حوارٌ مع ( عدوِّي ) السلفي : أسئلة مُغرضة وأجوبة أكثر إيلاماً : ـ

تخلّصنا مؤخراً ـ أو هكذا بدا لنا ـ من أحد الكائنات الفيسبوكية الجهادية المزعجة التي تلج إلى عالم الأسافير وقد تعلّق بذهنها خيالاً وتوهُّمهاً أنّها بصدّد مهمة رسالية جهادية غايتها تخليص الشبكة العنكبوتية من المخالفين لمحمد ابن عبد الوهاب ، تلك الشبكة العنكبوتية التي لو إرتضى مصمموها نهج السلف الوهّابي منهاجاً يسيرون على هديهه لما كانوا قد صمموها ، بل لكانوا لا يزالون يتواترون على إستخدام الحمام الزاجل إلى اليوم كأداة للتواصل ، ولاكتفوا بما جاء في كتب التراث عن فضائل صلة الرّحم كإختراع مثالي لا بديل له ولا محيص عنه لتدعيم أواصر العلاقات الإجتماعية بين البشر ، ولما تفتّفت عبقريتهم عن إختراع مواقع التواصل الإجتماعية التي أمسخها علينا أمثال ذلك الكائن الجهادي الفيسبوكي .

آخر ملاحم وبطولات المجاهد الفيسبوكي ذاك أنّه كتب عدداً من السطور البائسة تنضح غباءً وجهالة وكذباً ونفاقاً، غايته من كتابتها أن يُجاهد علينا وأن يتلمّع بنا متبزِّلاً متسفِّلاً لأمثاله من المجاهدين الفيسبوكيين علّهُ يحس ـ كذباً ـ بالإكبار أمامهم عبر تصوير نفسه خط دفاع أوّل عن الإيمان والأخلاق ، بيدّ أنّهُ بدا أمامنا صغيراً متضائلاً قزماً كالخنافس عندما ظهر إسمه بسطوره البائسة التعهيرية بالقرب من إسمنا الذي عنوّن به سطوره الخائبة تلك ، وقد كُلِّلت مساعيه بما تُكلّل به مساعي العاهرة الدميمة التي أكثرت من مساحيق التجميل حتى إستحالة إلى مهرِّج من فرط إفراطها في إستخدامها ، وقد ظهر العنوان بائن الإفتعال والتكلف على غرار مانشتات الصحف الصفراء وصحف الحوادث كصحيفة الدار التي يرجوا أصحابها عبر هذه المبالغة في العناوين الصيت والذيوع لصحفهم الغبراء .!

حجم هائل من الأباطيل والأكاذيب تنضح بها تلك السطور ـ على قِلّتها ـ التي كتبها عنّا ذلك المجاهد الإسفيري المنافق، لا يمكن لنا إلاّ أن تضعها أو نصنِّفها ضمن أبواب الجهالات وأكوام النفايات ، لكن سترتد في آخر المطاف حسرةً وندماً عليه بعد أن يستبين له أنّه أجهل من حمار أبو جهل ( أبو الحكم ) ، ولا غرابة في أن تنضح كتابات أمثاله بالجهالات والإفتعالات طالما هي موجهةٌ إلى قسم أبلد منه من القراء الذين تعج بهم صفحة صاحبنا المجاهد السفيه هذا ، والذين وجدوا بتلك السطور مادةً طازجة لإستعراض فحشهم وغباءهم وجهلهم وسطحيتهم ، وكيف لا وهم وإن كانوا يقرأون بيد أنّهم لا يستوعبون بعقولهم التي عليها أقفالها ، وبالطبع القراءة أمر والإستيعاب للمقروء أمر آخر ، وهؤلاء الذين ولغوا في إفك صاحبنا المجاهد يندرجون قطعاً ضمن هؤلاء الذين يُماثلون الأُمِّي الذي لا يُجيد القراءة ، إذ ما جدوى تعلم القراءة والذهن مُعطّل عند محطة السلف ( الطالح ) زاهداً في ممارسة صلاحياته في التفكير .

