جهاد علاونة
لو لم يولد خالد بن الوليد لَما كان هنالك إسلام على وجه الأرض,فهو الذي نشره وحارب من أجله الفرس والروم وكل من يلعب لعبة الشطرنج يعرف خطط خالد بن الوليد التي تعتمد على إتعاب الخصم وإنهاكه والالتفاف خلف جيش الخصم لاختراقه من الخلف وتفريق صفوفه,وكل الذين يكتبون عن خالد بن الوليد يجهلون الخطة الثانية التي كان يعتمدُ عليها ويظنون بأن خالد كان يخنق جيش الخصم غير سامحٍ له بالفرار وهذا خطأ كبير يقع فيه الكُتّابُ والمحللون حيث كان خالد يترك للخصم مجالا واسعا للهرب من المعركة فقد كان رأيه طوال حياته بأن جيش الخصم إذا حوصر يستبسل دفاعا عن نفسه ولكن إذا تركت له مجالا للهرب فإنه يهرب ويترك المعركة ويغنم الجيش غنيمته ويلحق بفلول الهاربين فيقتلهم فرادى غير مجتمعين,وكانت هذه خطته إلا في معركة واحدة أباد فيها جيشا كاملا بعد إطباق الحصار عليه من كل الجوانب .
وقيل بأنه لم يكن يحفظ من القرآن ولا أي آية وكان يقول:خُلقت لنشره وخُلقتم لحفظه ,أسلم على يد أخيه(الوليد بن الوليد بن المغيرة) بعد صلح الحديبية وبعد تخليصه من جيش محمد حين وقع أسيرا بمعركة(بدر) بفديةٍ مقدارها 4000آلاف درهما وعلى أثرها أسلم الوليد وقال له رسول الله يسألُ عنك فاستدرك لنفسك لكي يقدمك الرسول على الناس كان الإسلام في بداية شبابه قد تسبب له بعقدة(الحب) حيث أن إسلام معشوقته (ليلى) قد تركت في نفسه جرحا لا يلتئم إذ أسلمت قبل خالد ورفضت الزواج به وهو على دين الشرك على حسب قولها وإيمانها بالإسلام :بأن لا تنكحوا المشركين ولعبدٌ مؤمن خير من سيدٍ كافر,وظلت هذه العقدة مرافقة له طوال حياته وتزوجت ليلى من(مالك بن نويره) وتنقطع الأخبار كيف تزوجت به وكلها مشكوك بها وتظهر ليلى فجأة في حروب الردة حين يرتد مالك بن نويرة عن الإسلام وأسر خالدٍ له وكان عدم رده على الآذان بآذان أخرى قد أخذها خالدٌ حجةً على أن مالك بقي مرتدا عن الإسلام وخصوصا حين يقول لخالد:(كنا ندفع الزكاة لمحمد ومات صاحبك فلماذا يطالبنا أبو بكرٍ بها؟) فقال له خالد:أليس محمدٌ بصاحبك؟… وفي نفس الليلة يأمرُ خالد بن الوليد ضرار بن الأزور بأن يدفء الأسرى وضرار هذا من كنده وكلمة أدفء معناها أقتل في لغتهم ,والكل يتهم خالد بأنه قتله ليتزوج من زوجته (ليلى) التي كانت معشوقة الأمس وفي ذلك أخبارٌ كثيرة كلها شكوك,وحين تنوي ليلى الرحيل يعرض عليها خالد أمر زواجه منها بعد انتهاء العدة فيصطحبها معه في معركة اليمامة والحديقة وهي مدة كافية لقضاء عدتها,ويمض خالد في المعركة بينما تنتظرُ ليلى في مخدعها داعيةً الله بأن يعود خالد منتصرا لتتزوج منه ولكن كل الأخبار التاريخية تقول بأنه لم يدخل بها الدخول الشرعي الصحيح حيث نال وطره منها قبل انتهاء عدتها,وشقيق مالك بن نويره يقلب الدنيا ويقعدها ويتهم ليلى بأنها تآمرت مع خالد بن الوليد على قتل زوجها ويصل الخبر إلى المدينة وتتحول ساحة المعركة إلى مسرح جريمة قتل وتحقيقات وتداعيات كثيرة كانت قد تركت في نفس ليلى أثرا كبيرا,وتنتشر الشائعات وتحدث فضيحة كبرى تقرر ليلى على أثرها ترك رسالة الوداع لخالد بن الوليد لكي لا يتحدثُ عنها التاريخ بسوء وتطلبُ منه عدم اللحاق بها حيث اختارت بيت زوجها مالك بن نويرة, ويقول أبو بكر ما كنت لأقتل سيفا كان قد سله الله على أعداء المسلمين,أما عمر بن الخطاب فلم يقتنع بالموضوع كله من أساسه ويصر على عزل خالد,ولم يستطع فعل ذلك إلا بعد وفاة أبي بكرٍ الصديق.
