك ان مليارات الدنانير ضاعت تحت مسمى الدورات التدريبية دون ان يكون لها ناتج ملموس بفعل غياب الوصف الوظيفي.
ومن هنا فجهود الاستعانة بالخبرة الاجنبية مقابل مواطن لايعرف”راسه من رجليه” ستذهب ادراج الرياح.
رجعنا مرة ثانية للاحلام خوية نزار،ولكن لابأس فالاحلام في كثير من الاحيان خطوة نحو الابداع والرقي والتطور.
الامر سهل بعد تشخيصك لمشكلة ايفادات الدورات التدريبية والتي تعرف انها مخصصة لأبناء القبيلة فقط يمكن ان تسيطر عليها انت ومخلصيك بالايعاز الى كل الدوائر المحلية بعدم ايفاد أي موظف لدورة تدريبية الا بعد الاطلاع على ملفه الوظيفي ومعرفة فيما اذا كان يستحق هذا الايفاد ام لا.
حينها واذا نجحت فسينتظرك كاتم الصوت، اسأل الله حمايتك من كل مكروه.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.