حمار و-بزونة- وحصان عربي

rodenyان ترى قطة تتجول في احدى ردهات مستشفى في بغداد فلابد انها تبحث عن قطعة لحم يرميها لها احد المرضى او احد الفراشين ممن يعتني بالقطط او الحيوانات بشكل عام. وحين ترى احد راكبي الدراجات النارية وهو “يشفط” في ممرات المستشفى فلايغلب عليك الظن انه جاء يستعرض عضلاته وحين تعترض على ذلك باعتبارك مواطن حريص سيقول لك بصوت عال:وانت شعليك،هذا من ضمن اعمال السلامة العامة وانا احد افراد الحماية في هذه المستشفى.
ولكن ان ترى حمارا يتسكع في مطار القاهرة فهذا لعمري غاية في السريالية.
لماذا وكيف دخل الحمار الى الى المطار،وهل دخل عبر البوابة الرئيسية ام انه تسلل من وراء السياج الواقي ؟.
لايذهب بكم الظن بان رجال الحماية قد غضوا الطرف عن دخول الحمار المسكين كما لايمكن ان تصدقوا ماقاله المذيع جابر القرموطي الذي يدعي بالقول: ادفع مائة جنيه لاي شيال امام المطار حيدخلك صاروخ ومش علبة شيبس في الطيارة.
وقبل هذه الحادثة قام مهربون بتفكيك اعمدة الانارة في مدرج المطار ونقلها على حمير للبيع في سوق الخردة ولم تكتشف الجريمة الا بعد وقوع خناقة بين صاحب الحمير والحرامي الذي فكك الاعمدة ليلا والتي يشكل عدم وجودها على المدرجات خطرا على حركة الطيران.
كل هذا يحدث في بلاد “العربان” وهو امر طبيعي اذ سنحتاج الى قرن اضافي لكي نصحو ذات يوم ونشعر باننا بشر.
ولكن الذي لم نسمع به من قبل انه تم اعدام حصان عربي قيمته 12 مليون دولار بعد ان اكتشف صاحبه انه “مثلي” وقد ضبط وهو يطأ جارته الحصان المحصنة.
هذا الحصان الثمين اطلقت عليه رصاصة الرحمة قبل ايام بعد ان ثبت انه حصان عاق لايعرف قوانين السعودية في عقوبة الزنا, والغريب ان صاحب الحصان قد نشر صورة حصانه وصورته هو يقف الى جنبه حاملا صورة الحصان الموطىء به.
كيف يمكن لهذه الشعوب ان تتنفس هواء الحرية وهي تعيش في آبار الجهل والتخلف؟.
كما قلت نحتاج الى قرن اضافي او ربما اكثر لكي نتخلص من كابوس التخلف الحميري والحصان المثلي والذي لانعرف كيف اكتشف صاحب الحصان ذلك؟وهل لديك خبرة “مثلية” مثل الحصان ام هو شعر بذلك بالسليقة؟.
زمن اغبر حقا.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.