حياتنا كلها عبارة عن مرمطة في مرمطة ,. وعذاب في عذاب, أينما نذهب نلقى الويل والعذاب والمرمطة,وحياتنا كأننا في معركة, وأكبر مرمطة إذا فتنا على السوق وأزمة الأسواق خصوصا في الأعياد تحرشات ومزاحمات وهذا يمسك بك من قميصك وذاك يشدك من يديك وآخر ينتشك من بنطلونك, يعني والله كلها عبارة عن مرمطة في مرمطة, ويا ويل الواحد منّا إذا شكا أو إذا عبر عن انزعاجه,ساعتها الكل يقول له بأن الوضع طبيعي جدا وليس هنالك من داعي للشكوى وصاحب المحل بصير يحلف على مرته بالطلاق, وإذا ركبت في سيارة الأجرة مستحيل السائق يشغلك العداد وإذا سألته عن العداد بصير يسب ويشتم برئيس الحكومة ويلعن بكل المسئولين اللي بالبلد وكل هذا على شان ياخذ منك نصف دينار زياده عن حقه الطبيعي وإذا ناقشته فورا ببحلق فيك وبصير بده تتضارب بوكسات إنت وإياه,يعني الواحد منا على الجهتين مفضوح, إذا حكا مفضوح وغذا سكت مفضوح, ويفضح أختها من عيشه جربا, وإذا وركبت في السيارة ودخلت السوق, ذاك يريد أن يتجاوز عنك,وهذا يلز عليك بسيارته وكأنه يريد أن يطير بسيارته من فوق رأسك وهذا يغلق عليك الطريق ومناكفات ومسبات وشتائم ما سمعنا بمثلها لا في كتب الأولين ولا في كُتب اللاحقين والآخرين, والناس في هذي الأيام صاير عندها عصبية زائدة عن حدها أي كلمة تحكيها تكون محسوبة عليك يعني ممنوع أن تتنفس أو أن تعبر عن رأيك ولو بكلمة واحدة, وما في حدى بضحك في وجه حدى ثاني والناس فقر ونقر وجوع ومن زايد إلى زايد ومرمطة من الآخر, وأينما ذهبنا بنتمرمط إتمرمط,سواء ذهبنا إلى الحقل أو العمل أو المستشفى, وعلى سيرة المستشفى, إذا بتروح إنت شخصيا مع أي مريض من العائلة لترافقه إلى المستشفى إنت شخصيا بصيبك مرض من كثر المرمطة اللي بدك تتمرمطها وبصيبك تعب وإرهاق نفسي شديد وانت داير من شباك إلى شباك ومعك ملف المريض, على شباك المحاسب المالي مرمطة من الآخر وفي الصيدلية مرمطة حدّث عنها ولا حرج, وغذا حكيت كلمة واحدة مع الصيدلي أقل شيء ممكن يحكيلك إياه هو:روح اشتر الدواء من برى المستشفى على حسابك, وأنت تقف على الدورهذا بنكزك وهذا بدفشك وهذا بدعس على رجلك وفاتل عضلاته ومش شايف حدى قدامه وكأنه رجل أعمى وأطرم يعني ما بسمعكيش إذا شكيت أو إذا صرخت من شدة الألم وما حدى حاسب حساب حدى, والله عيشتنا يا جماعة الخير بتقصّر العمر.
ونذهب إلى العمل صباحا ونقف على ناصية الطريق لكي نركب في باصات النقل من وإلى القرية والمدينة, وغالبا ما تتفطر أقدامنا ونحن وقوف ننتظر باص النقل وأغلب الأحيان نركب على الواقف من كثرة الأزمة , ويا ويل الواحد منا إذا حكا أو شكا أو نطق بأي كلمة , بعلق علقه ما إلها أول ولا إلها آخر وخصوصا إذا سائق الباص طلع عن المطبات بسرعة جنونية,يعني ممنوع تحكي مع السايق أو الكنترول لتنصحه, وأقل رد يرد عليك به هو: إذا مش عاجبك أُخذ سيارة طلب أو باص طلب على حسابك أو روح اشتريلك طياره,يعني بصير يعمل منك أرجوز ومسخرة, وحين نريد العودة من المدينة إلى القرية نقف أيضا في مجمع النقليات وندفش بعضنا بعض ونسبُ بعضنا ونضرب بعضنا لكي نتمكن من حجز مقعد في الباص , ويا ويلك يا سواد ليلك إذا هجمت على باب الباص بنت,لا تستطيع أن تزاحمها أو حتى تقترب منها بتجيبلك 100قضيه وقضيه, وحين نذهب إلى المخبز(الفران) نقف على الدور أكثر من ساعة وساعتين لكي نتمكن من الحصول على 3 كيلو من الخبز, ويا ويل الواحد منا إذا شكا أو تأفف من كثرة الناس اللي بيجوا وبياخذوا الخبز بدون ما يقفوا على الدور, حياتنا مرمطة في مرمطة, وفي نهاية الشهر حين نذهب لاستلام رواتبنا من البنك أو مؤسسة البريد نقف أيضا على الدور ونعاني من العجقة وهذا يدزنا وذاك ندزه وهذا يدفشنا وذاك ندفشه من أجل الحصول على الراتب , واللي بسمع من بعيد بصير يفكر إنه الراتب 2000دينار أردني,واللي بدري بدري واللي ما بدري بقول كف عدس, بس للعلم فقط لا غير كل تلك الأزمه بتكون بس على شان 180دينار أردني فقط لا غير, وما أن ننتهي من الأزمة إلا ونحن نشعر بالروح وكأنها خرجت منا من شدة ما نعاني, يعني حياة كلها مرمطة في مرمطة وتعب وشقاء ودوشه ووجع راس, وحين نذهب إلى السوبرماركت لنشتري بعض المواد التموينية نعاني أيضا من الأزمة ومن الضيق ومن تسلط التجار علينا , ويا خراب بيتك لو حكيت عن بضاعة صاحب السوبر ماركت أي كلمه بصير يحلف بالطلاق من مرته إنه مش ربحان منك غير 10 قروش,وبصير بده يعيط ويبكي على الحاله اللي هو فيها وبقطّع قلبك من كثرة التذمر لدرجة إنك بتشفق عليه أكثر من ما إنك تشفق على حالك, حياتنا كلها مرمطة في مرمطة ولقمة الخبز مُغمسة بالدم , وفي سوق الخضرة أصوات ترتفع بدون أي مبرر, تجد بسطة البندورة أمامك أو البطاطس ومكتوب عليها السعر ومع ذلك صوت البائع وهو يعلن عن سعرها بخزقلك طبلة إذنك,وما بتدريش وين بدك إتروح ولا وين بدك تتجه من كثرة المرمطة.