ويستغل كبيرهم ـ الذي كتب عنا تلك السطور والذي علّمهم عدم التفكير وتعطيل العقول وتبليد الأذهان ـ جهلهم وبلاداتهم فيعمد إلى ما دوّناه من أفكار ليختزلها ويجتزئها من سياقها العام ويعرضها بلغته كيفما إتفق معه ليسهُل عليه الرّد عليها ، وبمنتهى الصراحة فإنّني لا أُخفي قط إحتقاري وإستصغاري لشاكلة هؤلاء الذين يخونون أمانة الكلمة ، ولكن علاما دهشتي عليهم وهم يخونون أمانة الكلمة وهم أنفسهم من يتجاسرون على إقتراف ما هو أبشع وأنكل إذ يستبيحون الدماء فقط لخلاف في الرأي كما هو الأمر عندهم في حد الرِّدة !!!

قبلت صداقة هذا المجاهد الإسفيري ـ الذي بات همه الشاغل مطاردتي عبر تصيُّد ما أكتبه ـ وفي بالي أن يستفيد مما نطرحُ من اراء عبر حسابنا بموقع فيسبوك وقد قار في وجداننا أنّهُ صبيٌّ ( عقلاً وفكراً ) فأردنا أن يبلُغ هذا الصبي أشُدّه عبر الحوار معنا ، فصبرنا على بلواه ومحنه طويلاً ، وطفقنا نرُد عليه نزولاً إلى أدنى مرتبات التبسيط لعلّ وعسى أن يفهم ويستوعب ، بيد أنّهُ لم يستطِّع معنا صبرا ، وبلغتنا منه أشدّ الإساءات قبحاً ، ورغم ذلك عفونا عنه في المرة الأولى بعد أن إستجدانا الصفح عبر ( الخاص ) ، فكظمنا الغيظ وعفونا عنه ، فما لبث قليلاً حتى سدر في غيِّه تارةً أُخرى دون رادعٍ من صداقة إسفيرية جمعت بيننا ظاهراً على الأقل ، فقلنا لهُ هذه المرّة : إنّ هذا فراقٌ بيننا وبينك وطردناه من قائمة أصدقائنا تصحبه اللعنات أبد الآبدين تارةً ، وتارةً أُخرى تتبعه نظرات الرثاء والشفقة مصحوبةً بالتقزز والقرف والإشمئزاز عليه وعلى حالته الرثّة معرفياً .

ثم نسيناه بعد فترةٍ وجيزة فأشباهه لا شبح لهم حتى ، ناهيك عن أن يُخلِّفوا ذكرىً عطرة أو شجىً حزيناً يستحضرهم من بين مطارف الذاكرة ، و إنصرفنا إلى جديدٍ من أمرنا . ولكن ما تقول فيمن لا كرامة لهُ ولا أنِفة !؟ ، إذ إتّضح لي عبر إفادة إحدى صديقاتي أنّه يُتابع ما أكتب عبر حسابٍ آخر لهُ على موقع فيسبوك دون أن تردعه كرامته عن مصادقة من زهد في مصادقته ومتابعة من رغب عن متابعته ! .وكيف يأنف هو و من شابهه قد إرتضوا العبودية المعرفية لرجالٍ أمثالهم ، لهم عقولٌ كعقولهم تماماً يفهون بها وأطلقوا عليهم إسم ( السلف الصالح ) وطفقوا يعبدونهم من دون الله في الأرض !؟

بدأ ذلك المجاهد الإسفيري سطوره الباهتة بالكذب تيمناً بسنة شيوخه الذين يكذبون على الناس بإسم الدين وبإسم الإله ، فزعم أنّني أطلقت على نفسي إسم ( مفكر حر ) ، في إشارةٍ منه إلى الصفحة التي أنشئها لي موقع ( مفكر حر ) الذي يجهله صاحبنا المجاهد الإسفيري ، ولا عيب في أن يجهل به فهو جاهلٌ فيما هو أبعد من ذلك بكثير ، ولكن العيب أن يطلق جهالاته علينا بمثل تلك الوقاحة والصفاقة ، فموقع ( مفكر حر ) المعروف عنه أنّه يُنشئ صفحة على موقع فيسبوك لكلِّ كُتّابه الناشطين في الكتابة على موقعه، وقد تفضّلت عليّ إدارة الموقع بإنشاء صفحة على موقع فيسبوك تحمل إسمي كباقي صفحات كُتّاب الموقع ، تحمل عنوان رئيسي يحمل إسم الموقع ، وعنوان جانبي يحمل إسم الكاتب ، وقد ذكرت تلك المعلومة على حسابي بموقع فيسبوك ، وأنا واثقٌ بأنّهُ قد علم بذلك ولكنه يتعامل دائماً مع الحقائق بشكلٍ إنتقائي وبما يخدم أغراضه الدنيئة كما سنرى لاحقاً عبر ردِّنا على سطوره التي دوّنها عنّا .

