أورينت نت – كيان حسن بيلد
ذكر تقرير نشرته صحيفة بيلد الألمانية على موقعها الإلكتروني الاثنين الفائت 25-08-2014م، أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمعروفة اختصاراً بـ (داعش)، سيستمر على الأقل 20 عاماً قادماً، وذلك اعتماداً على مقابلات مع خبراء وعلماء أوروبيين في شؤون الإرهاب.
50 ألف داعشيْ وقلق غربي
وحسب ما نقلت صحيفة بيلد عن المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن حوالي 50 ألف “مجاهد” يقاتلون بالفعل إلى جانب داعش، منهم 20 ألف من الخارج، ليسوا فقط من الدول العربية ولكن من الأوروبيّة أيضاً، ففي نهاية الأسبوع الماضي وحده انضم أكثر من 300 مقاتل من ميليشيات معارضة إلى المتطرفين.
الغرب من جانبه، يزداد قلقه حسب التقرير من هؤلاء المقاتلين المتطرفين الذين ينضمون لصفوف داعش، وخاصة في عودتهم من مناطق الحرب، الأمر الذي قد يتسبب بارتكاب هجمات على الدول الغربية، وحسب ما وصف كاتب التقرير أن المشكلة تكمن في سفر العديد من هؤلاء من ألمانيا إلى سوريا والعراق، وهم يحملون الجنسية الألمانيّة.
داعش بماركة أوروبيّة
وتتساءل الصحيفة، ما حجم الخطر الذي تشكله داعش في الغرب، وما شكل التهديد الخطير لها في أوروبا وألمانيا، على هذا السؤال يجيب البروفيسور بيتر نيومان، خبير شؤون الإرهاب في كلية كينغز اللندنية المرموقة بالقول “في صفوف داعش نحو 2400 مقاتل نشط من الغرب، بما في ذلك حوالي 2000 في أوروبا، من 300-400 منهم ألماني، و400 من بريطاني وحوالي 600 فرنسي و500 بلجيكي، هؤلاء المقاتلين من الغرب يرتكبون أعمال وحشيّة، لدوافع ايديولوجيّة للغاية، وذكرت الصحيفة على سبيل أسوأ الأمثلة أن قاتل الصحفي الأميركي جيمس فولي من المفترض أنه بريطاني.
السلطات المعنيّة بالأمن الأوروبية والأميركية، تراقب نشوء داعش وتدفق المقاتلين من الغرب بقلق ومنذ فترة طويلة حسب ما ذكرته الصحيفة التي أضافت، أنه على الرغم من ذكر مكتب التحقيقات الفدرالي FBI ووزارة الأمن الداخلي الأميركية أنه لا يوجد في الوقت الحالي أي تهديدات محددة أو ذات مصداقيّة من قبل داعش ضد الولايات المتحدة الإميركيّة، إلا أن المتطرفين العنيفين حسب وصف الصحفية، ونقلاً عن مجموعة تدعم التنظيم أنهم كانوا قادرين في الواقع ودون سابق إنذار محاولة شن هجمات على أهداف أميريكية في الخارج.
شباب تنظيم القاعدة
هذا ما كان بالنسبة لأميركا، فماذا عن أوروبا بما في ذلك ألمانيا، هل هناك تهديد من قبل الإرهاب في أوروبا؟، خبير الإرهاب نيومان يجيب بيلد على سؤالها قائلاً “لن يحدث اليوم أو غداً ضربة في برلين-من قبل داعش-، لكننا سنكون في خطر لجيل”. وعلى سبيل التذكير، هناك في افغانستان نشأت في ثمانينات القرن الماضي القاعدة. هذه الشبكة الإرهابية تسعى ولا زالت مستمرة لأكثر من عقدين.
علماء من كلية (كينغز) يرون في حالة داعش أنه “الآن ينشأ شيء جديد، شباب تنظيم القاعدة، بعض من مقاتلي تنظيم داعش لهم من العمر 17 سنة فقط، وهم لم تتأثروا من قبل بهجوم 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأميركيّة ولكن السبب هو القتال في كل من سوريا والعراق”، ويضيف العلماء كما نقلت الصحيفة عنهم “يجب أن نتوقع أن البعض من هؤلاء الشباب عاجلاً أو آجلاً سيكون لهم أنشطة إرهابية في أوروبا، لذا سنضطر للتعامل معهم على مدى جيل”.