كتبت ربى داوود مجيد الياس قعوار من دالاس/ تكساس
قررت أَن يكون عنوان مقالتي لهذا اليوم مقتبساً عن مقالة للدكتور أُسامة غزالي حرب ، (( خرافة الحجاب ! )) ، وأَردت من خلال هذا المقال أَن أُعقِب على نقطة او نقطتين في كلام الدكتور حرب ..يقول الرجل مستفتحاً صدر مقاله بالقول : (( فى منتصف التسعينيات سافرت فى زيارة إلى الهند بدعوة من وزارة الخارجية هناك، وكان من بنود هذه الزيارة لقاء مع رئيس البرلمان الهندي، وكانت فى ذلك الوقت السياسية الهندية المسلمة البارزة «نجمة هبة الله»، وكان اللقاء مفيدا وثريا للغاية مع السيدة التى ترأس برلمان أكبر ديمقراطية فى العالم (1400 مليون نسمة).)) ثم يكمل..
وفى نهاية اللقاء لم أجد حرجا من أن أوجه لها سؤالا خاصا، فقلت لها : أراك تلبسين «السارى» الهندى التقليدى الذى يكشف جزءا من بطن المرأة فضلا عن وجهها وشعرها ، فهل يتسق ذلك مع كونك مسلمة؟
فابتسمت السياسية الكبيرة وقالت :يا دكتور..أنا مسلمة الديانة وهندية الثقافة، والملابس ثقافة وليست دينا!”وأفحمتنى نجمة هبة الله بردها البليغ! نعم هناك زى هندى وزى صينى وزى يابانى وهناك زى أوروبي، وهناك أزياء شعبية فى معظم بلاد العالم تفرضها الثقافة والتقاليد وأيضا ظروف المناخ، فسكان الإسكيمو مثلا يغطون أجسامهم ورؤوسهم بالكامل ليس تدينا وإنما بحكم البرد القارس، وسكان افريقيا الاستوائية كانوا يكادون أن يكونوا عراة، ليس تحللا وإنما بحكم حرارة الجو الشديدة. ولكن ليس هناك زى مسيحى وزى يهودى وملابس بوذية وملابس كونفوشيوسية، والملابس الدينية هى التى فقط يلبسها رجال الدين، أما أتباع الأديان فيلبسون ملابسهم الشعبية والقومية، ومع ذلك ابتلينا بمن يتحدثون عن الزى الإسلامى، وأن هذا الزى هو الحجاب بالرغم من أن لفظ الحجاب لم يذكر فى القرآن الكريم اطلاقا كدلالة على الملبس، فضلا عن أنهم لا يوضحون لنا ما المقصود بالخمار والجيوب ولا نوعية وأشكال الملابس التى كانت سائدة فعلا فى الجزيرة العربية أيام الرسول(ص). إن ما يدعو إليه الإسلام –ككل الأديان-هو احتشام المرأة فى ملابسها ومظهرها، ولذلك استغربت كثيرا من ردود الأفعال الشديدة بل والمتشنجة لبعض علماء الأزهر، ومنهم من نكن له كل احترام وتقدير، إزاء دعوة شريف الشوباشى لخلع الحجاب، والتى هى أيضا ليست جديدة فى مصر! هونوا عليكم… ودعونا نلتفت إلى ما هو أهم!.)) ،
أَخي العزيز صاحب المقال
بالرغم من كوني لا اتفق مع طريقة عرضك او سردك لمفهوم الحجاب الإسلامي ، كوننا نعلم يقيناً أَنَّ الحجاب كان رمزاً من رموز التقسيمات العنصرية أَي (العبودية ) إِلا إنني اتفق معك قطعاً بالإلتفات لما هو أَهم ، أَما بالنسبة لقولك : ( ولكن ليس هناك زى مسيحى وزى يهودى وملابس بوذية وملابس كونفوشيوسية، والملابس الدينية هى التى فقط يلبسها رجال الدين، أما أتباع الأديان فيلبسون ملابسهم الشعبية والقومية) فهذا صحيح اخي العزيز ..ولكن من قال بأن الإسلام اليوم دين حتى يُضم لسلسلة الديانات تلك.؟ اخي العزيز ..الإسلام الحالي مذهب سياسي فاشستي هدفه السُلْطة.. والزي عند هكذا فلسفات فاشستية كارثية هو وسيلة لترويض المجموع البشري وتحويلهم الى قطيع يشبه بعضهم بعضاً.!..ثم أَراك أَخي العزيز تستغرب من هياج مؤسسة الأَزهر من دعوة الشوباشي لخلع الحجاب ، وكأَن الأَزهر مؤسسة تابعة للأُم تيريزا.! اخي العزيز..الأَزهر عبارة عن مؤسسة تتبنى الجهل والتخلف عقيدة..وتاريخها أَسود من السواد الحالك، فلما العجب يا اخ العرب.!؟ ..اخوتي مثقفي مصر العزيزة..دعونا لا نضحك على انفسنا ودعونا من الآن نُحدد بوصلتنا ، بدون ضرب الجذور نكون كمن يمني النفس بالأَوهام.! يااخوان قولوها صراحةً : نحن نرفض الحجاب لأَنه رمز عنصري متخلف وكان الله يُحب المحسنين ، اما المحاولات الترقيعية من قبيل الحجاب ليس من الإسلام..والإسلام براء من الحجاب..فانتم تعلمون اكثر من غيركم ان هذا الكلام الخائب لا يخيل على تلميذ في المرحلة الإبتدائية .. وأَي معمم ابو لحية مقملة يسهل عليه أَن يثبت بطلانه ، فلما استمراركم وإستمرائكم للحلول العبثية الترقيعية .؟ هذا زمانكم فمن كان عنده كلمة حق فلينطقها ومن لم يملك الشجاعة لذلك فليصمت