حاول هذا المجاهد الإسفيري أن يرسم لنا صورة قلمية بسطوره الساذجة بدت خطوطها مرتعشة وقبيحة عاكسةً طبيعة الحوافر الجبانة التي خطّتها ، حيث حاول في تلك الصورة أن يُظهرنا بمظهر الدّاعين والمروِّجين ـ بل وأوشك أن يقول المقترفين ـ لما سمّاه ( زنا المحارم ) و ( الشذوذ الجنسي ) وذلك عبر التطرُّق لمساجلة دارت بيني وبين أحدهم في قروب ( نقاشات فكرية ) حيث إبتدر ادمن القروب خيطاً أورد فيه خبراً عن رجل وأمه تزوجا وطلب رأي بعضاً من أعضاء القروب وكنت من بين من طلب الادمن رأيه في هذه الزيجة ، وأوردت رأيي بأنّني وبغض النظر عن موقفي الأخلاقي من تلك الزيجة إلاّ أنّه لا حق لي في فرض قيمي الأخلاقية على المتزوجين طالما أنّ لهما قيم أخلاقية لم يحاولا تعميمها عليّ .

وإنتقلت بالتالي بالحوار من نقطة النقاش الأخلاقي العقيم حول هذه القضية إلى خانة النقاش حول مدى قانونية تلك الزيجة ، فمناقشة أخلاقية الممارسات الفردية التي لا تؤذي الآخرين مناقشة سفسطائية لا فائدة تُرتجى منها ، فالقيم الأخلاقية قيم متعددة ومتباينة ولم تفلح كافة المشاريع النبويّة أو الإستبدادية عبر التاريخ في حمل الناس على صيغة أُحادية للأخلاق الفردية ، وأردت توسيع دائرة وأفق الحوار ليأخذ منحى حقوقي قانوني ليتعمق أكثر ويتحول من نقاش سطحي حول فعل شخصي إلى نقاش حول قضايا تهمنا هنا في السودان تحديداً حيث توجد مليشيات بإسم الشرطة والله والأخلاق تُمارس الوصاية على حقوق الناس بل وعلى حياتهم الشخصية وتتدخل حتى في ازيائهم وملابسهم وهيئتهم الخارجية وتتجسس على أبوابهم المغلقة بل وعلى غرف نومهم تحت ذريعة الصالح العام .

وقلت في سياق تلك المساجلة أنّ من حقي أن أستقبح مثلاً أكل ( مرارة الخروف ) ولكن ليس من حقي أن أمنع الآخرين عن أكلها فقط لأنّني أستقبحها ، ومجرد دفاعي عن حق جميع الناس في أكل ( مرارة الخروف ) لا يعني أنّني أصبحت أروِّج لأكل ( مرارة الخروف ) أو أدعوا لأكلها أو أنّني أصبحت أأكلها ! وهكذا الأمر فيما يخص الزيجة التي تمت بين ( الإبن وأمه ) عبر الرضا والتوافق ، حيث أنّ دفاعي عن ممارساتهم الشخصية ـ بغض النظر عن ماهيتها ـ لا يعني أنّني أدعوا الآخرين غيرهم إلى تلك الممارسات كاللزواج من امهاتهم أو أنّني لا أستقبح على الصعيد الشخصي هذه الممارسة ، نفس هذا الأمر ينسحب على أي ممارسة فردية ، فمثلاً لو أراد إنسان الوقوف برجل واحدة في ميدان التحرير فهل من حقنا أن نمنعه طالما أنّ وقفته تلك لم تؤذي آخرين ؟ وهل تأييدنا لحقه بالوقوف برجل واحدة في منتصف ميدان التحرير يعنيي أنّنا نفعل مثله ؟

