د. ميسون البياتي
ولد الشاعر خوان رامون جيمينز عام 1881 وتوفي عام 1958 وهو شاعر اسباني لامع حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1956 . تعد أشعار جيمينيز ذات روحانية عاليه وتجديداً في الشعر الإسباني الذي إقتبس فيه جيمينيز روح الشعر المعاصر عن الشعر الفرنسي المعاصر
ولد جيمينيز في الأندلس وعاش فيها ودرس القانون لكنه لم يفلح في العمل كمحامي لأنه إتجه الى كتابة الشعر ونشر أول مجموعتين شعريتين له عام 1900 حين كان في 19 من العمر
وفاة والده سببت له هزة نفسية عنيفه وأدت به الى حالة كآبه حاده جعلت أهله يرسلونه الى فرنسا للعلاج فكان أول ما فعله حين وصل الى فرنسا أنه أقام علاقة غراميه مع زوجة طبيبه المعالج , واصل جنونه العاطفي حين عاد الى مدريد وعاش فيها بين عامي 1901 _ 1903 بالوقوع في غرام عدد من الراهبات , ثم عدد من الممرضات في المستشفيات التي كان يتعالج فيها , بين عامي 1911 _ 1912 كتب عدداً من القصائد تغنى فيها بالعشق الجنسي لعدد من النساء وبعض هذه القصائد تفصح عن ممارسات جنسيه أدت به الى الطرد من المستشفى رغم أن لا أحد يعلم حتى اليوم فيما اذا كانت ممارساته تلك حقيقيه أم أنها مجرد وحي من الخيال . الموضوعات الرئيسيه في أشعاره الأخرى كانت الموسيقى والألوان التي كان يرمز بها الى الحب أو الفقدان
كتب عن الأندلس شعراً منثوراً عن نفسه وعن حمار يدعى ( بلاتيرو ) في قصة تدعى ( بلاتيريو وأنا ) عام 1914 . عام 1916 إلتقى بشاعره جزائرية الأصل إسبانية المولد تدعى ( زنوبيا كامبروبي ) فتزوجها وعاشا معاً في الولايات المتحده الأمريكيه وبعد عام إنتقلا للعيش في البرتغال
بسبب إندلاع الحرب الأهليه الإسبانيه غادر جيمينيز مع زوجته الى المنفى في بورتو ريكو حيث إستقرا هناك حتى عام 1946 . في بورتو ريكو دخل المستشفى مدة 8 أشهر بسبب حالة كآبه حاده وحين تعافى منها عمل أستاذا للغة والأدب الإسباني في جامعة بورتو ريكو وتدريسه أثر بشده في شعراء بورتو ريكيين أمثال ( جيانينا براستشي ) و ( رينيه ماركيز ) و ( رينيه راموس أوتيري ) . الجامعة وكتكريم له أطلقت اسم جيمينيز على إحدى بناياتها وجعلت شعره وكتاباته من ضمن منهاج المقرر الدراسي على الطلبه . عمل بعدها أستاذا ً للأدب الإسباني في جامعة ميامي , إضافة الى كونه أستاذاً للأدب الإسباني والبرتغالي في جامعة ميريلاند التي أطلقت إسمه على أكبر قاعاتها للإجتماعات عام 1981 أي بعد ربع قرن على وفاته
عام 1956 حصل جيمينيز على جائزة نوبل في الأدب وبعد يومين توفيت زوجته بسبب مرض السرطان في المبيض , كانت زوجته ورفيقته ومنظمة أعماله وشاعره ناقده لكتاباته ولهذا إنهار بعد وفاتها ولم يتعافَ من الصدمة حتى وفاته بعد ذلك بعامين في 1958 في نفس المستشفى الذي توفيت فيه هي , وقد أعيد نعشيهما الى إسبانيا حيث دفنا في الأندلس _ مدينة ماغوير
رغم كون جيمينيز شاعراً إلا أن عمله ( بلاتيرو وانا ) الذي تحدث فيه عن حياته في الأندلس حقق مبيعات عالية جداً في امريكا اللاتينيه ( أغلب سكانها يتحدثون الإسبانيه ) كما حقق الكتاب مبيعات عاليه في الولايات المتحده الأمريكيه بعد ترجمته الى الإنكليزيه
تعاون جيمينيز مع زوجته في ترجمة مسرحية ( الراكبون الى البحر ) للكاتب المسرحي الايرلندي جون ميلينجتون سينج . كان إنتاجه الشعري خلال حياته هائلاً ومن بين أعماله
( السوناتات الروحيه ) 1914 , ( الحجاره والسماء ) 1916 , ( الشعر في النثر والأبيات ) 1932 , ( صوت أغنيتي ) 1945 , ( الحيوان في القاع ) 1947 ( مجموعة قصائد ) وهي 300 قصيده كتبها بين عامي 1903 _ 1953 تمت ترجمتها الى الإنكليزيه ونشرت عام 1962