ومنذ ذلك اليوم والتاريخ الذي غادرت فيه ليلى أرض اليمامة تنقطع أخبارها ولا تظهر على خشبة المسرح الخاص بخالد بن الوليد إلا في الساعات الأخيرة من يوم وفاته حين تسمع بمرضه وبعزله عن ولاية (قلنسرين) ولزومه داره في حمص مستسلما للمرض,وتشعر زوجته فاطمة بأنها هي سبب عزله لأنها قالت له :أعطِ للأشعث على مدحه لك عشرة آلاف دينار ووزع مثلها على أهل قلنصره ليخلصوا لك أكثر فيصل الخبر لعمر بن الخطاب فتتحول الأعطية إلى مسرح جريمة وفساد مالي كبير فيقرر عزله وتجريده من كل مناصبه,وبهذا تموت فاطمة حزنا وكمدا على ما أصاب خالد,وتموت قصة الحب بين خالد وفاطمة فاسحة المجال لقصة الحب القديمة بأن تعيد نفسها مرة أخرى فتقرر ليلى الرحيل إليه لتكرار الماضي لترعاه وخصوصا بعد أن تعلم بوفاة زوجته فاطمة التي تزوجها بعد رحيل ليلى عنه ولكنها تصل إليه متأخرة جدا …إلخ,
ولا أريد أن أدخل في تفاصيل معروفة لدى الجميع لكي لا أكرر ما يقوله الآخرون ولا أحد يعلم بالضبط كم بلغ عدد نساء خالد بن الوليد ولا حتى أولاده ولكن سنختصر الموضوع على أن عدد أولاده أربعون ولدا على أقل تقدير ولم يعش منهم إلا ثلاثة وكانت كنيته(أبو سليمان) أبوه الوليد بن المغيرة كان أول رجلٍ حرم الخمرة على نفسه فكان يرفض أن تذهب الخمرة بعقله وهو سيدٌ من سادات قريش وهو أولُ من خلع نعليه داخل الحرم المكي ومشى فيه حافيا وكان رصيده من المال 12 ألف دينار ذهباً ومات على دين آباءه عن عمرٍ ناهز على ال95 عاما …ورفض الدخول في الإسلام وللوليد بن مغيرة 13 ولدا أسلم منهم ثلاثة رجال,و(عمارة بن الوليد) أخ خالد بن الوليد كان قد عرضه على أبي طالب بأن يعطيه لأبي طالب بمقابل تسليم أبي طالب محمدا لقريش يقتلونه فقال له أبو طالب: أأخذ ابنكم أطعمه وأغذوه وأعطيكم أبن أخي تقتلونه!!!وفي أثناء زيارة عمر بن العاص للنجاشي ملك الحبشة في القصة المشهورة عن ملاحقة قريش لمحمد في الحبشة كان قد فقد فيها (عمارة بن الوليد)عقله حين أشاع بأنه على علاقة جنسية بزوجة النجاشي ملك الحبشة(أثيوبيا) إذ أمسك به النجاتشي متلبسا مع زوجته على فراشه وقيل لم يمسك به وإنما أخذه بالشبهة وبالظنة وسكب على أرجله الزيت وربطه بحصان جره إلى داخل الغابة وبقي فيها حتى استعادوه قريش فاقدا للعقل فترك مكة ورجع إلى الغابة ليعيش مع الأدغال مثل(الطفل ماوكلي), وكان الوليد بن المغيرة رجلا ثريا مما أتاح لخالد بأن يهتم بنفسه وبمواهبه الفروسية . والوليد بن المغيرة هو الذي قال فيه القرآن(“إنه فكر وقدر*فقتل كيف قدر*ثم قتل كيف قدر*ثم نظر* ثم عبس وبسر*ثم أدبر واستكبر*فقال إن هذا إلا سحر يؤثر*إن هذا إلا قول البشر*سأصليه سقر”
وزار خالد سوريا وفلسطين وكل بلاد الشام قبل إسلامه فعرف البلاد قبل أن يأتيها فاتحاً, ولد قبل الهجرة ب 25سنة والفارق بينه وبين النبي 28 سنة,خالته ميمونة أم المؤمنين وأمه لبابة بنت الحارث ,وهو من بني مخزوم حيث كانوا مسئولين في قبيلة قريش عن الحرب ومن هذه البيئة خرج خالد بن الوليد ,وكان بارعا في ترويض الخيول منذ نشأته الأولى وإذا ركب الخيل لامست أقدامه الأرض من ضخامة جسمه, وتوفي خالد بحمص في (18 من رمضان 21هـ = 20 من أغسطس 642م). وحينما حضرته الوفاة، انسابت الدموع من عينيه حارة حزينة ضارعة، ولم تكن دموعه رهبة من الموت، فلطالما واجه الموت بحد سيفه في المعارك، وحين يسمع عمر بوفاته يقول: “دع نساء بني مخزوم يبكين على أبي سليمان، فإنهن لا يكذبن، فعلى مثل أبي سليمان تبكي البواكي.
باب توما يشهد على كذب و تزوير التاريخ
الحيادية التي يدعيها من يدعون انهم مؤرخين في مجتمعنا تسيئ اكثر ما تفيد
قتل السفاح خالد ابو كذا قتل في باب توما في دمشق لذلك رفقا بعقولنا ايها المؤرخين الحياديون