القرآن مثلاً يقول : ( ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( لا إكراه في الدين ) فهل عندما كفل القرآن للناس الحق في الدنيا بالكفر بالله كان القرآن يدعوا أو يُروِّج للكفر ؟ نفس المسألة بالنسبة لنا عندما ندعوا إلى كفالة حق الجميع في فعل أي ممارسة فردية شخصية طالما لم ينبني عليها إيذاء للآخرين ، فدعوتنا تلك ليست دعوة أو ترويج لفعل بعينه بقدر ما هي دعوة للحرية كقيمة مطلقة لا تحدّها إلا ( خطئية ) إيزاء الآخرين .
هنا قد يُثار تساؤل حول مدى الأذيّة أو الأذى ( الوجداني ) الذي قد يلحق ببعض أفراد المجتمع جراء تلك الزيجات ( المحرّمة ) دينياً ؟ ، ونجيب هنا بأنّ حق الكفر الذي كفله القرآن ذاته للكافرين أيضاً قد يتسبب في إذية وجدانية أكثر من أي فعل في الدنيا بالنسبة للمؤمنيين ،فهل هذا مبرِّر لرفض المؤمنيين لتعاليم القرآن التي كفلت الحق في الدنيا بالكفر بالله لمجرد أنّ ذلك يؤذي مشاعرهم أو يؤذيهم وجدانياً ؟ بالطبع القرآن يقول أنّ الله سيعاقب الكفّار رغم كفالته لحقهم في الكفر ، لكن العقاب في الآخرة فقط ، ونحن لا إعتراض لنا على أن يعتقد المؤمن أنّ الله سيُعاقب ذلك الإبن وأمه على زيجتهما في الآخرة ، لكن الإعتراض في أن يتقمص السلفي رداء الله ويتسربل بكبريائه كما يفعل صاحبنا المجاهد الإسفيري ويُعجِّل لهما عاقبتهما في الحياة الدنيا ! .
صحيح أنّ تلك الزيجات قد تُنتج أبناء مشوهين ، ولذلك وجب هنا منع اولئك المتزوجون قانونياً من الإنجاب لأنّ الضرّر هنا حآقّ بآخرين جراء ممارسة فردية .

وقد قلنا في سياق تلك المساجلة ـ التي تلقّفها ذلك السلفي المجاهد إسفيرياً وكأنّه قد عثر على كنزٍ دفينٍ وسرِّ خبيئ ـ بأنّ من حقِّ الجميع أن يستهجن أو يستقبح أو يدين ما شاء من ممارسات الآخرين الفردية التي لا تؤذي الغير ونحن ندين مثله كثيراً من تلك الممارسات ، لكن ليس من حقِّه ولا من حقِّنا أن نمنع تلك الممارسات بقوة القانون طالما لم تؤذي غيرنا . فمثلاً عدم التصدُّق على الفقراء ممارسة فردية مستقبحة ، أستقبحها أنا على الصعيد الشخصي ، لكن هل من حقِّي بناءً على هذا الإستقباح أن أُجبِر الناس على التصدق على الفقراء بعد دفعهم للضرائب ؟ أنا أستقبح ممارسات الذين لا يخرجون في المظاهرات المُناوئة لنظام الحكم في السودان أخلاقياً ، فهل هذا الإستقباح مبرِّر لي لأُجبر الجميع على مسايرة هواي الأخلاقي والخروج ضد النظام السوداني في المظاهرات التي أخرج أنا بها ؟ نفس الأمر ينسحب على الإبن والأم الذين تزوّجا من بعضيهما ، فأنا على الصعيد الشخصي أستقبح فعلهما ولكن هل هذا الإستقباح مبرِّر لي لأمنعهما عن إتمام تلك الزيجة ؟

