لتكن هذه المقالة بداية لتذكير المسلمين بفضل المسيحيين عليهم في القديم وفي الحديث, فلولا المسيحية لقتلت قريش كل لاجئ سياسي لجأ إلى ملك الحبشة من المسلمين, ليستذكر أهلنا المسلمون فضل المسيحيين عليهم وكيف آوهم ودعموهم وأعطوهم حقهم بممارسة دينهم…لولا مَلِك الحبشة لن نعرف نحن عن الإسلام شيئا, لولا ملك الحبشة المسيحي لّما انتشر الإسلام ولما عرفت البشرية هذا الدين, محمد أمر جماعته بالهجرة إلى الحبشة عند ملكٍ مسيحي لا يُظلم عنده أحد, مسيحي مؤمن بالمسيح ومخلص للديانة المسيحية, هذا الملك آوى في بيته ومملكته جماعة محمد الإسلامية ذات الدين الجديد الذي لم يعرف أحد مثله دين, هربوا من مكة ومن بطش صناديد مكة إلى الحبشة خوفا من القتل على أيدي كبار قادة قريش, ومع كل هذا حين وصلوا الحبشة قررت قريش في جلسة طارئة ملاحقتهم إلى الحبشة وحاولوا إغراء ملك الحبشة فيهم فيقتلهم أو يقوم بتسليمهم إلى أهلهم لكي يقتلونهم هم بمعرفتهم, وفي الحقيقة لو أطاع ملك الحبشة قريشٍ في كثير من الأمور لقضي على الدين الإسلامي نهائيا, ولكن شاءت الأقدار أن يرأف لهم قلب ملك الحبشة وأن يرق لهم , فسمح لهم بأن يعيشوا في الحبشة(أثيوبيا) وأن يتجولوا في أسواقها وأن يتزوجوا ويطلقوا ويمارسوا حياتهم كما يشاءون بكل حرية, وأمر وزراءه بعدم الاقتراب منهم بالأذية إلا بالحسنى وبأن لا يتعرض لهم أحد لا من أهل الحبشة ولا من مطارديهم الذين لحقوا بهم من أهلهم من مكة, هذا الملك المسيحي عمل بأصله وبأخلاق المسيح التي أمره بها, هذا الملك عمل كما أمره دينه أن يعمل, فعل ما أمره دينه أن يفعل من إكرام وحماية لهؤلاء الضعفاء من المسلمين أصحاب الدين الجديد, ولكن هل عمل المسلمون أيضا بأصلهم؟.
المسلمون اليوم يردون كرم الضيافة إلى المسيحيين من خلال سبهم من على منابر المساجد في خُطب الجمعة,يصفونهم بالضالين, يصفونهم بالكفار, ونسوا أنهم لولا الكفار لقتلت قريش كل لاجئ سياسي لجأ إلى الحبشة ولانتهى الإسلام منذ ذلك الوقت, نسوا ما فعله لهم المسيحيون يوم لجوئهم السياسي إلى الحبشة, نسوا كرم الضيافة, نسوا الحماية لتي بسطها عليهم ملك الحبشة المسيحي, نسوا أن ملك الحبشة المسيحي سمح لهم بمزاولة أعمالهم وبأن يمارسوا طقوسهم الدينية كيفما أرادوا, ومن ثم رب قائل يقول بأن ملك الحبشة أسلم سرا خوفا على نفسه من الأباطرة والقساوسة, وهذا الكلام غير صحيح, فملك الحبشة لم يسلم ولكنه عمل بأخلاقه وبما علمه يسوع أن يفعله حتى لألد أعدائه, هذا الملك المسيحي كانت أخلاقه رفيعة وتعامل مع المسلمين بدملوماسية وبرأفة كونهم مضطهدون وخائفون فأمنهم من الخوف وآمنهم من الروع والإرهاب الذي كان يلاحقهم, واليوم المسلمون يردون على الدبلوماسية بوحشية كبيرة جدا.
أنظر ماذا تفعل جماعة داعش بمسيحيي الموصل: قتل وتشريد وتهجير وسبي للنساء وللأطفال, وحرق للكنائس, ونسوا ما فعله معهم ملك الحبشة المسيحي, اليوم المسلمون في الموصل بزعامة جماعة داعش قتلوا المسيحيين وهجروهم واغتصبوا نسائهم بوحشية دون أن يتعرض هؤلاء المسيحيون للمسلمين بأي أذى, فلم نقرئ تاريخيا من تاريخنا المعاصر عن مذبحة قام بها المسيحيون في العراق بحق المسلمين, فلماذا تفعل داعش مع المسلمين مثل هذه الأفعال الوحشية والبربرية؟
لابد أنه الاختلاف بين طبيعة الدينين, دين يأمر بالرأفة وبالإنسانية ودين آخر يأمر بالقتل وبالسبي وبالاغتصاب وبالتهجير وبحرق الكنائس وتدميرها, لماذا لا يتذكر المسلمون اليوم فضل المسيحيين عليهم؟ لماذا لا يتذكر المسلمون اليوم فضل ملك مسيحي على مسلمين ضعفاء فيذيعون هذا وذاك من على منابرهم ليتذكر الناس ما فعله المسيحيون من أجل المسلمين, لولا المسيحيون لَما عُرف الإسلام أصلا وفصلا, لقد حافظت المسيحية على الإسلام والمسلمين في الحبشة, ثم أن الراهب (بحيرى) كان له أيضا فضلا كبيرا على محمد في شبابه, وهذا جميل آخر ينكره المسلمون, ثم أن المسيحيين حديثا هم أول من طبع القرآن في حلب ومالطا وقدموه هدية للمسلمين , وهم حديثا أول من أنشأ المدارس في البلدان العربية والمراكز الصحية الحديثة لعلاج الناس, وهم أول من أنشأ الفنون الحديثة من مسارح وملاهي وأكاديميات, وهم أول من حث العرب المسلمين على إرسال بناتهم إلى المدارس لكي يتعلمن القراءة والكتابة, وهم من قدم المخترعات الحديثة, فلماذا ينكر المسلمون فضل المسيحية في الحبشة على المسلمين وفضلهم على المسلمين في العصر الحديث, لنكن واقعيين ولنطلق حملة إعلامية كبيرة نذكر فيها المسلمين قاطبة بفضل المسيحية على الإسلام في القديم والحديث, بدل أن أسمع دعوات من على الفضائيات تدعو إلى قتل المسيحيين وبأن ينصر الله المسلمين على المسيحيين من خلال أسلحتهم التي اخترعوها واكتشفوها وقدموها للبشرية.
مواضيع ذات صلة: فضل المسيحيين على المسلمين
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: لا تخشى على المسيحيين لان لهم رب في السماء يرى ويراقب كل شيء ، وهو القائل ( أقاتل عنكم وانتم تصمتون) ؟
٢: سترى كيف سينتقم ربهم من أعدائهم وكيف سيخسف الارض بهم وهم غافلين ؟
٣: قيل من ينكر أصله نغل (إبن زنا) وأصل غالبيتهم مسيحيين ، فلا عتب أن يفعلوا هذا بمن أواهم وأطعمهم وثقفهم ، ولكن من لا أصل له لا فصل له ؟
٤: وأخيرا: مافعله المسلمين الإرهابيين بالمسيحيين واليزيديين وغيرهم من بطش بحقهم وإرهاب ، قريبا سيأتيهم من رب السماء خير جواب ، وعلى نفسها جنت براقش ، فلا تخف فالمسيحيون يعرفون كيف سيأخذون بثأرهم غدا ، سلام ؟