طبعاً سيُثار هنا من جانب السلف الأهوج الذين لا همّ لهم إلاّ الإصطياد في الماء العكر على غرار شيخهم محمد بن عبد الوهاب الذي إصطاد مذهبه في مناخ الإستبداد الذي فرضه آل سعود في منطقة نجد والحجاز ، أقول سيُثير السلف تساؤلاً أخرقاً غبياً ساذجاً كما هي في الغالب أسئلتهم الخبيثة ويقولون : لماذا أنت تستقبح هذه الممارسة ؟ وهو بالطبع سؤال شخصي أنا غير معني بالإجابة عليه ، فمثلاً لو سألني أحدهم لماذا تستقبح ممارسة الجنس مع ( س ) من الفتيات ؟ فهل أنا معنيٌ بالإجابة على هذا السؤال ؟ وهل يُضيف هذا السؤال لموضوع الحوار شيئاً ؟ طبعاً سيُضيف لصاحبنا مجاهد الأسافير المنافق الكثير ، سيُضيف لهُ المادة الصفراء القذرة الذي تقتات عليها كتاباته الشحيحة كماً ونوعاً ، و ستُحيل الحوار من تبادل للاراء وتناظر بوجهات النظر والأفكار إلى مهاترات شخصية هي بالنسبة لهُ الميدان الوحيد الذي يُجيد اللعب عليه

.
طلب منا هذا المجاهد عن طريق أحد أصدقائي مناظرة عن الأخلاق وعن مصدريتها ، بعد أن صادر على المطلوب عبر سطوره القبيحة المغرضة كقباحة فكره الوهابي الظلامي ، وصنفنا كمنحلِّين أخلاقياً هو وإذياله الذين أقبلوا على سطوره التي كتبها عنّا معلقين عليها بأنّنا دعاة إباحية وشذوذ ، والحقيقة فإنّنا لا وقت لنا لمناظرة ظواهر مرضية لا معرفية كالسلفيين، حيث هم بنظرنا نتاج إنغلاق حضاري وإنتحار عقلي ووأد لملكة الإبداع والإبتداع وإستلاباً لكينونة الإنسان المجبولة على التطلُّع نحو الأمام ونسأ الماضي في إطار الصيرورة والتدافع نحو الأمام . ولكني أنصحه بمراجعة ماهية أو مضمون قيمه الأخلاقية قبل مناقشة مصدريتها ، تلك القيم التي تتضمن إباحة نكاح ما طاب من النساء تحت مسمى ملك اليمين ، وإغتصاب الأسرى جنسياً تحت مسمى السبيِّ ، وإباحة ضرب النساء وضرب الأطفال وإجبارهم على الصلاة ، وقتل الناس لمجرّد رأي أبدوه في الإسلام وإباحة رضاعة الإنسان البالغ الكبيرمن النساء الأجنبيات .

و ليتهم ينظرون إلى فقههم الذي لا يُدين أو يرفض أن تكون الأم جارية لدى ولدها الذي لو زنا بها فهو لا يُحد ، ليتهم يحدثونا عن النسب والإحصاءات لما يسمونه ( زنا المحارم ) و( الشذوذ الجنسي ) في السعودية التي يحكمها حكاماً مستبدين يعبدون الغرب الكافر ويبيعون له النفط بمباركة تامة من شيوخ الوهابية ، وذلك قبل أن يُحدثونا عن الإباحية أو اللا أخلاقية في الغرب الملحد الذي يرفضون أن يُسبحوا بحمده رغم أنّه وليُّ نعمتهم ، فلولا المخابرات البريطانية سابقاً التي دعمت الفكر الوهابي لإتقاء شر الخلافة العثمانية ، ولولا الوكالة المركزية للإستخبارات الأمريكية التي دعمت الفكر الوهابي بدورها لمكافحة الفكر الشيوعي لما كانت لتقوم قائمة للفكر الوهابي بالمنطقة . ولا تنسى دائماً أيها السلفي أنّ الكيبورت الذي تكتب به والفيسبوك الذي تجلس عليه وتتحفنا بجهالاتك والدواء بالمستشفى الذي تتعالج به من منجزات الحداثة الغربية التي تتهمهما بالإنحلال الأخلاقي ، وقد انتجت بذات المنهجية التي أُنتجت بها الليبرالية والعلمانية وغيرها من المنتجات المعرفية التي تكفِّرها وتنبذها .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معاً ضد كلّ سلطة ظلامية تمنع العقل الإنساني من الوصول إلى نور الحرِّية حباً في الإستبداد وتعلقاً بالسيطرة !

محمد ميرغني – مفكر حر

About محمد ميرغني

محمد ميرغني ، كاتب ليبرالي من السودان ،يعمل كمهندس معماري
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.